انتقدت صحيفة أمريكية تصريحات رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إحدى القنوات التلفزيونية الأمريكية وتصف مطالبته بتعليق تخصيب اليورانيوم في إيران بالكامل بأنها عقبة أمام المحادثات النووية وإجهاض للحلول الدبلوماسية. طهران (فارس) نشر موقع إشراف تقريراً نقلاً عن صحيفة "ناشيونال إنتراست" الأمريكية بقلم المحلل بول بيلار حيث تمحورت حول الضرورات والمقتضيات التي يجب على الغرب الالتزام بها تجاه حكومة الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني وتضمنت أيضاً نقداً للتوجهات المتطرفة لرئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جاء في جانب منها: في خضم مداولات طويلة خلقت اليأس في أنفسنا من التوصل إلى حل للبرنامج النووي الإيراني هناك بارقة أمل اليوم بعد أن تغيرت المعادلة وبطل الرأي القائل بعدم إمكانية إيجاد حل لهذا البرنامج الذي انطلق منذ عهد الشاه والذي أثار الكثير من التنبؤات حول مساعي طهران لصناعة سلاح نووي. ولكن لو أردنا معرفة نية إيران الحقيقية في هذا المجال لا بد لنا أولاً من معرفة أهداف برنامجها النووي بعيدة الأمد وقريبة الأمد قبل معرفة مخاطر هذا البرنامج. ومن الأمور التي أحيت الأمل في تحقيق حل مناسب لهذه المشكلة، دخول حسن روحاني في مضمار السياسة بشكل فاعل بعد انتخابه رئيساً للجمهورية حيث أدى انتخابه إلى زعزعة صفوف الذين يتخذون مواقف متطرفة تجاه إيران ويعتبرونها خطراً يهدد المنطقة، ولا سيما حكومة بنيامين نتنياهو التي جعلت حكومة محمود أحمدي نجاد ذريعة لتقريع طهران واتهامها بالتطرف. والحقيقة أن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب في وضع حل لمشكلتها مع الفلسطينيين كون تهدئة الأوضاع قد يهدد مستقبل إسرائيل ويجعلها منزوية عالمياَ، لذلك غير بنيامين نتنياهو مسير المشكلة ووجه سهامه نحو إيران من خلال اتهامها بأنها بؤرة المشاكل في الشرق الأوسط، وهذا الأمر بالطبع سيغطي على مساعي الإسرائليين في بناء المستوطنات وقمع الفلسطينيين بعيداً عن أية تغطية إعلامية واسعة. لذا فليس من الغريب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد حاول إثارة مخاوف الأمريكان من الأهداف النووية الإيرانية في لقاء أجرته معه إحدى القنوات الأمريكية، حيث اتبع نفس المنهج المتعارف ضد إيران دون الإشارة إلى حقائق الموضوع، وطالب بتعليق جميع أنواع تخصيب اليورانيوم من قبل إيران. وهذه المطالبة بكل تأكيد ليست سوى محاولة لإعقام أي حل دبلوماسي متوقع للأزمة النووية الإيرانية. ونتيجة ذلك بطبيعة الحال تزايد الرغبة الإيرانية في مواصلة البرنامج النووي على قدم وساق كون المسؤولين الإيرانيين لا يثقون بالأمريكان الذي هم في الواقع لا يدركون النتائج الوخيمة لأية هجمة عسكرية ضد طهران. يذكر أن نتنياهو وصف الحكومة الإيرانية بالمتطرفة، لكنه غفل عن أن الخطر النووي الوحيد الذي يهدد المنطقة بأسرها بما فيها إيران هو إسرائيل وليس إيران. /2819/