فعلاً تلك هي الحلقة المفقودة التي حِيزت مفاتيح فك ألغازها بأيدي الوطن.. ونؤكّد أن الصناعة هي صانعة الدول العظمى، وبها تُبنى الأمجاد التي تتطور يومًا بعد يومٍ وتصعد بها عاليًا.. وعليها تكرس النجاحات وتورث الحضارات للأبناء. بصمات عهد جديد دشنتها يد الخير، حين قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بوضع حجر أساس جملة من المشروعات الصناعية والتنموية العملاقة لكل من الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وشركتي أرامكو السعودية، وسابك، وشركات القطاع الخاص الأخرى في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين بتكلفة إجمالية بلغت 327 مليار ريال. المردود يتبادر للأذهان سريعًا حاملاً البشرى بفتح آفاق اقتصادية جديدة للمملكة ومواطنيها، من استدامة وتنمية واستثمار أمثل للثروة، ووضع بُنى تحتية وصناعة آلاف الفرص للعمل وتنوع لمصادر الدخل. نعم ستدخل المملكة عصرًا صناعيًّا عملاقًا يخلق اقتصادًا جديدًا بات مطلوبًا على كل الأصعدة، فهي ما ينشدها العالم أجمع منذ الثورة الصناعية التي تنامت في أغلب الدول الأوروبية والغربية.. لتصنع لنفسها حضارات راسخة. جدولة ستعيد حساباتها صياغة المشهد الاقتصادي بالمملكة، فبعد أن بات يعتمد على مخرجات الثروة النفطية، وغيرها سيكون الوضع مختلفًا بعد النهوض بهذه الثورة الصناعية في البلاد، ليكون هناك جانب كبير من الاكتفاء الذاتي في أغلب الصناعات التي يتم استيرادها.. وستغير من وجهة المؤشرات والتداولات على مختلف الأصعدة.. ولعل من الجوانب المهمة لهذه المشروعات العملاقة أنها ستعمق لدى شركتي ''أرامكو'' و''سابك'' فكرة العمل بالمفهوم الاقتصادي غير الحكومي.. فتلك مرحلة مفصلية ضخمة. وتكريس الإستراتيجية العامة تحتاج إلى توفير كافة الجهود والإمكانات من جميع الأوفياء المخلصين المحبين لوطنهم وتوفير جميع الأدوات التي تتيح للنهضة الصناعية التي تفسح مجالات واسعة للقطاع الخاص للاستفادة منها إذ سوف يشمله 11 مشروعًا من إجمالي تلك الثورة الصناعية العملاقة في الجبيل وينبع. تلك هي مرحلة تاريخية سوف يكتب عنها التاريخ منهجًا مغايرًا عن كافة الحقب الماضية فهي توجه نحو مستقبل ذو شكل آخر لأبنائنا، حيث ستوفر أكثر من 26 ألف فرصة عمل مباشرة، وغير مباشرة، وتؤسس لمشروعات هائلة للإسكان.. والسؤال الأهم يا شبابنا بعد أن أيقنت القيمة هل سوف تمكنونا منها وتشمروا عن سواعدكم لإنجازها والعمل فيه؟ أنا واثق أنكم قدرًا لها وسوف تحققوا المستحيل.