رفضت إيران أمس الخميس، الاتهامات الموجهة ضد دمشق باستخدام أسلحة كيميائية، معتبرًة أنه في حال تأكدت الشبهات فإن مقاتلي المعارضة هم الذين يتحملون مسؤولية مثل هذا الهجوم، بحسب ما أوردت وكالة إيرنا الرسمية. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو إنه «إذا صحت المعلومات حول استخدام أسلحة كيميائية (في سوريا)، فإن مستخدميها هم بالتأكيد المجموعات الإرهابية والتكفيرية التي أثبتت أنها لا تتراجع عن ارتكاب أي جريمة». (حسبما قال). فيما، طالب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس الخميس في برلين الأسرة الدولية بالتدخل في سوريا، معتبرًا أن «الخط الأحمر تم تجاوزه منذ فترة طويلة». وقال أوغلو بعد لقاء مع نظيره الألماني غيدو فسترفيلي «نطالب الأسرة الدولية بالتدخل ما أن يكون ذلك ممكنًا في هذا الوضع حيث تم تجاوز الخط الأحمر منذ فترة طويلة». وأضاف أن «خطوطَا حمر كثيرة تم تجاوزها». من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن فرنسا تؤيد «رد فعل باستخدام القوة، في حال ثبت وقوع هجوم بالسلاح الكيميائي في سوريا». مستبعدًا بشكل قاطع إرسال قوات على الأرض. وقال فابيوس متحدثا لمحطة بي إف ام تي في وإذاعة مونت كارلو إنه «في حال ثبت (إستخدام أسلحة كيميائية) فإن موقف فرنسا يقضي بوجوب أن يكون هناك رد فعل»، مشيرًا إلى أن «رد الفعل يمكن أن يتخذ شكل رد فعل باستخدام القوة». وتابع «هناك احتمالات للرد»، رافضًا إضافة أي توضيحات. وكان فابيوس تحدث في 4 يونيو عن إمكانية الرد «بطريقة مسلحة»، بعدما اتهم نظام الرئيس السوري باستخدام غاز السارين لمرة واحدة على الأقل، مؤكدًا أن «كل الخيارات مطروحة». لكنه قال أمس الخميس إنه «غير وارد» إرسال قوات على الأرض مضيفا أن «هذا مستحيل». واتهمت المعارضة السورية أمس الأول الأربعاء، النظام بقتل 1300 شخص في هجوم بالأسلحة الكيميائية وقع في ريف دمشق، غير أن النظام نفى ذلك، فيما تحدث حليفه الروسي عن «عمل استفزازي». وقال فابيوس إنه إذا ما «ثبت» وقوع هذا الهجوم «اعتبر أن ذلك لا يمكن أن يبقى بدون رد فعل من الذين يؤمنون بالشرعية الدولية». وتابع «إذا لم يكن بوسع مجلس الأمن الدولي اتخاذ قرار، عندها يتحتم إتخاذ القرارات بشكل آخر. كيف؟ لن أذهب أبعد من ذلك»، رافضًا اعطاء توضيحات اضافية. واكتفى مجلس الأمن الدولي خلال اجتماع طارئ مساء الأربعاء بإبداء عزمه على «كشف الحقيقة» حول هذا الهجوم بدون إصدار إعلان رسمي بسبب معارضة روسيا والصين بحسب ما أوضح دبلوماسيون. وتعرقل روسيا والصين منذ سنتين أي مبادرة تتضمن ادانة لحليفهما السوري. وقال فابيوس «على الروس أن يتحملوا مسؤولياتهم، إننا في مرحلة ينبغي فيها أن نعتبر أن أعضاء مجلس الأمن منسجمون مع أنفسهم، قال الجميع إنه لا يمكن استخدام أسلحة كيميائية، والجميع وقع الاتفاق الدولي الذي يحظر استخدامها بما في ذلك الروس». من جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس، بحسب الصحف الصادرة أمس الخميس، إنه في حال ثبتت الاتهامات باستعمال أسلحة كيميائية في سوريا فإن الأمر سيشكل «جريمة مرعبة». ونقلت صحيفة «شتوتغارت تسايتونغ» الإقليمية عن ميركل قولها «في حال تم التحقق من هذه المعطيات فإن الأمر يتعلق بجريمة مرعبة». وطالبت أيضًا بتوسيع مهمة خبراء الأممالمتحدة وبتعاون النظام السوري، بحسب الصحيفة. واستبعدت ميركل مع ذلك مجدًدا تسليم أسلحة لمقاتلي المعارضة السورية. بدورها، طالبت الولاياتالمتحدة بأن «يسمح فورًا» للأمم المتحدة بالوصول إلى موقع قالت المعارضة السورية إنه شهد هجوما كيميائيًا شنه النظام، ورفضت الحديث بعد اليوم عن «خط أحمر» تجاوزته دمشق. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جينيفر بساكي مساء الأربعاء «لا أتحدث عن خطوط حمراء، لم أناقش أو اتحدث عن خطوط حمراء، لا أحدد خطوطًا حمراء ولا نتحدث عن خطوط حمراء اليوم». إلى ذلك، صرح مصدر أمني سوري لوكالة الأنباء الفرنسية أمس الخميس أن «النظام لا يمكن أن يكون استخدم أسلحة كيميائية في اليوم الأول من عمل فريق خبراء الأممالمتحدة حول الأسلحة الكيميائية في سوريا، لأن ذلك يعتبر «انتحارًا سياسيًا». وأوضح المصدر أن الأربعاء كان يوم العمل الأول بالنسبة إلى بعثة الأممالمتحدة للتحقيق حول الأسلحة الكيميائية، التي وصلت إلى دمشق الأحد.