عبدالوهاب الحراسي يالها من مهانة ! وياله من ثمن باهض، وفشل عظيم مقابل نص راتب شهري!! عندما تكون ضابطا، برتبة عقيد مثلا، وفجأة تنتزع رتبتك من كتفيك ويقال لك: إذهب لخدمة النقطة، فأنت منذ الأن مجرد جندي! أو عندما تكون طبيبا، وفجأة يقال لك: قم بترتيب أسرة المرضى وضرب الحقن فأنت من اليوم ممرض! فذاك يشبه،كثرا، حين تكون موجها .. وباتصال هاتفي يخبرك مدير مدرسة بأنك أصبحت مدرسا لديه وعليك الحضور .. حين يصبح كل ذلك حقيقة ( وهو حقيقة فيما يتعلق بالموجهين والموجهات) فإن أقسى الآلام حين ينظر (العقيد) إلى من يلقي إليه الأوامر! وينظر (الطبيب) إلى من يلقي إليه التعليمات ويصغي (الموجه والموجهة) إلى من يقيمه ويقومه!! والأهم أننا لانحتاج للتنبؤ بأن الذي أصبح جنديا لن يقوى على الحراسة، وربما خان موقعه.. والذي أصبح ممرضا لن يتحمل عمله الجديد أكثر من 8 ساعات، وبعدها ربما انتحر. و الذي أصبح مدرسا سيرى عجزه واقفا أمام تلاميذه، ومذلته في عيون المعلمين الذين كان يقوم بتوجيههم وتحسين أداءهم. ياله من ثمن باهض وفشل عظيم مقابل نص راتب شهري!!