غطت بقع الدماء وامتلأت الجثث في ساحتي رابعة العدوية والنهضة وسط القاهرة جراء هجوم قوات الامن والشرطة المصرية على المعتصمين الموالين للرئيس المعزول محمد مرسي. القاهرة (ا ف ب) ووضعت جثث رجال قتل بعضهم بالرصاص، بعد ساعتين على بدء الهجوم الذي شنته الشرطة علي القاهرة. وحول هذا "المستشفى الميداني" المرتجل، تنهمر القنابل المسيلة للدموع، وتختلط رشقات الاسلحة النارية بهتافات انصار مرسي التي تبثها مكبرات الصوت من المنصة المجاورة. ومن على هذه المنصة، خطب ائمة وقادة التحالف ضد الانقلاب حتى ساعة متقدمة من الليل، في آلاف الشبان، مطالبين بعودة مرسي الذي اقاله الجيش في الثالث من تموز/يوليو. والى جانب جثث مخضبة بالدماء، ينكب اطباء جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي، على معالجة المصابين الذين ما زالوا قادرين على انقاذهم. ويلفظ رجل وضع جانبا انفاسه الاخيرة بعدما اخترقت رأسه رصاصة. وعلى بعد مئة متر، على حاجز اكياس الرمل الذي اقيم منذ اكثر من شهر في الشارع الكبير المؤدي الى اشارة رابعة العدوية، يواجه نشطاء الاخوان قوات الشرطة والجيش الذين يتقدمون وسط مجموعة من سيارات الاسعاف. ويستخدم المتظاهرون الحجارة والمقاليع والزجاجات الحارقة لتأخير الهجوم النهائي وحماية قلب الاحتجاج، اي مسجد رابعة العدوية الذي يستخدم مقر قيادة ومركزا صحافيا لبعض قيادات جماعة الاخوان الذين لم يعتقلوا بعد لكن صدرت في حقهم مذكرات توقيف. ويشارك في المواجهة ايضا بعض الرجال المسلحين ببنادق هجومية، مما يؤكد ما تقوله الحكومة التي شكلها الجيش، والتي تتهم "الارهابيين" المؤيدين لمرسي بتخزين السلاح في ميداني رابعة العدوية والنهضة. "في اي حال، سنموت"، قال احد هؤلاء الرجال وسط رصاص القناصة المنطلق من اسطح المباني السكنية المحيطة بميدان رابعة العدوية. ومنذ شهر، يعتصم الاف الاشخاص، بعضهم مع النساء والاطفال في ميداني رابعة العدوية والنهضة. وقد شن الجيش العملية بعد الفجر، ففاجأ الجميع. وكانت الحكومة تهدد بالتدخل منذ ايام بعد فشل محاولات وساطة عديدة، اميركية واوروبية، بفض الاعتصامات "تدريجيا" مع "تحذير مسبق". وعلى سبيل التحذير، عمدت جرافات الجيش الى اقتحام الحواجز في النهضة، وحلقت المروحيات منذ الفجر فوق المتظاهرين، فيما كانت قوات الامن تمطر الميدان بالقنابل المسيلة للدموع. وحملت كثافة الغاز عشرات المحجبات على الهرب، وقد وضع بعض منهن كمامات الجراحين على انوفهن وهن يسحبن اطفالهن. وبعد ساعة، اعلنت وزارة الداخلية ان النهضة اصبح "تحت السيطرة التامة" لقوات الامن، فلم يتبق للمصورين سوى ساحة معركة مقفرة. لكن المتظاهرين في رابعة العدوية كانوا ما زالوا حتى الظهر يسيطرون على المساحة المحيطة بالمسجد. وحول المستشفى الميداني، يهرع رجال يرتدون أقنعة واقية من الغاز لالتقاط القنابل المسيلة للدموع والقائها في براميل مليئة بالماء. وفي مكان آخر، يواكب عناصر من الشرطة يرتدون ثياب مكافحة الشغب السوداء، نساء واطفالا تمكنوا من مغادرة هذه المعمعة. وفي البيانات العديدة التي يوزعونها عبر البريد الالكتروني وتويتر والفايسبوك، والمرفقة بصور اشخاص تحطمت رؤوسهم واطفال يبكون، يتحدث "مسؤولو الاتصال" في تحالف دعم الشرعية والمتحصنون في مسجد رابعة العدوية، عن اكثر من 2200 قتيل و10 الاف جريح ... / 2811/