اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الايراني حسن روحاني على المواقف المشتركة لبلاده لبذل الجهود اللازمة للحيلولة دون وقوع اي عمل عسكري من جانب الدول الغربية ضد سوريا. طهران (فارس) واعتبر الرئيسان الايراني والروسي خلال هذا الاتصال الهاتفي الذي جرى مساء الاربعاء، استخدام القوة واللجوء الى العمل العسكري غير القانوني واللامشروع ضد الدول الاخرى انتهاكا للقوانين الدولية، واكدا على ضرورة تضافر كل الجهود والسبل للحيلولة دون التحرك العسكري ضد سوريا ومنع الاضرار بشعبها. واشار الرئيس روحاني الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانيةوروسيا لهما الكثير من وجهات النظر المشتركة بشان القضايا الاقليمية المهمة وقال، ان ايران ترغب بتوسيع المشاورات والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات خاصة فيما يتعلق بالقضية السورية. واشاد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية بالمواقف الراسخة والمبدئية لروسيا في القضايا المتعلقة بسوريا واضاف، ان هذه المواقف تساعد على ارساء الاستقرار في سوريا ومنطقة الشرق الاوسط كلها. واكد الرئيس روحاني بان استخدام السلاح الكيمياوي اينما كان ومن قبل اي كان مدان من جانب الجمهورية الاسلامية الايرانية واضاف، ان الحكم مبكرا على قضية ما قبل اتضاح حقيقته يمكن ان يكون خطيرا. واعتبر رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الانباء الواردة بشان احتمال قيام الدول الغربية بتحرك عسكري ضد سوريا بانها مقلقة واضاف، ان لسوريا مكانة حساسة واستراتيجية بحيث ان اي عدوان عسكري ضدها سيؤدي الى عدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط كلها. واكد الرئيس روحاني ضرورة بذل الجهود لمنع العمل العسكري ضد سوريا وقال، لاشك ان التحرك العسكري ضد سوريا سيعرض للخطر جميع المكتسبات التي سعت من اجل تحقيقها الدول المحبة للسلام. واعرب رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية عن اعتقاده انه "بما ان الحكومة السورية حققت انتصارات في الاشتباكات الاخيرة فقد جعلت الدول الغربية هذه الاحداث ذريعة لايجاد ظروف تكون فيها هذه الحكومة في موضع الضعف خلال المفاوضات القادمة". واضاف، بما ان العمل العسكري سيكلف المنطقة الكثير من الاثمان فمن الضروري بذل كل الجهود للحيلولة دون وقوعه وان الجمهورية الاسلامية الايرانية على استعداد في هذا السياق للتعاون الواسع مع الحكومة الروسية. وفي جانب اخر من حديثه وصف الرئيس روحاني العلاقات بين طهران وموسكو بانها ودية وقال، ان تطوير هذه العلاقات ورفع مستوى التعاون مع روسيا يحظيان بتاكيد الجمهورية الاسلامية الايرانية. من جانبه اعتبر الرئيس الروسي في هذا الاتصال الهاتفي القضايا الدولية اليوم بانها اصبحت في غاية التعقيد وقال، ان روسياكايران تعتبر استخدام اسلحة الدمار الشامل خاصة الاسلحة الكيمياوية من جانب اي كان واينما كان، امرا غير مقبول، ولكن للاسف فان الجهود السابقة بشان استقطاب اهتمام المجتمع الدولي حول مسالة من قبل من يتم استخدام الاسلحة الكيمياوية لقيت الاهمال. واكد الروئيس بوتين انه لم يتم لحد الان تقديم اي وثيقة او دليل يثبت امكانية استخدام الاسلحة الكيمياوية من جانب الحكومة السورية واضاف، ان روسيا لا تعتقد ابدا بان القوات السورية استخدمت الاسلحة الكيمياوية لانها ليست بحاجة لها في الاساس في الوقت الذي كانت فيه هذه القوات في حال تقدم وتفوق واضح. ووصف الرئيس بوتين مواقف ايرانوروسيا بانها متماثلة حول القضايا السورية وقال، انه لو كان لدى شركائنا الاميركيين كما يدعون معلومات تثبت استخدام الحكومة السورية للاسلحة الكيمياوية فعليهم وضع هذه المعلومات تحت تصرف مفتشي منظمة الاممالمتحدة. ووصف الرئيس الروسي مواقف بلاده بانها مبدئية وواضحة ومحددة واكد قائلا، اننا نعتقد بانه لا احد يمكنه فرض قرار ما على الشعب السوري من الخارج. وقال الرئيس بوتين، ان روسيا على اتصال مع جميع الاطراف المعنية بالقضية السورية بصورة ما خاصة ايران لان للبلدين ماضيا ايجابيا من التعاون بشان القضايا الاقليمية، وانني اقترح تعزيز العلاقات بين البلدين اكثر فاكثر. وفي جانب اخر من حديثه وصف بوتين، ايرانوروسيا بانهما دولتان جارتان تحظيان بعلاقات ممتازة، واضاف، ان روسيا اثبت مرارا حسن تعاطيها في العلاقات مع اصدقائها وآمل بان تشهد العلاقات الطيبة بين طهران وموسكو مسيرة نامية في ظل الحكومة الايرانية الجديدة. كما دعا بوتين الى تطوير العلاقات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين وازالة العقبات القائمة امام رفع مستوى التعاون الثنائي. /2868/