منذ أكثر من اربعة اعوام كتبتُ مقالة بنفس هذا العنوان، وبنفس الموضوع، وهاهو التاريخ القريب بعيد نفسه.. غزة الصامدة.. تغرق بدماء الشهداء الزكية.. والمستعربون لايحركون ساكناً سوى بالكلام وبيانات الشجب والتنديد – كالعادة!! – فإذا كانت العمليات الصهيونية لم تقم إلا بعد علم بعض قادة العرب وبالذات من المجاورون لغزة نفسها!!.. والذين لم يكتفوا بخياناتهم وإنما تعدى ذلك إلى منعهم وصول المعونات لأبناء غزة.. فماذا ننتظر منهم تجاه ماحدث ويحدث؟؟؟ لا شئ!! فبعد رحيل الشهداء أحمد ياسين وياسر عرفات والرنتيسي وأمثالهم، فإن غزة علمت منذ رحيلهم وأيقنت أنها لن ترى النصر في ظل الوضع الفلسطيني والعربي القائم، وبالتالي لم يبقى أمام غزة من أمل سوى الله سبحانه وتعالى ثم صمود أهلها الأبطال وما تبقى من ضمير شعبي إسلامي عربي ليؤازرها بما يستطيع من مظاهرات ودعاء ومال كأقل واجب!! أما معظم القيادات فالأمل بها مفقود.. مفقود.. مفقود!!. بالفعل إنها الحقيقة المرة، نزيف دم مستمر، وقتل متواصل، وانتهاكات دائمة، والأمَر من ذاك لم يقتصر فعل ذلك من قِبَل الكيان الصهيوني بل تعداه إلى أبناء فلسطين أنفسهم الذين مزقوا وحدة الصف والأخوَّة!.. إن المواطن العربي أصبح يحلم باليوم الذي سيتحلى به بعض زعمائه بشئٍ من النخوة العربية والغريزة الدينية والمسئولية الوطنية، فقد أصبح الشارع العربي والإسلامي مصاباً بالسأم والملل من بعض زعمائه ومن كثرة ترديد الأخبار المزرية، وبشكلٍ يومي.. وكلما حاول الناس تسلية أنفسهم بقليل من الأمل سرعان ما تنساق إليهم الأخبار بمزيد من العار، خصوصاً بعد ثورات الربيع العربي لينصدم العرب بالمعاناة من تراكمات وتعفنات الأنظمة السابقة ومن غباء وقلة حيل الأنظمة الحالية! كم يتمنى المواطن العربي ولو حتى صهوة من صهوات عبدالناصر وصدام يرحمهما الله! فلا أعتقد ان يجود الله تعالى علينا بمثليهما لاننا لم نعد نستحقهما ولم نغيِّر مابأنفسنا! بدأ العار في المستغيث بأشباه الرجال (القدس)، مروراً بحصن الصمود الإسلامي (كابول)، فاستراحة ببيت الثقافة وزهرة الشرق (بيروت)، ليستقر العار في عرين الأسود وحاضرة الجدود (بغداد).. ليزوده من هناك عملاؤه بالزاد وبكل ما يحتاجه لمواصلة رحلته المخططة بإحكام.. فيصاب العرب والمسلمين بعار الاحتلال والذل والسيطرة.. العار تلو العار.. ليضاف مزيداً من العار إلى رصيد الأمة، فمن شدة الملل والتشاؤم أصبح المواطن العربي والإسلامي لا يستمع لنشرات الأخبار إلا لغرض معرفة هوية العار الجديد، والمضاف حديثاً لرصيد الأمة، ومثل تلك الأخبار أصبحت سوقاً تنافسياً أمام وسائل الإعلام في سبيل الحصول على السبق الإخباري. أيا قادة العرب والمسلمين.. لقد أضعتم ماتبقى من غيرة دينية ونخوة عربية وخطوة شجاعة، لقد استهنتم بشعوبكم، وخنتم أماناتكم، وبعتم دينكم وضمائركم، فإن كنتم توقنون أنكم حتماً ستموتون مهما وصلتم إلى أرذل العمر.. فالأحرى بكم أن تموتوا بعزتكم أفضل من أن تموتوا أذلاء! فستكون أكفانكم الخزي والعار، ونعوشكم الذل والخيانة، وقبوركم الظلم والجبروت!! ليجد كل منكم قائمة أعماله المخزية أمامه، وعندها ستعلمون حقارة أعمالكم في سلطاتكم، ولكن عندها لاينفعكم الندم! إنني أعترض بشدة على كل من يلوم إسرائيل! فمن العدل والإنصاف أن ينصب اللوم كله على معظم قادة العرب أنفسهم!! لأن إسرائيل لاتفعل إلا ماهو في مصلحتها – وهذا من حقها طبعاً! - وطالما هي عدوةً لنا فمن الطبيعي والمؤكد أن العدو يستخدم أقوى مايملك في سبيل إبادة عدوه!.. فماذا يتوقع العرب من إسرائيل أن تفعل؟!!.. هل ينتظرون منها أن تفاوض على أرض ليست أرضها أصلاً؟!! أم أنهم يؤملون أن إسرائيل ستعترف بأدنى حق للعرب؟!! فالصهاينة يعلمون أنهم بمجرد اعترافهم بشئ للعرب يعني اعترافهم بطمس كيانهم!!.. فإن كان هناك بعضاً من العرب يعتقدون بأن هناك بصيص أمل باستجابة إسرائيل ولو بنسبة واحد بالمائة فهم أغبياء بجدارة!.. أيا أحبابنا في غزة.. إعذرونا فليس بأيدينا شيئاً نقدمه لكم، فمشاركتنا لكم بأرواحنا وأجسادنا باتت في عالم المستحيلات بسب وجود بعض قادة خونة ومتآمرون مغلقون للمعابر أغلق الله أنفاسهم!!، فلا نملك لمساندتكم سوى الدعاء والمال والكلمة – وذلك أقل من أضعف الإيمان! – أرجوكم.. إعذرونا أيها الأبطال في أرض الأقصى. تذكير إلى عباس والسيسي وكل من هم على شاكلتهم: تذكَّروا أنه مهما ركعتم وخنتم لن تنالوا حلمكم السامي المتمثل برضى الصهاينة.. فإما أن تتحرروا من عبادة الصهاينة وإما باطن الأرض أشرف لكم من ظاهرها!!. وبما أنه لم يبقي لكِ أحداً ياغزة، حتى أقاربكِ تخلوا عنكِ!.فلا نقول سوى.. لكِ الله ياغزة!!.