, فجاءت قطر وتركيا والأمم المتحدة وأمريكا الي عاصمة المعز, ويمكن القول ان إيران كانت موجودة علي الطاولة من خلال حركة الجهاد الإسلامي التي تعتبر امتدادا للنفوذ الإيراني في قطاع غزة. وتبع وقف العمليات المتبادلة إعلان الانتصار من الجانبين أعلن كل طرف انه حقق أختراقا غير مسبوق علي الآخر ومازالت خبايا هذا العدوان لم تظهر بعد, لماذا اقدمت أسرائيل علي هذا الحماقة التي لم تحقق اية جدوي؟ وكيف سعت ورضخت لشروط الفصائل. والسؤال الكبير هل انتصرت حماس والفصائل في غزه أم صمدت وثبتت؟, وشكلت توازن رعب مع إسرائيل, التي اعتادت ان تبدأ المعركة وتنهيها كيفما تشاء, بل قالت المقاومة كلمتها علي الأرض, وهو ما له حساباته السياسية المستقبلية لدي إسرائيل سواء علي المستوي السياسي أو العسكري. وضع اتفاق الهدنة حركتي حماس والجهاد الإسلامي أمام معترك سياسي جديد, فحركة حماس حققت هدفها الأهم وهو اعتراف الأسرة الدولية والمحيط الإقليمي بها كحركة سياسية سيادية علي الأرض, وهو ما كانت تصبو إليه جاهدة منذ فوزها بانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام2006, وتحقق لها بنصر عسكري مقاوم فرضها دوليا وإقليميا وعربيا, وبذلك أصبحت لها شرعيتها المفقودة سياسيا, أما حركة الجهاد الإسلامي فإن دلالات توقيعها علي الهدنة يؤكد أنها لم تعد ضمن الحركات الجهادية الراديكالية, بل خطت أول خطواتها للانتقال إلي معترك الإسلام السياسي ومداعبة المزاج السياسي الدولي, وهو ما ينبئ مستقبلا بتغيير حركة الجهاد الإسلامي للعديد من سياساتها السابقة وأهمها رفضها الدائم للمشاركة بالعملية السياسية والسلطوية. وفي رام الله رأت تقارير إعلامية ان هذا الاتفاق يرسخ الانقسام, رغم تأكيد خالد مشعل رئيس مكتب حماس السياسي بالمؤتمر الصحفي علي الوحدة الوطنية, إلا أن كلماته حملت بعض الغموض والإبهام بخصوص الوحدة, حيث ذكر أنه يجب انجاز المصالحة وفق قواعد جديدة, فعن اي قواعد جديده يتحدث ؟ هل يقصد إعادة صياغة ما تم الاتفاق عليه مسبقا في القاهرة, أي أن ذلك يحمل في طياته تلميحا أو رسالة مفادها أن حركة حماس في حل من الاتفاق السابق وأنه لابد من إعادة صياغة أو إعادة النظر وفرض إرادة المنتصر. أما علي الجانب الإسرائيلي فكان الإعلان المسبق انها ذهبت لإسكات صواريخ المقاومة التي تغتال الأمن في الجنوب الإسرائيلي, فيما أشارت تقارير إعلامية الي ان دولة الاحتلال تضمر الغيظ من الجعبري علي وجه الخصوص لانه الضالع في اخفاء شاليط لمدة6 سنوات ملحقا هزيمة استخباراتية بالموساد الإسرائيلي, وتسريبات مقصوده عن قادة عسكريين سابقين وحاليين في جيش الاحتلال تحدثوا باستفاضة عن قوة المقاومة في غزه وكيف انها خلال فترة التهدئة التي اعقبت عملية' الرصاص المصبوب' أستطاعة كتائب المقاومة دعم وتطوير قدراتها القتالية, بما يستلزم عملية عسكرية خاطفة تعيد قدرات حماس القتالية الي ما كانت عليه في.2009 أما أبرز الاحتمالات الحقيقية ل'عامود السحاب' فهو انتخابات يناير2013 التي يقودها اليمين الأسرائيلي بأتلاف اعلن عنه بين الليكود وإسرائيل بيتنا, وهذا الائتلاف لم يجد ما يقدمه للناخب الإسرائيلي فعلي المستوي الاقتصادي والاجتماعي من سيء الي اسوأ بأرتفاع معدلات التضخم وزيادة البطاله وتنامي الأحتجاجات ضد حكومة نتانياهو الحالية, وعلي مستوي عملية السلام لم يصل نتنياهو الي حل مرضي مع السلطة الفلسطينية سوي تجميد الوضع الراهن, والذي هددت أصوات عده بأنه مقدمة لانفجار اذا ما فكر عباس في حل السلطة الفلسطينية وترك الضفة ساحة مفتوحة دون غطاء امني, والي الملف الأخطر' الملف الايراني' والذي لم يحدث فيه نتانياهو وحكومته اي تقدم يذكر. ورجح هذا الأدعاء ان القيادات الإسرائيلية التي ظهرت علي الشاشات تزف الي الإسرائيليين, خبر الاتفاق مع الفصائل بعد ان دخل الاتفاق حيز التنفيذ, متمثلة في نتانياهو وباراك وليبرمان, لم يكن في ذهنها سوي العملية الانتخابية, وقد كان ظهورهم وكأنه مؤشرا لبدء الدعاية الانتخابية بشكل مبكر, ومن علي أشلاء ودم ضحايا العدوان, وهذه ليست المرة الأولي, التي يكون دم أطفال فلسطين, احد أهم عناصر الدعاية الانتخابية في دولة إسرائيل.