لو كَتَبْتَ مصطلحات (هُوْشَة، عَِراك، مُضَاربة)، في (الشّيخ قُوقِل)، وحَصرتَ بحثك في السعودية، وتحديداً خلال المدة القريبة الماضية، فسوف تجد عشرات الأخبار عن حوادث حصلت ليس في الطّرق أو الميَادين؛ وبين فئة المراهقين والشباب، بل بين فئات، وفي حدود زمانية ومكانية المفترض أن تكون بعيدة كلّ البعد عن العُنْف الجَسَدي!! فهذا هُجوم على مستشفى أو على طبيب قام به أهل مريض، وتلك غَارة على مُدرس أو مدير مدرسة، شَنّهَا طلاب أو أولياء أمور، وذاك تَشَابُك بين بعض المعلمين بسبب الجدول الدّراسي، وتلك مُلاكمة في أحد البنوك؛ النماذج كثيرة وغريبة!! ومن الشّواهِد القريبة العجيبة فتلك المصَارعة التي جَرت تفاصيلها الجمعة الماضية في أحد الجوامع في الرياض، وأمّ المعَارك التي كانت إحدى المحاكم مسرحاً لها قبل يومين!! لا اهتمام هنا بالتفاصيل، ولكن السؤال الكبير الذي يجب أن يُطرح: لماذا هذا العُنْف؟! قَد لا أكون متخصصاً، ولكني أفكر معكم بصوت مسموع، فهل السبب في تلكم الممارسة المجتمعية التي أصبحت ظاهرة (للأسف) قُصور برامج التربية والتوعية في الأسرة والمدرسة والمسجد والجامعة والمنابِر الأخرى؟! (جَائِز)! هل سُرعة فُقْدان الإنسان السيطرةَ اليوم على هدوئه وأعصابه، ووصوله إلى محطة الهَيَجَان والانفجار سببه ضغوطاتُ الحياة، (ربما)! أوهل عِلة ذلك الغَلَيَان تأثيرُ وسائل الإعلام بأفلامها، وبرامجها وأخبارها؟! (قَد يكون)! حقيقة لا أملك الإجابة، فلعل واحداً من تلك الأسباب أو كلها هو المحرّك لثورة الغضَب داخِل النفوس!! لكن المؤكّد أن لغة الحوار والنِقاش الهادئ قَد توارت أو ابتعدت؛ وبالتالي فمجتمعنا الطيب بحاجة ملحة وسريعة إلى دراسة وعمل ميداني من الجهات المعنية، لكيما يعود إليه هدوؤه، ولعل البداية مساعدته بِنَزع فتيل ضغوطات الحياة، فهل أنتم معي؟. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain