مَثل معروف عند الكل، ونقوله عندما نعمل خيراً ولا نلقى شكراً!! عندما تعمل خيراً لا تنتظر جزاءه من أحد، لكن ألقه في البحر "أقصد انسَه وانتظر الجزاء من الله". هكذا الحياة، لا تخلو من الخذلان والخيانة والجحود؛ فهناك أب يُخذَل من ابنه، وآخر يخلص لصديق فيخونه، ومن يقدم تضحية لأخيه ويقابَل بنكران الجميل.. ومن هنا أؤكد شيئا مهماً، هو أن أشياء مثل هذه قليلة الحدوث في الظروف العادية والطبيعية؛ فالحياة منذ بدايتها حتى نهايتها صراع بين الخير والشر، ولكن في الظروف غير الطبيعية، التي تحتاج إلى تضحية، وضغوطها شديدة، يقل من يقاوم، لكن - بطبيعة الحال - الناس ميالون إلى الخير أكثر من الشر. لنتصارع مع الجانب المظلم في أنفسنا، وننهيها عن السوء، ونغلب أفكارنا حين نتذكر الثري المجهول الذي يرمز لنفسه ب(العم لي)، والذي ظل يرسل للطالبة الصينية «كانج يو جنج» عبر البريد، وعلى مدار أربع سنوات، مبلغاً سنوياً قدره (200) دولار أمريكي؛ لمساعدتها على تحمل نفقات دراستها الجامعية. هذا "العم" ليس سوى عاملة نظافة فقيرة، نذرت كل ما تملك لمساعدة الطلاب الفقراء سراً، على طريقة (افعل الخير وارمه في البحر)؛ لذا لم تتمالك (كانج) دموعها عندما علمت أن العاملة المسنة 64 عاماً أنفقت منذ العام 1998 قرابة (20) ألف دولار في مساعدة (25) طالباً وطالبة، وهو ما يعادل 90 % من إجمالي دخلها طوال تلك الفترة،رغم أنها لا تملك في منزلها سوى ثلاجة قديمة، حصلت عليها هبة من أحد المحسنين. أمام قصة عاملة النظافة العظيمة لا مفر من الحل الأسهل، وهو ألا نغير شيئاً جميلاً داخلنا، وأن نعيش بروح "اعمل خيراً وارمِه في البحر"، وحين يمتلئ البحر بما رميته من خير، وتتعرض للغرق، سوف تعوم فيه بأعمالك الطيبة.. قد نقوم بعمل خيري بسيط لكنه يغيّر حياة إنسان.