صُنتُ نفسي عمّا يدنِّسُ نفسي بقلم: صالح أحمد (كناعنه) [email protected] - ما أبغض الذنب! فكيف بنفسٍ تستسيغُهُ وترضى به؟! - لقد علمتني التّجارب أن للدّنيا حالات تسخر منّا بها! ومن أوجه هذه السّخرية أنّ الإنسان منّا قد يعشق شيئا، فيطلبه، وقد يمضي سنوات طوال وهو يسعى وراءه، حتى إذا أحس أنه اقترب من نواله، وجد الف مانع يحول بينه وبين ذلك، فمضى يبتلع حسرته.. فلا ندم يفيده، ولا نسيان يخفف عنه.. - لا بأس أن يعجبك فكر غيرك... على أن لا ينسيك قدرتك على التّفكير.. - علّمتني الحياة أنّ التّاريخَ لا يصنعه المتواكِلُ، ولا المتكاسل، ولا المستجير بغيره، المستورد لفكره قبل بضاعته... بل يصنعه الواثق من نفسه، المعتز بفكره، المستغني عن غيره بما ملكت يده، وبما أنتج فكره وجهده... - تعلمت مما سمعت وقرأت؛ أنّ من حارَبَ بسيف غيره؛ سرعان ما ينقلب هذا السيف عليه، ليجد نفسه تابعا ذليلا مستسلما لمن يملك السيف... - لذة الباطل علقم، إن لم يُسقِمكَ؛ ذهب بهيبتك، وأشقاك. - كن جبلا ينظر إليه الخلق بإكبار، وغاية أمانيهم صعود سفوحه... ولا تكن ممن يدورون حول الجبل، والجبل لا يعبأ بوجودهم.. - ما سمعت، ولا قرأت أن شعبا تمسك بمبادئه، وثبت على مواقفه، وعاش يعتز بثقافته، ويفاخر بتراثه.. ويدافع عنه بكل إمكاناته... الا سما نجمه، وترسّخت أركانه، وشمخ عمرانه، وعزّ سلطانه.. - وما سمعت، ولا قرأت عن شعب تخلى عن مبادئه، وتراجع عن مواقفه، وتنكّر لثقافته، وتخلّى عن تراثه... إلا ذلَّ وهانَ، وأصبح أسيرا ضعيفا تابعا ذليلا... لا حول له... ولا حيلة بيده.. - هل يعرف الذي يفرق بين الجامع والجامعة والمصنع.. أنه إنما يسير في طريق باتجاه واحد لا يمكن أن يوصل إلى شيء سوى الضياع، أو الهاوية؟ - المجد لا يفتح ذراعيه لمن تقاعس عن طلبه... - لن يرى فيك القوي -وإن أكبرته وعظّمته- إلا ضعيفًا وتابعًا له، لائذًا بقوته ومجده... ولن يمنحك أكثر من نظرة استعلاء.. - التاريخ مسرح أبطاله الأقوياء والمسيطرون، ولا يعطي للضّعفاء التّابعين سوى أدوار ثانوية هزيلة لا قيمة لها... وسرعان ما تُنسى، ويُنسى أصحابُها... - مَن الجزار الحقيقي... الذي يمسك بالسّكين؟ أم الذي يقيّد الذّبيحة؟ - لطالما حلم القزم أن يصبح عملاقًا... ولكن العملاق أبدا لا يفكر أن يصبح قزما... - علمتني الأيامُ أنّ الانسان إن لم يكن بطلا بذاته؛ فلن يجعل منه الدّوران في فلك القوي سوى ظل لا يترك أثرا... - هل العبد من تلهب ظهره السّياط ... ولسان حاله يردد :لكم سوطكم ، ولي إرادتي ويقيني ؟ - أم العبد من يسلم قياده لعدوه، ويُقَبِّل السوط، وقبضة الجلاد، بكل ذل وصغار ... ليسلم جسدًا؟! -ألستم ترون مثلي : أنّ المساواة الحقيقية في الأرض ... لا يملكها الا الدّود في القبر!! حيث أن الدّودة التي تأكل جسد القتيل، لا تختلف عن تلك التي ستأكل غدا جسد القاتل.. وكذلك ؛ فإن الدودة التي تأكل جثمان القوي الكبير، لا تختلف عن تلك التي تأكل جثمان الضعيف الصغير!!؟ - حين تنظر لأحدهم نظرة تعظيم وإكبار... هذا يعني أنّك تستصغر نفسك أمامه... والتاريخ لا يعبأ بالصّغار. - هل يستفيد من الفرقة بيني وبين أخي سوى من خطط للاستفراد به قبل أن يجهز عليّ ؟ - الحضارة تبدأ فكرا... ولا تصير حقيقة ملموسة إلا إذا دعمتها الإرادة... وساندتها القوة... فكم من فكرة ماتت لأن صاحبها لم يجد من يؤمن بفكرته ، ويدعمه... ويتبنى طموحه...