حذّر المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص، توم باراك، من خطر خضوع لبنان لهيمنة قوى إقليمية، في حال فشلت حكومته في معالجة ملف سلاح حزب الله، معتبرًا أن استمرار الوضع القائم يهدد كيان الدولة اللبنانية. تهديد وجودي وفي تصريح لصحيفة ذا ناشيونال، قال باراك إن لبنان يواجه "تهديدًا وجوديًا" ما لم يتم التوصل إلى حل لهذه الإشكالية، مشيرًا إلى أن "إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، والآن سوريا تعود إلى الواجهة بسرعة. وإذا لم يتحرك لبنان، فسينزلق مجددًا إلى حظيرة بلاد الشام". مبادرة وكان باراك قد قدّم مؤخرًا مبادرة تهدف إلى نزع سلاح حزب الله، بالتوازي مع تنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة، من أجل انتشال لبنان من أزمته المالية المستمرة منذ أكثر من ست سنوات. وتربط واشنطن تقديم أي دعم لإعادة إعمار لبنان بتحقيق هذا الهدف، مؤكدة أن وقف الغارات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية مشروط كذلك بنزع سلاح حزب الله. انسحاب كلي في المقابل، قدّمت الحكومة اللبنانية وثيقة تطالب بانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي المتنازع عليها، بما في ذلك مزارع شبعا، مع تأكيد التزامها بإخضاع جميع الأسلحة لسلطة الدولة، والتعهد بتفكيك سلاح حزب الله في جنوب البلاد. غير أن إسرائيل تصر على نزع سلاح الحزب في كافة أنحاء لبنان. حرب اهلية وأشار باراك إلى أن الجيش اللبناني يُعد شريكًا موثوقًا ومحايدًا في هذه المرحلة، لكنه يعاني من نقص حاد في التمويل نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة. وأقرّ بأن أي محاولة لنزع سلاح الحزب بشكل كامل قد تؤدي إلى اندلاع حرب أهلية. سيناريو وفي سياق حديثه، طرح سيناريو يقوم على موافقة حزب الله طواعيةً على تسليم أسلحته الثقيلة، بما فيها الصواريخ والطائرات المسيّرة، إلى مستودعات خاضعة لمراقبة دولية، ضمن آلية مشتركة تضم الولاياتالمتحدة وفرنسا وإسرائيل والجيش اللبناني، غير أن باراك أبدى قلقه من محدودية قدرات الجيش اللبناني على تنفيذ مثل هذه المهمة، نظرًا لنقص الموارد والكوادر. وأشار إلى أن واشنطن أجرت اتصالات مع شركائها الخليجيين لحثهم على تقديم دعم مالي مباشر للقوات المسلحة اللبنانية، لكنها قوبلت بتردد، في ظل مخاوف من احتمال تسرب هذه الأموال إلى حسابات النخبة السياسية، على حد قوله.