أكد رئيس اتحاد الصحفيين السوريين ومدير مؤسسة «حلم حلب الدولية» الدكتور علاء مكتبى، أن الحرس الثوري الإيراني ومليشيات حزب الله هما من يقودان المعارك في سورية بعد انشقاق معظم الشرفاء من الجيش السوري وإلتحاقهم بصفوف المقاومة، وأن إيران تمارس نشر «التشيع» عبر الجامعات الخاصة والمؤسسات التي تديرها عناصر شيعية داخل سورية وبغطاء من النظام السوري بقيادة بشار الأسد، وأن نظام الأسد هو من سمح بالتدخل الأجنبي في سورية من خلال استعانته بالحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله، مؤكدًا أن الضربة العسكرية المحتملة ليس من بين أهدافها إسقاط نظام بشار الأسد، وأن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تتفقان على بقاء «بشار» لأنه الضامن الوحيد لأمن إسرائيل، وأن الغرب لا يدعم الجيش السوري الحر بالصورة الكافية خوفًا من أن يطالب بتحرير الجولان المحتل والتى لم يطلق بشار رصاصة واحدة لتحريرها على مدار 43 عامًا، واستبعد «مكتبي» وصول الإخوان المسلمين للسلطة في سورية بعد نظام بشار، وقال: إن مخاوف الغرب من وصول الإسلاميين للسلطة في سورية مبالغ فيه.. وإلى تفاصيل الحوار....... * كيف تقرأ المشهد السوري الآن ؟ ** أعتقد أن المشهد السوري بالغ التعقيد نظرًا لتشابك الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في المشهد جعلته يتحول إلى نقطة صراع دولية وإقليمية، تحاول كل الأطراف تحقيق مصالحها أو تصفية حساباتها مع أطراف أخرى سواء إقليمية أو دولية، ووصل الأمر ببعض الأطراف أن تتدخل بشكل مباشر وسافر في الملف السوري، مثل التدخل السافر والمباشر من جانب إيران وحزب الله، واللذين أصبحا طرفًا أصيلاً في المعادلة السورية، حيث تقوم مليشيات حزب الله وقوات من الحرس الثوري الإيراني بإدارة العمليات العسكرية، وبات نظام الأسد أداة تنفيذ فقط للمطالب والأهداف الإيرانية، على حساب شعبه. * ما هي مخاطر التدخل الإيراني في الملف السوري من وجهة نظركم ؟ ** بدون شك يمثل التدخل الإيراني في الشأن السوري خطرًا كبيرًا ليس على سورية فقط، بل على كل المنطقة العربية وخاصة دول الخليج التي لا تخفي إيران أطماعها في بعض دولها، وأرى أيضًا أن التدخل الإيراني في الشأن السوري بات أداة للضغط على أطراف دولية وإقليمية لتحقيق أهداف ومكاسب إيرانية، وأن إيران تسعى لاستخدام سورية كوسيلة لتحقيق مكاسب لها في تفاوضها مع الغرب بخصوص ملفها النووى، كما أتصور أن إيران تستهدف من تدخلها في سورية التأثير على الأحداث في البحرين وللتأثير على دور المملكة القوى باعتبارها دولة رائدة إقليميًا وتحظى بتقدير العالم الإسلامي السني وجميع القوى الدولية. * ماهى شرور الوجود الإيراني في سورية ؟ ** في تقديرى يأتي في مقدمة تلك المخاطر والشرور عملية المد الشيعي التي تقوم بها إيران في سورية وتتخذها كمقدمة للتوسع في تصديرالمد الشيعي إلى بلدان عربية أخرى، وتمارس إيران نشر المذهب الشيعي في سورية على مدار 34 عامًا، وتتخذ من المناطق الريفية والأحياء الفقيرة محطات في عمليات المد الشيعي وتستغل حاجة فقراء سورية للمال في ظل تدنى أوضاعهم المعيشية، حيث تنفذ إيران سياسة ممنهجة لتنفيذ المد الشيعي مثل قيامها بمنح الأسر الفقيرة مبلغ 5 آلاف ليرة من أجل التحول المذهبي، وهناك فقراء كثر تدفعهم الحاجة لتلبية مطالب الإيرانيين، وتتكامل سياسة «التشيع» في سورية مع مشروعات اقتصادية وتعليمية يتم استخدامها في عمليات المد الشيعي مثل الجامعات الخاصة التي تنتهج سياسة الدعوة للتشيع بين الطلاب، وهناك المستشفيات التي تقدم الخدمات الطبية للفقراء واستخدامها كوسيلة لتفيذ هذا المخطط. * هل هناك توسع في بناء «حسينيات» مثلاً ؟ ** نعم هناك جهود كبيرة ومتواصلة في بناء «الحسينيات» مثل ما تم في حى السيدة زينب بريف دمشق وفى بعض أحياء حلب مثل الزبدية، وبدأنا نرى المزارات الشيعية تقام في أنحاء متفرقة من البلاد، وتقام المراسم الشيعية أيضًا. بشار أتى بالقوات الأجنبية * بحكم عملكم في المجال الإعلامي وفي المجتمع المدني، ما هو موقف الشعب السوري في الداخل والخارج من الضربة العسكرية المحتملة على سورية، وهل الضربة تأتي ضمن التدخل الخارجي الذي ترفضه بعض الشعوب ؟ ** نحن نرى أن التدخل الأجنبي في سورية بدأ منذ وقت مبكر، وتحديدًا منذ مشاركة قوات من الحرس الثوري الإيراني إلى سورية ووصول ميليشيات حزب الله، وهما يقاتلان مع قوات النظام.. يا سيدي: نظام بشار الأسد هو من أتى بالقوات الأجنبية إلى سورية وليست الضربة العسكرية التي تم الإعلان عنها والتي تواجه صعوبات في تنفيذها وربما يتم التراجع عنها، وأتصور لو أن المجتمع الدولي جاد وراغب بالتدخل لتدخل منذ فترة طويلة.. أما ما يخص الضربة العسكرية المحتملة ضد قوات الأسد، فأقول نحن الشعب السوري مغلوبون على أمرنا، نحن لا نحب ولا نريد التدخل الأجنبي الخارجي، وكنا نأمل أن يمد أحرار العالم الجيش السوري الحر بالمعدات العسكرية، حتى تتعادل موازين القوى مع قوات الأسد المدعومة بقوات إيرانية ومليشيات حزب الله وبسلاح روسيا، نحن فقط نريد وقف نزيف الدماء ووقف آلة القتل، نطالب العالم بوقف القتل بعد أن تجاوزت أعداد الشهداء أكثر من 120 ألف شهيد وثلاثة أضعاف هذا الرقم من المصابين، وهناك أيضًا أكثر من 100 ألف معتقل ومفقود، علاوة على 4 ملايين لاجئ ونازج من إجمالى سكان سورية البالغ 24 مليونًا. مصداقية أمريكا على المحك * هل تتوقع أن تنفذ الولاياتالمتحدة الضربة العسكرية وسط التصريحات المتضاربة ؟ ** أتوقع أن تنفذ الولاياتالمتحدة الضربة العسكرية من أجل الحفاظ على مصالحها في الإقليم ومن أجل الحفاظ على مصالح حلفائها وخاصة إسرائيل، وأنه في حال تنفيذ الضربة سيكون من باب حفظ ماء الوجه لأميركا أمام العالم وللحفاظ على مصداقيتها بعد أن تزعزت مرتين، الأولى عندما هددت باتخاذ إجراءات حاسمة ضد الملف النووي الإيراني ولم تنفذ، والثانية أيضًا عند تهديدها بضرب المشروع النووي لكوريا الشمالية ولم تنفذ أيضا، وباتت مصداقية الولاياتالمتحدة على المحك الآن. بقاء بشار مصلحة إسرائيلية * إذن.. الولاياتالمتحدة لا تستهدف إسقاط بشار الأسد ؟ ** أعتقد أن الولاياتالمتحدة والغرب لا يريدون إسقاط نظام بشار الأسد، وأن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تدعمان بقاءه في السلطة، ولكن الموقف الأميركي تغير بعض الشيء بعد ارتكاب بشار الأسد حماقة استخدام السلاح الكيماوي مما وضع الولاياتالمتحدة في حرج أمام الرأى العام الأميركي والعالمي، ومن هنا فإن الضربة العسكرية المحتملة لا تهدف إلى إسقاط بشار ولكن لتأديبه فقط، ويرجع الأمر في عدم رغبة الولاياتالمتحدة وإسرائيل في إسقاط بشار إلى كونه الخادم المطيع لإسرائيل، حيث إنه لم يطلق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل منذ عام 1973، ولم يحرك ملف الجولان المحتل، وأن الولاياتالمتحدة وإسرائيل غير مطمئنين إلى أن يسلك الجيش السوري الحر نفس سياسة نظام الأسد وتخشى من مطالبته بالجولان والسعي لتحريرها. * هل عدم التدخل الدولي في الملف السوري مقصود ؟ ** نعم..هم يريدون إطالة أمد الأزمة السورية حتى يتم استنزاف القوة العسكرية السورية والبنية التحتية، ويتم إخراج سورية من معادلة الصراع العربى الإسرائيلى لسنوات طويلة قادمة. * هل تتوقع أن تتدخل روسيا بشكل مباشر في حال ضرب سورية ؟ ** أعتقد أن روسيا ليست على استعداد للدخول في حرب مع الولاياتالمتحدة من أجل سورية، ولكن مصالحها تقتضي الدفاع عن نظام بشار إلى آخر لحظة بهدف الحفاظ على مصالحها في المنطقة بعد أن باتت سورية هى نقطة الارتكاز الوحيدة لروسيا في المنطقة وبعد خسارتها لكل حلفائها في المنطقة وكان آخرهم نظام القذافي في ليبيا، كما أن دفاع روسيا عن بشار الأسد خوفًا من وصول الإسلاميين للسلطة في سورية في ضوء خبرة روسيا المريرة مع الإسلاميين في الشيشان. إيران لن تفرط في الأسد بسهولة * وهل تتدخل إيران ؟ ** أرجح أن تتدخل إيران بصورة غير مباشرة وعن طريق قوات الحرس الثوري الموجودة الآن في سورية ومن خلال الدعم اللوجستي لنظام بشار لأنها تراهن على نظام بشار لاستمرار مصالحها في المنطقة وتنفيذ مشروعها المعروف بالحلف الشيعي، ومن هنا فإن إيران لن تفرط في سقوط نظام بشار الأسد بسهولة. * ماذا عن إسرائيل ؟ ** أعتقد أن إسرائيل لن تتدخل حتى لا تحرج أميركا الولاياتالمتحدة وحلفاءها المؤيدين للضربة العسكرية، ولكن متى تعرضت إسرائيل للضرب من جانب حزب الله مثلا، لا أتصور أن تقف مكتوفة الأيدي وربما تتخذ منها فرصة لتنفيذ كل أهدافها مع حزب الله ومع إيران. * ماذا تقول للدول العربية الرافضة للضربة العسكرية ؟ ** أقول لهم: أين أنتم مما يحدث لإخواتكم في سورية على مدار عامين.. أين أنتم وإيران تضربنا وحزب الله يضربنا والكل يضربنا وأنتم صامتون، ونحن فوضناكم يوم أن اتخذتم قرارًا عربيًا من الجامعة العربية بالتدخل لحل الأزمة ولكنكم خذلتمونا وأرسلتكم الملف إلى مجلس الأمن. * البعض يرى أن غياب البديل لنظام بشار هو السبب في إطالة الأزمة ؟ ** ربما يكون هذا أحد الأسباب، ولكن السبب الرئيسي في تصوري هو أكاذيب الأميركان في ضرب العراق وهو ما يشكل عائقًا. السوريون على قلب رجل واحد * أتعد انقسامات المعارضة سببًا في التخاذل الدولي ؟ ** نعم...ربما المعارضة ليست على قلب رجل واحد ولكن الشعب السوري على قلب رجل واحد، ومطلبه الوحيد هو التخلص من هذا النظام القاتل لشعبه. * هل يتكرر سيناريو حكم الإسلاميين في سورية ؟ ** لا أعتقد ذلك، وأتصور أنه لا توجد فرصة ولو ضئيلة لوصول جماعة الإخوان المسلمين للسلطة في سورية، وأن وجود هذه الجماعة محدود للغاية، وخاصة منذ الضربة التي تعرضوا لها في حكم الأسد الأب في ثمانينات القرن الماضي، ولكن البعض يثير فزاعة الإخوان بعد وصول عناصر جهادية إلى سورية والقتال ضد نظام بشار، ولكنني أرى أن السبب في دخول هذه العناصر الجهادية إلى سورية يعود إلى تقاعس العرب ودول العالم عن مساندة الشعب السوري لوقف بحور الدماء في الشوارع السورية، مما أتاح الفرصة للعناصر الجهادية للقدوم إلى سورية والالتحاق بالمقاومة. لا أمل في التفاوض مع نظام بشار * هل تتوقع أن يفضي اجتماع جنيف 2 إلى حل سياسي في سورية ؟ ** أتوقع ألا يتم انعقاد مؤتمر جنيف 2 من الأساس، وأتصور أن الجيش السوري الحر مازال متمسكًا بموقفه القائم على قناعته بأنه لا أمل في التفاوض مع نظام بشار وأن التفاوض معه مضيعة للوقت، وأتصور أيضًا أن من سيذهب إلى المؤتمر في حال انعقاده هو الائتلاف السوري الحر وووجوده على الأرض لا يعادل وجود الجيش السوري الحر، وأرى أن أي تسوية لا بد أن تتم عبر الجيش السوري الحر أو بموافقته على الأقل.