يفترض بي في هذه الفترة الزمنية أن أكتب عن الفرحة ، عن ابتهاجات الطفولة ، ، عن شوق الأمهات والفقراء لفرح طال انتظاره ، للعيد الذي ينسج السعادة في قلوب البسطاء ، ولكنني في خضم معاملتي لحجز شقة في المشروع السكني لذوي الدخل المحدود والشباب ، شعرت لماذا تعز ضيقة ، ومحشورة في شارعين ؟ ، ظللت أراقب وجوه الناس بصمت ، أسمع معاناتهم عن قرب من دون سؤال ، يسردون حكاياهم لبعضهم ، يتساءلون عن إمكانية أن يكون لهم مسكن مستقل وهم المحشورون في غرفة واحدة منذ زمن بعيد في وسط عائلاتهم . باختصار عدم استثمار التجار في استحداث مدن سكنية جعل الناس يتقوقعون في منازل أهاليهم ، والفقر المتربع على قمم حياتهم هو المسيطر على طريقة حياتهم ، فلا تفكير إلا بالمأكل والمشرب ، وعندما عرفوا بموضوع المشروع السكني لذوي الدخل المحدود رأوا فيه حلاً يناسب قدراتهم ، وإن رأوا في القسط الأول ، بعض الثقل إلا أنهم يفكرون في إمكانية تجاوزه كونه سيحل لهم مشكلة لم يكونوا يتوقعون حلها . فكرة الشقق السكنية بالأقساط حل ناجع لذوي الدخل المحدود ، كما أنني أرى أن تقديم الطلبات الذي تجاوز خمسه آلاف استمارة هو مؤشر لنجاح مشروعات قادمة في استحداث مدن سكنية بمواصفات مختلفة ، كما أن مشاريع المدن السكنية تعزز روح الألفة والتآخي والتعايش والمدنية التي نمت قبل ذلك في المحافظات الجنوبية ، بخلاف المحافظات الشمالية التي تعوّد المواطن فيها أن يبني له سكنا مستقلاً بأسوار عالية تعزله عن أخيه وجاره ، وبقية الناس . تعز تلك المدينة المتقوقعة في شارعين أو ثلاثة ، يمكن أن تمتد إلى الضواحي البعيدة ، وأبعد من ذلك إذا ما اسُتحدثت مشاريع جديدة لمدن سكنية قادمة لذوي الدخل المحدود ، وهي دعوة للتجار بأن يقيسوا على طلبات التقديم إلى المشروع السكني ، لوضع خططهم ، ولكن مع الأخذ بالاعتبار التنوع الذي يطلبه المواطن في عدد الغرف في الشقة الواحدة .والدور الذي يحب أن يسكنه . وكل عام وأنتم بخير ، ولكم مع الفرح ميعاد .