والمصادرة والاستيطان والتهويد والتطهير العرقي وتفويضا للدخول في مغامرة عسكرية مع ايران لا يستطيع أحد التنبؤ بحجم الضرر الذي سيطال جميع دول المنطقة من جرائها, الي انتخابات امريكية تعتبر ان اي تقدم فلسطيني يقلل من فرص اوباما في الفوز, الي انتخابات رئاسية وبرلمانية في الضفة الغربية دون غزة تضطر إليها السلطة للخروج من مأزق المصالحة المتأزم, ولانعاش النظام السياسي الفلسطيني, الي دور حتمي في التوجه الي الأممالمتحدة, لا أحد يعلم بعد التهديدات الأمريكية سيصل الي اين ؟ حملنا تلك التساؤلات الي الدكتورة حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية, وكان معها هذا الحوار. - الانتخابات الاسرائيلية التي تم تبكير موعدها إلي أي حد يري الجانب الفلسطيني انها من الممكن ان تؤثر علي عملية السلام ؟ وهل من الممكن ان تسفر عن إقصاء اليمين الاسرائيلي المتشدد ؟ تم التبكير بالانتخابات من اجل تكريس اليمين وفكره وسياسته وتوفير الدعم لنيتانياهو شخصيا, لأن التركيبة السياسية للانتخابات الإسرائيلية تحمل التوجه نحو اليمينية والتطرف أكثر من اي انتخابات سابقة, فهي تشتمل علي التطرف الديني المتشدد والمتمثل في حزب شاس, وتضم التركيبة العنصرية المتطرفة والمتمثلة في حزب إسرائيل بيتنا, اما المعارضة الأقل تشددا فهي مشرذمة فيما بينها وتعاني انقسامات وضعفا داخليا, وحزب العمل الذي يمثل اليسار التاريخي في إسرائيل يقف سقف طموحاته علي عدم التراجع عن حجمه في الانتخابات الماضية, والذي لا يمكن ان يشكل ادني اختراق في الخريطة الحالية التي تعجز بأي احتمالات سياسية ان تقدم بديلا لنيتانياهو. وتبقي الأحزاب العربية التي تسعي بعض الأطراف من داخلها الي وضع قائمة موحدة من الممكن ان تجعلها شريكا اساسيا في التركيبة السياسية, ولكنها مازالت منقسمة ولم تصل إلي صيغة موحدة, علي رغم الضرورة الملحة لهذا التوحد, ولكن الحقيقة انهم لم يصلوا إلي صيغة موحدة بعد. وأخيرا الشارع الإسرائيلي الذي يحمل المزاج اليميني, والذي لا يري الحق الفلسطيني اصلا, بل انه يبارك خطوات نيتانياهو الاستيطانية والتهويدية ويعتبرها انجازات لحكومة الليكود, غير ان الانتخابات الإسرائيلية دوما ما تحمل تصعيدا ملحوظا وتصارع الأطراف علي من يلحق ضررا أكبر للفلسطينيين, مثل مشروع نيتانياهو بإسباغ الشرعية علي الاستيطان. دوما ما تمثل الانتخابات الأمريكية ساحة جليد علي الشرق الأوسط لانشغال المواطن والنخبة السياسية بالأمر الداخلي, ولكن هذه المرة وفي أوج الصراع الانتخابي الدائر توجه الولاياتالمتحدة التهديد للسلطة والمنظمة الدولية ضد التوجه الفلسطيني للحصول علي عضوية المنظمة الدولية ؟ الولاياتالمتحدة نصبت نفسها محاميا يدافع عن الاحتلال وليس عن اسرائيل, بل المهاجم الأول ضد الحق الفلسطيني والقانون الدولي, وذلك لان إسرائيل أصبحت جزءا من التركيبة السياسية الأمريكية, بل عامل حسم في الانتخابات الأمريكية, والادارة الأمريكية تعتبر الحق الفلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة سيؤثر سلبا علي فرص اوباما, ومن ثم جاءت الضغوط علي السلطة من جهة والتهديد للأمين العام بقطع المنحة الأمريكية عن المنظمة الدولية من جهة أخري, وممارسات سرية وعلنية علي بعض الدول الأعضاء التي اعلنت عن دعمها للطلب الفلسطيني. - تشير تقارير إعلامية الي اعتزام الرئيس ابومازن الاعلان عن انتخابات رئاسية وبرلمانية في الضفة دون غزة, وان أطرافا دولية رأت انه مخرج وحيد لموقف المصالحة المتأزم.. ما مدي صحة ذلك ؟ جرت في الايام الماضية الانتخابات البلدية في الضفة فقط بعد ان رفضت حماس تحديث السجل الانتخابي في غزة, وبصراحة فإن النظام السياسي الفلسطيني يضعف ويزداد ضعفا بسبب الجمود الحاصل لتأخر الانتخابات, وتفعيل الوضع السياسي في اي نظام في العالم لا يكون بغير الانتخابات التي تعد اهم عنصر لتكريس الديمقراطية, ومن هنا جاءت هذه الأطروحات, ولكنها مازالت في أطار افكار يجري مناقشتها والتحاور بشأنها ولم تصدر اي قرارات حاسمة الي اللحظة, لأننا مازلنا نأمل ان تستجيب حماس الي صوت العقل وندخل معا في تجربة انتخابية جديدة. بعد التهديد الأمريكي هل مازال المشروع الفلسطيني المطروح علي الجمعية العامة للأمم المتحدة قائما ؟ من الصعب جدا ان يحدث تراجع, لانه قرار بالتوجه الي الأممالمتحدة ومازال قائما, والسلطة اتخذته بمشاورات عربية ودولية بعد انسداد الأفق السياسي في التوصل الي أي صياغة تحفظ الحق الفلسطيني, كما ان القرار يستحق اي تضحيات مادية, لأنه بحصول فلسطين علي دولة غير عضو علي حدود67 تصبح الأرض الفلسطينية ارضا محتلة لا متنازع عليها كما تدعي اسرائيل وتفتح الباب لمساءلة إسرائيل علي جرائمها... أما التهديد الأمريكي فليس بجديد ونتحدث معهم في كل اللقاءات الدبلوماسية عن دورهم الذي يغتال كل فرص السلام, بل ومصداقيتهم امام العالم, وتزايد الضغوط الأمريكية بتهديد بقطع الاعتمادات والمنح المقررة للسلطة والغاء التمثيل الفلسطيني في واشنطن, ثم هددت أخيرا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بأنها ستوقف مساعداتها الي الاممالمتحدة اذا قررت الأخيرة قبول فلسطين دولة غير عضو بما أفزع الامين العام واجتمع مع الرئيس محمود عباس وأبلغه بفحوي التهديد الامريكي, ولكننا نريد حلولا قانونية وشرعية وسلمية, ودول العالم معنا لان العالم يعرف ما هو حق وما هو شرعي, علي الرغم من أن بعض الدول تريد السير في فلك امريكي أو تخشي التهديدات الأمريكية, فإن الطلب الفلسطيني سيحظي بالدعم.