قصة عدنان كان يا ما كان في قديم الزمان صبيٌ عاقلٌ من الجيران وأهله نعم الأنام له تسعة أعوام يسألني علماً فأعلمه يرافقني للدكان فأصحبه نملأ الماء العذب معاً نرمي نفايات بيتنا معاً يصلي فأشجعه يصوم فأسبقه ولم يزد عمري عنه عامان تعلق قلبه بقلبي ترك أخته وجلس بقربي فحديقة منزلنا ومنزله واحدة وتجمع إخوتي وإخوته صداقةٌ واعدة وأمي وأمه بالله متحابتان طيبتان اقترب مني يوماً يهمس لي وشرح حبه وتعلقه بي فأعلن عشقه وهو خجلان ولم يدر ما وراء هذا الإعلان خفت واضطربت من حب الصبيان فقلت له هذا لم يكن بالحسبان وابتعدت عنه وخاصمته ومن درب طفولتنا أهملته ونسيت أنه عاشقٌ ولهان فأرسل أخته يسترحمني للتصالح فلم أعثر على طريقة للتسامح إذ لمست عشقه الكبير وهو ما زال صغيرا وهل لكفة العشق إلا الرجحان احترت بأمري لأنني أحبه وكأخي الصغير أوده فقلت أبتعد عنه الآن حتى ينسى عشق الخلان ما كنت أدري أن حزنه شديداً وأن القدر سيأخذه بعيداً اختفى بعد أيام صمت فيهم عن الكلام سافر مع أهله إلى لبنان عاد وهو مدثرٌ بالأكفان ركضت أخواتي يشاهدنه قالوا تعالي نودع عدنان ارتجف قلبي وأصبت بالغثيان فدخلت بيتي وابتعدت عن الجيران ألوم نفسي وأحملها ما صار وأقول هل حقاً عدنان طار؟ هل حزنه كان سبباً للسرطان؟ أكان يجب علي عدم الخذلان؟ وما ينفع الندم بعد فوات الأوان ما زلت في براءتك يا عدنان أحسن ولداً عرفته بين الولدان وطوبى لك المغفرة والجنان فهل تسامحني وتشفع لي عند الرحمن؟ وأنا أدين لك بالذكرى العطرة والعرفان وما كان بيدي أكثر مما كان فهل أنا مجرمة بحقه يا إخوان؟ وهل تعترفون وتقدرون حب الولدان؟ هذه هي قصة عدنان د. هدى برهان طحلاوي