أبوظبي في 31 يوليو / وام / اهتمت افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم بالمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية في ظل توازن قوى يميل لصالح تل ابيب بشكل مطلق مصحوباً بدعم أمريكي وحالة اهتراء عربي - فلسطيني غير مسبوقة الى جانب سلسلة الاغتيالات التي شهدتها ليبيا وتونس أخيراً . فتحت عنوان " جولة تكاذب جديدة " قالت صحيفة الخليج في مقالها الافتتاحي ان جولة جديدة من التكاذب والمماطلة بدأت في واشنطن استكمالاً لتلك التي توقفت قبل ثلاث سنوات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وبعد عشرين عاماً على اتفاق أوسلو الذي لم تنفذ إسرائيل منه شيئاً، واثنين وعشرين عاماً على مؤتمر مدريد الذي كان "فخاً" للعرب من أجل التطبيع المجاني ورفع المقاطعة الاقتصادية مقابل شعار بلا مضمون انعقد المؤتمر من أجله وهو الأرض مقابل السلام .. فالولايات المتحدة بعد أن تولت دور الشرعية الدولية في التعاطي مع القضية الفلسطينية وحملت صفة "الوسيط النزيه"، أدخلت العرب والفلسطينيين في دهاليز المساومات الرخيصة من خلال المفاوضات الثنائية والثلاثية وغيرها بعيداً عن مضامين القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن والجمعية العامة بشأن الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة، واسترداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، واعتبار كل ممارسات ونشاطات الاحتلال في الأراضي المحتلة غير شرعية . واضافت الصحيفة نحن الآن أمام جولة جديدة من الاحتيال السياسي الأمريكي -الإسرائيلي على الفلسطينيين تحت مسمى استئناف مفاوضات بلا سقف ولا هدف ولا مرجعية، من أجل إعطائهم الأمل بأن قضيتهم هي موضع اهتمام الإدارة الأمريكية التي تسعى لحمل إسرائيل على القبول بتسوية من خلال المفاوضات ..والإدارة الأمريكية تدرك أن هذه المفاوضات عبثية وبلا أفق، ومن الطبيعي أن حكومة نتنياهو تعرف ذلك، وهي تجاري واشنطن في لعبتها مادام الأمر يقتصر على إبداء حسن النوايا، مثل إطلاق بعض الأسرى الفلسطينيين الذين كان يجب إطلاق سراحهم قبل عشرين عاماً، والأهم أن المفاوضات هي فرصة جديدة لكسب الوقت من أجل استكمال مخططات التهويد في مدينة القدس والضفة الغربية . وتساءلت الخليج في ختام مقالها .. ماذا يضير إسرائيل دخول مفاوضات كهذه مادامت لا تلزمها بأي مقابل، لأن لا أحد لديه القدرة على فعل ذلك، في ظل توازن قوى يميل لصالحها بشكل مطلق مصحوباً بدعم أمريكي، وحالة اهتراء عربي - فلسطيني غير مسبوقة؟ . وتحت عنوان " تونس وليبيا.. عودة لمسلسل الإغتيالات " قالت صحيفة البيان في مقالها الافتتاحي مرة أخرى يعود مسلسل العنف والاغتيالات إلى تونس وليبيا ليظل الأمن هاجساً يؤرق حكومتي البلدين، فيما يعيش المواطنون حالة من الخوف الدائم بعد أن ارتفعت وتيرة العنف بشكل غير مسبوق وتحول إلى هجمات منظمة تستهدف مدنيين وعسكريين ومقرات أمنية وغيرها.. ففي تونس توسعت دائرة السجال حول نفوذ حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم في البلاد، مع اختراق الجماعات المتشددة للأجهزة الأمنية، حيث زادت حادثة اغتيال المعارض محمد البراهمي من شكوك قدرة الأجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب كما رفع من معدلات القلق لدى الشارع التونسي.. ولعل حادثة مقتل تسعة عسكريين في الهجوم الذي شنه مسلحون على دورية تابعة للجيش التونسي في منطقة جبل الشعانبي بمحافظة القصرين، كان له وقع خاص في نفوس التونسيين الذين ازدادوا يقيناً بهشاشة الأجهزة الأمنية وحتى الأجهزة العسكرية، ما أثار مخاوف من تفاقم ظاهرة الإرهاب على الحدود وداخل تونس، وإن كان الخطر الأمني قائماً فإن ما صاحبه من تنامي فكرة التشدد في تونس، واعتداءات المتشددين المتواصلة على الحريات تحت راية الدين يعتبر الأخطر، حيث عمدت مجموعات منهم للهجوم على الفنادق وتخريبها، كما يسيطر هؤلاء على المساجد. واضافت الصحيفة انه يبدو أن عوامل أخرى كثيرة تجعلهم يطالبون بحلول عاجلة، بهدف عودة هيبة الدولة ودور الشرطة في تطبيق القانون، ومنه ما تشهده الأسواق والطرقات من فوضى لم تشهدها سابقاً مع ازدياد عمليات قطع الطرق وانتشار عمليات السرقة والسلب والاعتداء على رجال الأمن مع عدم التدخل بالشكل المناسب لردع الفاعلين. واضافت البيان ان ليبيا ليست أحسن حالاً من تونس، خاصة بعد سلسلة من الاغتيالات التي شهدتها بنغازي أخيراً، أهمها اغتيال المحامي عبدالسلام المسماري، ما سيفتح السجال على مصراعيه حول مستقبل الديمقراطية وتقبل الآخر في هذا البلد الذي وإن نجح في إسقاط نظام معمر القذافي بفعل ثورة شعبية، فإنه عاجز عن توحيد الصفوف ولم شمل الليبيين تحت راية الوطن وهو المطلب الذي قامت على أساسه الثورة الليبية. / مل . تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/هج