توقع عضو الهيئة التنفيذية بالمجلس الوطني السوري المعارض، الدكتور سمير نشار، أن تتم الضربة العسكرية المتوقعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مطلع الأسبوع، ومن المرجح أن تتم الأحد أو الاثنين على أقصى تقدير»، ملمحًا إلى أنها «ستكون ضربة قوية ومؤثرة على النظام السوري، وسوف تفقده توازنه على الأرض وتجبره للذهاب إلى مؤتمر «جنيف 2» بدون الرئيس بشار ورموز أركانة من المتورطين فى مذابح الشعب السوري». وأرجع نشار في اتصال هاتفي مع «المدينة» من إسطنبول، تأخر توقيت الضربة، إلى مطلع الأسبوع المقبل، إلى عدة دواعٍ سياسية واستراتيجية، منها أن «فريق المفتشين التابع للأمم المتحدة يكون قد أنهى مهمته في سوريا وغادر الأراضى السورية، حيث إن تنفيذ الضربة العسكرية في وجود فريق التفتيش الدولي، يعد مخاطرة كبيرة بحياة المفتشين، وربما يرتكب نظام الأسد حماقة ضد هذا الفريق، ومن دواعي التأخير أيضًا أن الرئيس الأمريكي أوباما يحتاج أن يخرج على الشعب الأمريكي، ويطلعه على حقيقة الموقف وخطورة النتائج المتوقع أن يصل إليها فريق المفتشين التابع للأمم المتحدة، كما أن بريطانيا تحتاج إلى تدابير دستورية من أجل المشاركة في العملية العسكرية». وحول النتائج المتوقعة للضربة العسكرية لنظام بشار، قال الدكتور سمير: «إن الضربة ستكون قوية ومؤثرة، وسوف تفقد قوات الأسد توازنها على الأرض، وستكون بمثابة دعم لقوات الجيش السورى الحر، وسوف تضيف لها ميزات تنافسية جديدة وتقلل من تفوق قوات الأسد، بحرمانها من عناصر قوتها، وخاصة في مجال الطيران، والمتوقع أن تنهي الضربة دور سلاح الجو لنظام بشار، وسوف تجرده من القدرات الصاروخية أيضا، كما أن هناك فرصة في أن ينهار النظام بصورة غير متوقعة، وعلى نحو ربما يفوق حسابات القوى الدولية، انطلاقًا من احتمالات أن تقود الضربة إلى هروب جزء من النخبة الحاكمة وحدوث انشقاقات كبيرة في صفوف جيش الأسد، ولن يبقى من يدافع عن بشار إلا الفصائل العلوية بالجيش». وبخصوص المعلومات التي تشير إلى أن الضربة لا تهدف إلى إسقاط نظام الأسد، وأنها تهدف فقط إلى الدفع لمؤتمر جنيف 2، قال نشار: «كل القوى الدولية تدفع في اتجاه الذهاب إلى جنيف، والضربة العسكرية المرتقبة سوف تجبر النظام السورى على الذهاب إلى جنيف بدون الرئيس الأسد، والذي سوف يكون خارج العملية السياسية، وأنني أتوقع أن تؤسس الضربة العسكرية لعملية سياسية انتقالية، يتم من خلالها إدارة المرحلة الانتقالية من خلال شخصيات لم تتورط في مذابح الشعب السوري، والأقرب لتولي هذه المهمة ربما يكون فاروق الشرع». وعن تأخير القوى الدولية لدعم فعاليات إسقاط نظام بشار لقناعة الأطراف الدولية بعدم وجود البديل، أو الخوف من البديل بوصول المتشددين الإسلاميين إلى السلطة في أعقاب سقوط بشار، أوضح القيادي المعارض أن «البديل للنظام موجود على الأرض السورية ممثلًا في الجيش السوري الحر وائتلاف قوى المعارضة، والمخاوف من وصول المتشددين للسلطة بعد سقوط نظام بشار، هي مخاوف مبالغ فيها، وأستطيع القول وطبقًا للحقائق على الأرض السورية، فإن المتشددين لا نفوذ لهم في المناطق الجنوبية والشرقية ومنطقة الوسط، ونفوذ المتشددين يوجد في المناطق الشمالية الشرقية فقط»، وهناك فرصة للنخبة الحاكمة الآن، أن تكون جزءًا من النظام الجديد، وخاصة ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء الشعب السوري، وأن يشاركوا فى العملية السياسية الإنتقالية». وبالحديث عن تأثير المعارضة الروسية للضربة العسكرية المرتقبة، أفاد نشار: «لا أتوقع أي تأثير للمعارضة الروسية للضربة العسكرية المرتقبة، طبقًا للسوابق التاريخية للمواجهة بين الولاياتالمتحدةوروسيا، حيث لم تصمد روسيا في أي مواجهة بين الطرفين منذ الحرب العالمية الثانية، وروسيا على مدار أكثر من 50 عامًا لم تستطع أن تتحدى الولاياتالمتحدة، ولم تنحج في تعطيل التوجهات الأمريكية فى القضايا الدولية، حيث عارضت روسيا التدخل العسكري في البلقان ونفذت الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر الناتو العملية العسكرية في البلقان وتكررت أيضًا فى العملية العسكرية ضد نظام الرئيس الليبى السابق معمر القذافى الحليف الأكبر لروسيا فى منطقة الشرق الأوسط». وحول احتمالات قيام إيران أو حزب الله في لبنان بعمليات عسكرية ضد أطراف إقليمية أو دولية عند تنفيذ الضربة، قال نشار: «لا أتوقع أن تقوم إيران أو الحزب بأية عمليات عسكرية في حال تنفيذ الضربة ضد نظام بشار، وهنا يكفي القول أنه فى عام 2006 عند العمليات العسكرية الإسرائيلية الموسعة من إسرائيل ضد حزب الله لم تتحرك سوريا أو إيران بأية أعمال عسكرية ضد إسرائيل وهي العدو المشترك لهما، واكتفت سورياوإيران بالشجب والاستنكار، كما أن التصريحات التي تخرج الآن من إيران أو حزب الله تتسم بقدر كبير من التحفظ، وتخلت إيران عن التصريحات (العنجهية) التي كان يطلقها المسؤولون الإيرانيون، وباتت تصريحات المسؤولين الإيرانيين تتحدث عن كارثة إقليمية في حال تنفيذ الضربة العسكرية، وأنا أرى أن الكارثة سوف تحل فقط على إيران وحزب الله، والكارثة الحقيقية التي تتحدث عنها إيران هى سقوط المشروع الإيرانى في المنطقة، والكارثة أيضًا ستكون من نصيب حزب الله الذى سيبقى فى منطقة معزولة ومحاصرة «، وعن استعداد المعارضة السورية لمرحلة ما بعد الضربة العسكرية، قال نشار: «الدور الرئيس سيكون على الجيش السوري الحر وتقع عليه مسؤولية حفظ الأمن والحد من حالات الفوضى المتوقعة، والتعاطي بإيجابية مع احتمالات انهيار النظام بصورة مفاجئة وخاصة فى محيط العاصمة دمشق».