ناشدت الجمعيات الخيرية المزكّين بتوكيلها في إخراج زكاة الفطر قبل ليلة العيد بيوم أو يومين ضامنة لهم إخراجها وفق الضوابط الشرعية خاصة وأن لديهم وكالات خطية من مستحقيها وبرامج آلية تضمن وصول هذه الزكاة في موعدها المحدد فجمعية البر بجدة لديها أكثر من 30 الف توكيل والمستودع الخيري بجدة يتعامل مع إخراج الزكاة ببرنامج آلي يقوم باستقبال الزكاة وتحديد الكمية لكل أسرة وكيفية الوصول لهذه الأسرة والتأكد من استلامها لزكاة فلقد ذكر الاستاذ وليد باحمدان أمين جمعية البر بجدة أنهم يحصلون على توكيلات خطية من قبل الأسر المسجلة لديهم قائلا: نحن نقوم بتوزيع الزكاة قبل العيد بيوم أو يومين عندما يصلنا زكاة نقوم بتوصيلها إلى مستحقيها ، أما استقبال زكاة العيد في أخر ليلة من رمضان لا نجد الوقت الكافي في توزيعها فنقوم في هذه الحالة بالاستلام عن الاسر المسجلة لدى الجمعية لان لدينا توكيلات خطية من هذه الأسر والرأي الشرعي أجاز لنا هذه التوكيلات واستلام زكاة الفطر عن مستحقيها وتوصيلها لهم بعد صلاة العيد. وقال باحمدان : إن الأسر المسجلة لديهم في الجمعية يتجاوز عددهم 30 ألف أسرة مابين أرامل ومطلقات وأيتام وأسر محتاجة وأنهم يتعاملون مع هذه الأسر طوال العام ..فيما عمل وقام الفريق البحثي لدى الجمعية بزيارة هذه الاسر وتأكد من أحقيتهم للمساعدة والجمعية تساعدهم طوال العام. وعن الاسر الموجودة أمام باب الجمعية وغير المسجلة لديهم قال نقدم لهم جزءا من هذه الزكاة . أما مدير عام جمعية البر بمكة المكرمة الاستاذ محمد قائد فذكر أنهم لا يستقبلون زكاة الفطر نقودا وإنما يستقبلونها زكاة عينية فقط لعدم وجود آلية لديهم تمكنهم من استقبال النقود وشراء الزكاة العينية ومن ثم توزيعها على مستحقيها . وقال: إنهم يستقبلون الزكاة إلى منتصف ليلة العيد فقط ويأتي اليهم أكثر من 3000 فطرة يقومون بتوزيعها على الأسر الموجودة داخل المساكن الخيرية التابعة للجمعية والتي قطنها أكثر من 250 أسرة. أما أحد مسؤولي جمعية البر الخيرية بوادي محرم والهدا فقال : إنّ الزكاة تصل إلى مستحقيها في القرى البعيدة قبل العيد بيوم واحد ويكون التوزيع مثبت بالكشوفات، أما القرى القريبة يستلمونها من الجمعية ليلة العيد . فيما ذكر مدير عام المستودع الخيري بجدة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن الحميد أن المستودع يمتلك قاعدة معلومات كبيرة تم جمعها من خلال لجان البحث الميداني عبر(7) مركز تنفيذية للمستودع تنتشر في نطاق مدينة جدة وتدار هذه المعلومات بواسطة برنامج بحث حاسوبي يعمل على تقنية الويب ويتيح تحديد مواقع المستفيدين عبر تقنية ال GPS مما يجعل إدارة المستودع قادرة بإذن الله للوصول للأسر المتعففة الأكثر استحقاقًا للزكاة بأيسر السبل وبما يحفظ كرامتهم. أما فيما يتعلق بآلية جمع التوكيلات فإن المستودع يتيح الفرصة سنويًا للراغبين في المشاركة في المشروع وقد بدأنا هذا العام في استقبال طلبات الشباب الراغبين في العمل من منتصف شهر شعبان وذلك عبر موقع المستودع الخيري على الشبكة الالكترونية وتم توظيف أكثر من (450) شابًا سعوديًا في المشروع حيث تم توزيع نقاط استقبال الزكاة على أكثر من (300) نقطة في الأسواق التجارية والشوارع الرئيسة وجميع هذه النقاط مرتبطة بمقر إدارة المشروع الكترونيًا عبر برنامج فطرة الحاسوبي. وذكر الحميد أن البرنامج يتيح لإدارة المشروع معرفة عدد الفطر المطلوب توزيعها حسب عدد المزكين ليتم تكليف فرق التوزيع في أكثر من عشرة مواقع مختلفة بتصريف الزكاة خلال فترة قصيرة بحيث يتم إيصال الزكاة في وقتها الشرعي من قوت البلد (الأرز) حيث يتم التعاقد مع موردين الأرز وإعداد خطة توزيع وتوريد متكاملة يتم من خلالها تزويد مستودعات المستودع الخيري بجدة بها، ثم يبدأ العمل المبارك قبل العيد بليلتين وفق الخطة المعدة مسبقًا لتوزيعها على الأسر المستحقة للزكاة، كذلك فإن البرنامج يتولى حساب حصة الأسر الفقيرة من الزكاة استنادًا لأعداد أفرادها وبطريقة تضمن عدالة التوزيع ومحاولة تغطية الاحتياج لأغلب العام. وقال نبدأ التوزيع قبل العيد بليلتين وينتهي قبل صلاة الفجر ليوم العيد وذلك حسب كثافة المزكين الذين يرغبون في توكيل المستودع الخيري بجدة. ودعاء الحميد المزكين على ضرورة التوكيل مبكرًا لتمكن من خدمة أكبر عدد من المزكين قائلا نضطر أحيانًا لعدم قبول التوكيلات لضيق الوقت ولكثرة عدد المزكين ليلة العيد، حيث يلتبس على بعض الناس الفرق بين إخراجها في وقتها والتوكيل في إخراجها فالتوكيل ممكن أن يكون من منتصف رمضان أو حتى قبل ذلك إذ أن الوكيل ملتزم بعدم تسليمها للفقير إلا في وقتها الشرعي؛ فإذا رغب الموكل في التوكيل ليلة العيد ضيق على الوكيل وعسر عليه القيام بدوره، مما يجعلنا نوقف استقبال الوكالات إذا رأينا أن الوقت ضاق والعمل يصعب تنفيذه وذكر أن عدد الأسر لديهم 10 آلاف أسرة يتم تزويدهم بكمية رز تكفيهم لعام كامل وأن عدد المزكين وصل العام الماضي إلى نصف مليون مزكي. وعن البرنامج الحاسوبي لديهم قال الحميد البرنامج يتيح الصرف باستخدام قارئ الباركود حيث يتم طباعة سندات التسليم مسبقا وتسلم للأسر المستفيدة وفق رقم تسلسلي خاص حيث يتم استخدام هذه التقنية في نقاط التوزيع المختلفة داخل مدينة جدة، وبذلك يتم معرفة عدد الفطر التي تم تسليمها وكذلك التأكد من هوية المستلم والذي يتم تسجيلها بواسطة البرنامج من خلال الباركود لضمان وصولها للأسر المسجلة. وعن الوكالات الخطية قال الحميد لدينا وكالات خطية من جميع الأسر المسجلة لديه ويتم استلام الزكاة وفق هذه الوكالة نيابة عنهم في وقتها الشرعي. فيما ذكر معالي الشيخ الدكتور عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي في تصريحا سابق للمدينة أن الجمعيات الخيرية يمكن لها أن تأخذ وكالات من الفقراء لحفظ بعض حقوقهم حتى يعودوا إليها فبعض الفقراء الآن يسافرون لأداء صلاة العيد عند أهاليهم اما في الشمال أو الجنوب وهم يستحقون زكاة الفطر فهو لا يمر بعضهم على الجمعيات الخيرية ويقول لهم خذوا نصيبي فبذلك هم جعلوا الجمعية وكيلة عنهم في استلام الزكاة الموجودة لديهم وبهذا قد حلت الإشكالية لدى الجمعية ولدى المستحقين لزكاة.