اتفق دعاة على أن الله عز وجل يرسل الشهب ليرجم بها الشياطين عندما تعلو بعضها بعضا لتصل إلى السماء وتسترق السمع لتوصله إلى السحرة والكهنة، مستدلين بقول الله تعالى «وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ» فحول ظاهرة تساقط الشهب يقول الشيخ وسيم يوسف: إن الشهب وردت في القرآن الكريم، حيث قال تعالى «وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ»، وقال أيضًا أهل العلم: إن الله عز وجل يقتطع من النجم ويرمي به الشيطان، الذي يسترق السمع فهذا النجم الذي نراه يقتطع الله تعالى منه ضوءًا أو شعلة ويرجم به الشيطان، الذي يقتطع السمع لأن الشياطين يعلو بعضهم على بعض «طبقات» فأحدهم يسترق السمع من السماء ويلقيه على من كان تحته، وقال النبي عليه السلام يدركه الشهب قبل ما يلقي الكلام أو ربما يدركه بعد ما يلقيه فتصل للكاهن ويكذب عليها 100 كذبة وهذا ما ورد في الأثر والله تعالى أعلم. فيما ورد في موقع الإسلام والجواب، والذي يشرف عليه فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد قول أن المقصود بالمصابيح في الآية: النجوم التي خلقها الله في السماء، وقد جعل من هذه النجوم رجوما للشياطين، كما قال قتادة رحمه الله في قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ): «خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثٍ: جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ، وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا؛ فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيهَا بِغَيْرِ ذَلِكَ: أَخْطَأَ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ، وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ». والمقصود بجعلها رجوما للشياطين أنه يخرج منها شهب من نار، فتصيب هذه الشياطين، ولا يعني جعلها رجوما أنها بذواتها يُقذف بها، كما قال تعالى: (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ)، فالذي يصيب هذه الشياطين من تلك النجوم هي تلك الشهب، التي تخرج منها. ويدل عليه قول النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَالسِّلْسِلَةِ عَلَى صَفْوَانٍ، يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا لِلَّذِي قَالَ: الْحَقَّ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ.. فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُو السَّمْعِ هَكَذَا وَاحِدٌ فَوْقَ آخَرَ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ الْمُسْتَمِعَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بِهَا إِلَى صَاحِبِهِ فَيُحْرِقَهُ، وَرُبَّمَا لَمْ يُدْرِكْهُ حَتَّى يَرْمِيَ بِهَا إِلَى الَّذِي يَلِيهِ، إِلَى الَّذِي هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ، حَتَّى يُلْقُوهَا إِلَى الْأَرْضِ، فَتُلْقَى عَلَى فَمْ السَّاحِرِ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيُصَدَّقُ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ يُخْبِرْنَا: يَوْمَ كَذَا وَكَذَا يَكُونُ كَذَا وَكَذَا، فَوَجَدْنَاهُ حَقًّا؟ - لِلْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ مِنْ السَّمَاءِ). فقوله في هذا الحديث: (فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ الْمُسْتَمِعَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بِهَا إِلَى صَاحِبِهِ فَيُحْرِقَهُ) يدل على أن شهاب النار يخرج من تلك النجوم فيصيب تلك الشياطين. وقال ابن عثيمين رحمه الله: «قال العلماء في تفسير قوله تعالى: (ولقد زيّنّا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين): أي جعلنا شهابها الذي ينطلق منها، فهذا من باب عود الضمير إلى الجزء لا إلى الكل . فالشهب: نيازك تنطلق من النجوم.. وهي كما قال أهل الفلك: تنزل إلى الأرض، وقد تحدث تصدعًا فيها، أما النجم فلو وصل إلى الأرض لأحرقها». المزيد من الصور :