عبده العبدلي الحمد لله الذي قال في محكم كتابه: ﴿الأعراب أشد كفرًا ونفاقًا﴾، صدق الله العظيم. ثم أما بعد... أيها الناس: أما آنَ للأمة أن تستيقظ من غفلتها؟! أما آنَ للعيون أن تفيق من سباتها؟! غزة تنزف... القدس تُباع... فلسطين تُذبح، وأعراب الخيانة يصفّقون، ويبتسمون، ويفتحون أبوابهم وأجواءهم للعدو الغاصب! أقولها بصوتٍ عالٍ: إن الطعنة ليست من صاروخٍ يُطلق، ولا من طائرةٍ تعبر، بل من خيانة عروشٍ باعت الأرض والعرض، من أعرابٍ خانوا عهد الله، خانوا دماء الشهداء، خانوا أمةً كاملة! أيها الناس، أين الغيرة؟ أين النخوة؟ أين المروءة التي كان العرب يتفاخرون بها؟ لقد صاروا أضحوكة الأمم! يتسابقون إلى التطبيع كما يتسابق العبيد إلى أقدام أسيادهم! يتباهون بالذل، ويفتخرون بالخيانة! لكن... اسمعوا جيدًا! والله، لو صمت الحكام، فلن تصمت الشعوب. والله، لو خانت العروش، فلن تخن الدماء. والله، لو باعوا القدس، فلن يبيعها الأحرار. أقولها لكم كما قالها التاريخ من قبل: الأمة قد تنام... لكنها لا تموت. الأمة قد تُجرح... لكنها لا تنكسر. الأمة قد تُهان... لكنها ستنهض. فيا أحرار الأمة، لا تنتظروا نصرًا من خائن، ولا عزّة من عبدٍ للذل. اصنعوا أنتم النصر، اصنعوه بالصبر، بالوعي، بالجهاد، وبالدم إن لزم الأمر. فالأمة التي أنجبت صلاح الدين قادرة أن تُنجب ألف صلاح الدين!