يافع القبيلة: عشرة مكاتب متآخية وتحت كل مكتب خموس وأفخاذ تجمعها العشرة مقسمة بتتناسق اداري فريد لن ترى له نظيرا بين قبائل جنوب جزيرة العرب، نظام إداري شبيه بنظم الدول العصرية، لكنه محكوم بعوائد وأعراف قبلية عريقة، تسهل تلبية الداعي ورد الباغي وعسف الباطلي وانصاف المظلوم، فمن السهولة على أهل يافع التداعي والاجتماع في وقت يسير، لا يحتاجون لاجتماعهم إلى مزيد عناء، ولا معونة من غريب، ولا نفير من بعيد، ففي نظامهم الادري وعرفهم القبلي الكفاية لتحقيق جمع الكلمة ووحدة الموقف، فالتاريخ يشهد أن نظامهم القبلي الفريد قد عصمهم من الانزلاق الى الفتن الداخلية دهورا من الزمان، ووحدهم ضد خصومهم في سائر الاحداث والملمات.. فما يحصل هذه الايام في يافع من بوادر فتنة مستوردة دخيلة، لن تعجز أهل يافع عن تداركها ووأدها في مهدها، فهم أقدر على ذلك بإذن الله.. فسلاطينها وشيوخ مكاتبها الكبار لاتزال مكانتهم محفوظة ومقامهم مصان، وهم عامل اجتماع ورمز لوحدة يافع جمعاء، يقع عليهم واجب زمام المبادرة وعدم تركها للسفهاء الاشرار، فعليهم كسلاطين ومشائخ واجب الداعي ورد كل طرف الى قبيلته لتجلسه للحق وتعسفه عن الباطل.. أما علماء يافع ودعاتها فهم أهل سنة واعتدال ووسطية وشجاعة وحسبة، وأهل أمر بالمعروف ونهي عن المنكر شهدت الأيام الخوالي من عمر الدعوة أنهم عامل استقرار وإصلاح، لم يسعروا الفتنة يوما، ولم يوقدوا نارها ساعة، تشهد لهم المنابر إذا خطبوا، وتشهد لهم المجالس والمجامع إذا حضروا، ودورهم في هذه الاحداث يجب ان يتجه نحو التهدئة والصلح، لا الى التصعيد والاثارة، فالفتنة داخلية وتحتاج الى جهود عملية لا الى خطب رنانة، فوأد الفتنة في مهدها واجب، والرفق بالمخالف ضرورة يمليها الظرف والواقع.. أما النخب المثقفة من الأكاديميين والكفاءات النوعية فهم فخر يافع وعقلها وفكرها، لم نسمع انهم هجروا أهلهم وناسهم يوما، فلهم من الاحترام الشئ الكثير..وعليهم يقع واجب التوعية والتنوير والمشاركة في لملمة أشتات الفتنة فانتم من أخبر بخبايا الأمور.. أما الرأسمال اليافعي المهاجر فهم سند يافع وركنها الذي تتكئ عليه، أثبتت الملمات أنهم أهل النجدة والجود، فهم الساعد الذي لاتقوم يافع إلا به، فلتجار يافع ومقتدريها احترام جم وتقدير جليل عند عموم أهلها.. وعليهم يقع واجب المساعدة المنتظمة بوجاهتهم قبل مالهم لمساندة الاخيار في اصلاح ذات البين، وان ينتبهوا ان يستدرجوا من سفيه طائش لحلب أموالهم لتحقيق مآرب ذاتية على حساب استقرار يافع ولحمتها.. ختاما: أنتم أيها الساسة من ابناء يافع من أحزاب السلطة والمعارضة والحراك والقاعدة واللجان وغيرها.. نصيحتي لكم جميعا ان تعتبروا بما حل باخوانكم في أبين الحبيبة الجريحة، فقد نقل أبناؤها صراعات الاحزاب الى عمق عشيرتهم وديارهم، فحلت المأساة التي عاشها اخوتنا اهل ابين وعشناها معهم بكل ألم وأسى ومرارة، ولا أظن أن عاقلا منا يرضى ذلك الحال لنفسه وأهله وعشيرته، فما عليكم يامعشر الحزبيين والحراكيين والقاعديين والمسؤلين في السلطة ولجانها.. إلا أن تأخذو بقول الحكيم اليافعي حين قال لأولاده المتحزبين: "اخلعوا نعال حزبيتكم في الزاهر والعسكرية وأطراف حبيل برق، ثم تعالوا إلي جميعا فأنتم أولادي" كتبت هذه الكلمات وأنا أدرك إن انكار ذلك هو شعور كل يافع حر، يؤلمه مايراه تصديرا متعمدا للفتنة وتضخيما مبالغا للاحداث.. فلنترك يافع لحكمة أهلها.. وأتمنى أن يكون عقلاء يافع عند حسن ظن الناس بهم...