أحمد غراب - عندما نحزن نفقد القدرة على الكلام والكتابة أيضاً .. ماذا يمكن أن تفعل هذه الحروف سوى أن تطلب منكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لمحمد السياغي زميلنا في وكالة الأنباء اليمنية سبأ ؟ عندما نحزن نفقد القدرة على الكلام والكتابة أيضاً .. ماذا يمكن أن تفعل هذه الحروف سوى أن تطلب منكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لمحمد السياغي زميلنا في وكالة الأنباء اليمنية سبأ ؟ وأقسى ما في رحيلك يا محمد هو أننا منذ أكثر من عام لم نلتق وبالتحديد منذ حرب الحصبة وتعرض وكالة الأنباء للقصف ومنذ أصبح موظفو الوكالة أشبه بالنازحين. ما أقسى أن يكون لك ذكريات ومواقف مع زميل بروعة وإنسانية الصحفي الراحل محمد السياغي وفجأة ودون مقدمات تفاجأ برحيله دون حتى أن تسلم عليه أو تمسك في يده وتقول له وداعا يا صديقي. سؤال يصرخ داخلي أستعيذ الله منه لأني مؤمن بالقضاء والقدر لكنه يصرخ ويصرخ وطالما صرخ في نفوسنا جميعا : لماذا لايرحل إلا الطيبون ؟ محمد السياغي كم كان قريبا إلى القلب مازلت أتذكر كل ابتساماته وضحكاته طوال سنوات من عملنا معاً ، كنت أراه تقريباً كل يوم نجلس معا أمام بوفية جميل وفي مقر صحيفة السياسية. أتفاءل كثيراً بضحكته وهو يناديني: يا غراب يا غراب .. هيا ايش قالوا ؟ الله يرحمك يا محمد أسأل الله أن يسكنك الفردوس الأعلى وأن يجمعنا بك في مستقر رحمته. بسيط ومتواضع وقريب من الجميع وقلبه ودود يتضامن مع الجميع بلا استثناء صحفي مجد شعلة من نشاط لايتوقف عن الحركة الدؤوبة من افضل من يقومون بالتغطيات الصحفية وواحد من أمهر الكوادر العاملة في الإدارة العامة للأخبار بوكالة سبأ كان ضمن فريقها الصحفي في مؤتمر الحوار. ظل طوال أيام في غرفة العناية المركزة بعد حادث مروري أليم تعرض له واليوم كانت فاجعة رحيله كان من أكثر الناس طيبة وهدوءاً ووقاراً مهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه أحبه الناس وأحبه كل من عرفه واحبه الله فاختاره إلى جواره في العشر الأواخر من رمضان ما أقسى أن تواعد نفسك من يوم إلى يوم بأن الأمور ستنفرج وأننا سنلتقي مرة أخرى أيها الزملاء في سبأ لنعود كما كنا بيتاً واحداً نعلم حال بعضنا البعض ونسأل عن بعضنا البعض عندما ندخل من البوابة نجد في الإعلانات كل أخبارنا من هو المريض ومن هو العريس ومن الذي توفي احد من اهله فنتعاون مع بعضنا ونتكاتف في السراء والضراء، أما اليوم فقد فرقنا العجز الحكومي عن إعادة وكالة سبأ وموظفيها إلى عملهم فأصبحنا مشردين في كل مكان عرضة للفواجع بين الحين والآخر. ماذا أقول لك يا صديقي محمد السياغي ؟ أريد أن أبكي فهل للدموع أن توصل رسالة إليك في قبرك أريد أن أصرخ في وجه كل الظروف التي فرقتنا . لا املك سوى الإيمان بالقضاء والقدر والإيمان بأن الله احبك فاختارك إلى جواره في هذه الأيام المباركة، أسأل الله العظيم أن يجعل الفردوس الأعلى مستقرك. رحمة الله تغشاك يا محمد السياغي وإنا لله وإنا إليه راجعون. *الثورة نت