غشا شام العروبة ما غشاها وفاق الظلم عشرًا أربعينيا فها هم طغمةُ الأوغاد صارت بيارقهم يسارًا ويمينا تجوب بها تمرحُ في رباها وتنهبُ خيرها منذ سنينا فلصُ الشام قد آوى لصوصًا بأرض الشام أضحوا طامعينا تعالَوا واستباحوا في حماها وظلوا في حماها الآمرينا يحرضهم على تعذيب قومي زنادقةٌ الشعوب المارقينا قطيعٌ أمعنوا في الشعب قتلاً وترويعًا لكل الآمنينا طلبنا حقنا عدلاً وسلمًا وكنّا عُزلاً متظاهرينا فجاؤنا بأرتالٍ وجندٍ بأنواع السلاح مدججينا فلم تسلم مساجدنا أذاهم ولا حتى الجموع الراكعينا أرادوا شعبنا شعب المغازي لبشارٍ عبيدًا ساجدينا ونحن ما سجدنا قطُ يومًا سوى لله خير الخالقينا تمادى جيشهم غيًا وكبرًا ونحن قد صمدنا جاهدينا بحمصَ كم مجازرَ نفذوها و(بابا عمرو) خيرُ الشاهدينا فقد جعلوا الطفولة في المهادِ يمزقهم رصاصُ الحاقدينا ومن كتبت لهم منّا حياة رموهم في القيود مصفدينا ومن ينجو فلا ماءً وزادًا فجلُ القومِ عطشى جائعينا وأصوات الثكالى يستغثن ويستصرخن كل العالَمينا وصيحات الحرائر ويح قومي! تناظرهن عين الماجنينا يقُلن: أيا إلهي هل تُركن لأوغادٍ؟!. وجند الله فينا فيا بشارُ لن تهنأ بدار حميانها بسيف الظافرينا ولن ينجيك حقًا قومُ كِسرى ولا (فيتو) العتاة الظالمينا وبابا عمرو رمزٌ سوف يبقى منارًا رغمَ كيد الكائدينا وإدلب أهلها حق أسود تزمجرُ في وجوهِ الناقمينا و(ديرُ الزور) قد أبدى بنوها بطولات تقض الزاحفينا حضارةُ (جلقَ الشهباءَ) مجدٌ وقومي في رباها السابقينا حمينا أرضها ألفًا ونيفًا وكنا للعروبة وارثينا تولها معاويةٌ وعمرٌو ومروانٌ فكانوا عادلينا وصانوها بنو العباس دهرًا برايات العروبة رافعينا ولم يرض بنو أيوبَ يومًا لشبر واحد يبقى رهينا وساسوها المماليكُ افتخارًا وكانوا للأعادي قاهرينا وضموها بنو عثمانَ حينًا فردوا عن حماها الغاصبينا ونحن لم نكن إلا رجالٌ لأمجاد العروبة حافظينا بنو الإسلام هُبوا وانصرونا وإلا ضاع شام المسلمينا أمدونا بمال وسلاحٍ نرد به جموع الغاشمينا فإن كنتم لنا مددًا فإنا سنبقى شامكم دنيا ودينا وإن ضاعت بلاد الشام منّا فقل للعُربِ دمتم سالمينا عبدالمحسن بن طما - جدة