شبام نيوز . القاهرة - محمد صلاح لم تغب الأزمة السياسية المستعرة في مصر عن مشهد الاحتفالات بعيد الفطر المبارك، إذ تحولت ساحات الصلاة مراكز للتظاهرات والتظاهرات المضادة، كما شهد بعضها مشاحنات بين مصلين وأئمة حاولوا تسييس خطبهم. وانقسمت ساحات الصلاة بين مؤيد لعزل مرسي ومعارض له، فاستمرت تظاهرات مؤيدي الرئيس المعزول الذين خرجوا في مسيرات من المساجد تحت شعار «مليونية عيد النصر»، وإن مر الأمر بهدوء وغابت عنه مشاهد العنف، بينما أدى مئات الصلاة في ميدان التحرير ورددوا هتافات مؤيدة للجيش ولعزل مرسي. وفي وقت أدى أركان الحكم الصلاة في مسجد القوات الجوية، أطلت للمرة الأولى زوجة الرئيس المعزول نجلاء على المعتصمين في «رابعة العدوية»، معتبرة أنه «راجع إن شاء الله». وهتفت مع المعتصمين «راجع، راجع، راجع». وقالت: «أبلغكم سلام الريس لكم. أنا لم أره أو أسمعه، لكن أعلم جيداً ما في قلبه لكم وما يكنه... أريد أن أقول بشرى ثم أترككم تحتفلون بالعيد. الله وعد أولياءه بالبشرى في الحياة الدنيا، والشعب المصري أثبت أن مصر إسلامية». وتبادل خطباء المساجد الهجمات، فاستمر وزير الأوقاف السابق طلعت عفيفي الذي أم المعتصمين في «رابعة العدوية» وخطب فيهم في الهجوم على «الانقلاب العسكري»، فيما هاجم المفتي السابق علي جمعة خلال خطبته في مسجد القوات الجوية جماعة «الإخوان» من دون أن يسميها، محملاً إياها مسؤولية العنف. وتوجه رئيس الحكومة حازم الببلاوي بعد الصلاة بصحبة وزير الداخلية محمد إبراهيم إلى معسكر قوات الأمن المركزي في الدراسة (شرق القاهرة)، حيث شدد في كلمة مقتضبة أمام الضباط والجنود على أن «الحكومة تضع الأمن على رأس أولوياتها، ولا يوجد مجتمع مستقر من دون الأمن المبني على القانون وبما يحافظ على هيبة الدولة وأرواح المواطنين وممتلكاتهم». وكان الرئيس الموقت عدلي منصور تعهد في كلمة لمناسبة العيد مساء أول من أمس المضي في خريطة المرحلة الانتقالية التي رسمها الجيش وقوى سياسية واتخاذ «خطوات محسوبة ومتأنية بغير تساهل ولا تفريط في مواجهة من يظن أنه قادر على منع حركة التاريخ أو إيقاف عجلة الزمن»، في إشارة إلى أنصار مرسي المتمسكين بعودته. واعتبر أن «قطار المستقبل انطلق، وعلى الجميع إدراك اللحظة واللحاق به، وعلى من يتخلف عن إدراك تلك اللحظة أن يتحمل مسؤولية قراره». وشدد على فشل الجهود الديبلوماسية والوساطات الدولية لحل الأزمة، موضحاً: «أعطينا الفرصة كاملة لكل الجهود الديبلوماسية للوقوف على حقائق الأوضاع في المشهد الراهن، وأعطينا المساحة الواجبة لاستنفاد الجهود الضرورية من أجل نبذ العنف وحقن الدماء والرجوع عن إرباك حركة المجتمع المصري، لكن تلك الجهود لم تحقق النجاح المأمول، رغم الدعم الكامل الذي وفرته الحكومة». لكن وزارة الخارجية الأميركية رأت أن وقت الحوار في مصر لم ينته. وأعربت على لسان الناطقة باسمها جينيفر ساكي عن قلقها من تصريحات الرئاسة، مشيرة إلى أن «الوقت غير ملائم لتحميل طرف ما مسؤولية ما حدث، لكنه وقت الحوار الذي يهدئ الوضع». وقالت إن «الوسطاء قدموا مجموعة من الأفكار البناءة، لكن القرار يبقى قرار المصريين أنفسهم». وتقاطع الموقف الأميركي مع موقف شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي دعا إلى وقف الاستقطاب والانقسام وحذر من الفتنة. وطالب في كلمة تلفزيونية لمناسبة عيد الفطر بإجراء مصالحة وطنية، معتبراً أنه «لا يمكن لرفقاء سفينة تحدق بها المخاطر أن ينجو فريق منها من دون الفريق الآخر، ولا يمكن لأي فريق أن ينعم بالأمن والاستقرار في مجتمع يسوده الانقسام والفتن». وشدد الطيب الذي دعا قوى سياسية وشخصيات إلى اجتماع بعد العيد لبلورة مبادرة لحل الأزمة، على أن «الأزهر يثق في قدرة المصريين على تجاوز أزماتهم وحل مشاكلهم وخروجهم من هذه المحنة التي يمر بها هذا الوطن وإغلاق الباب أمام كل صور التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي المصري».