مجيدة محمدي من يوقف عربدةَ الوحشِ، ذاك العابرُ في دماءِ الطفولةِ كأنّها أنهارٌ بلا ضفاف، ذاك الذي حوّل العجائزَ إلى ظلالٍ مهشّمةٍ على جدار المساء، وجعل من الشجرِ أيتامًا واقفينَ بلا جذور، ومن الحجارةِ مناحاتٍ جافةً في فم الأرض؟ من يوقف عربدةَ الجرافة، وهي تحفرُ في القبورِ تريدُ اجتثاثَ الذاكرة، وتغلقُ على الأرواحِ بأبواب من صفيحٍ صدئ؟ أهذا العربيدُ فوقَ القانون؟ أهو إلهٌ جديدٌ صاغتهُ شهيةُ الدمِّ وسكوتُ العالم؟ أهو مرآةُ لانكسارِ الضمير، حين يبيعُ نفسه في أسواقِ الخوفِ والمصالح؟ يا عالمَ الخذلان، يا متواطئًا بالصمت، يا متخمًا بالبياناتِ الباردة، أما زلتَ قادرًا على النظر في عيون أطفالٍ أكلَ الجوعُ أحلامهم للعبور الى الغد ؟ أما زلتَ تسمعُ العطشَ يتشقّقُ في حناجرِ النساء؟ أما زلتَ ترى القيمَ مداسةً تحتَ جنازيرِ الدبابات، والأديانَ ممزّقةً في مواقيتٍ بلا صلاة؟ أفيقوا، فللضميرِ صوتٌ إن لم تسمعوه فإنّ الحجارةَ ستصرخ، والأنهارَ ستفيضُ بالدم، والسماءَ ستكتبُ بالحريق ، الآن سقطَ الإنسان !