السبت 24 أغسطس 2013 03:22 مساءً هذا الغياب الآثم للنسيان محكوم عليه بالرداءة , محكوم عليه ب الحيرة القُصوى في واقع سيرته لا تتعدى أكثر من غُرفة تعذيب , أكثر من حُرية عقلانية فقط في الجُنون وفي الحقيقة ليست سوى انتصار سياسي مؤقت يُكتب باسم هؤلاء المُنتشرون على ميلان التخفي . أن تُحب المُحافظة على إيقاعك , على كتاباتك التي تنتشر هُنا وهُناك , وأنت لازلت ذلك القابع في مُستنقع يهجره الجميع ..... لا باس أن نمضي ب قشعريرة وقُلب مُتعب , فقد كان إميل سيوران الكاتب الروماني الرائع عاشق الحياة كما قيل , والانتحاري ب امتياز , لا بأس إن بقى للحُزن بُضعة خارطة مُلتهبة في كتاباته لكنه مضى بين أكثر من ألفية حرف وأسس أكثر من مياه زرقاء غارقة ..... فقط ل إنه إميل سيوران ..... ذلك المُستبد في الحُزن , ذلك الرافض ل الفرح المُصطنع ب جائزة حملت بول موران أصمتوا قبل أن تكتبوا رسائل الحُب والحرب , قبل أن ترون التدمير الروحي للأشياء الجميلة التي صغناها ذات مساء جميل . غير مُجديه تلك العقلانية التي ترمي ب علاقاتنا خارج بوتقة سياسية بدون رحمة , خارج الجُغرافيا التي نبتنا من على وجدانها ذات يوم ...... فقط مُضاعفات الأشياء هي من تؤسس كُل يوم أكثر من خطاب مُعتل نُردده خارج فرحة الأصدقاء وخارج المساءات المُمتلئة ب الفرحة ........ فقط ل أنك تكتب أشياء كثيرة تحس في أوقات ب القلم العربي الذي لم يعُد يُسمى أكثر من قلم ل العار وهو يُهادن الكُره المتدحرجة من على أحشائنا المُلتهبة .... ولم تعُد تحُس إلا ب الجريمة التي تؤسس كُل يوم ل أكثر من خطاب كراهية يطفو على السطح ويضعنا في تورط دائم مع شكليات الواقع المُتغيرة ...... من السهل خداع الآخرين , من السهل قضاء سهرة تنخُر ب ما تبقى من مآلاتنا المُتساقطة , من العقيدة التي باتت أكثر من مصدر ل الكُرة والرذيلة ليس لأنها وُجدت ل خدمة الإنسان من بداية النشأة وليس لأشياء أخرى إلا ل طريقة التوظيف الخاطئ ل الواقع والتورط وإيهام الناس أن الانتصار دائما ما ينبُع في البداية من الطُرق البدائية ل جلد فكرة هذا الآخر المُتغير ....... إن المُمكن والمُساند ل أوجاعنا اليوم يتخطى قُدرتنا على البوح , ويتخطى ما يُمكن أن نسميه اليوم ثورات أو بقايا صراع ....... لا شيء يحدث ب انتقائية , ولا شيء مع الصُدفة يُمكن أن نرى فيه مصدر ل إلهامنا المدمي ..... لا شيء أكثر من ذلك سوى أن نحصي كميات الأوجاع وأن نُضمد ما بقي ل الحرف والكلمة من اختراق كي نضع أسباب كثيرة ل الاستمرار أكثر .... وسائل التزييف باتت اليوم كثيرة وأكثر من ذي قبل ب كثير , وأن وسائل الحياة لم تعُد تتواجد إلا في الضمائر التي باتت تعيش خارج حصار السُلطات , وخارج حصان الثورات التي تعثرت هُنا وهُناك . تصوروا أن نعيش في عالم أكثر زيفا , أكثر قُدرة على مُحاكاة اللا مُمكن في وعينا , في واقعنا الأكثر من بسيط ..... ول أننا نكون في الغالب دائما كائنات مثاليه أو ما يُمكن أن نُسميه سذاجة وسطحية في قراءة الأشياء ف إن مفهوم النموذج المثالي دائما ما نبتكره ونتخيله على أنه مصدر الخلاص من بين كُل النقائض ...