صحف الإمارات / افتتاحيات. أبوظبي في الأول من سبتمبر/ وام / اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية التي تهدف لبسط هيمنتها على العالم ووضع المنظمات الدولية رهن إشارتها ومصالحها..إضافة إلى المرحلة الحرجة والاستثنائية التي تشهدها مصر..بجانب الأزمة السورية وموقف المجتمع الدولي منها. وتحت عنوان " أمريكا ودكتاتورية النظام العالمي " قالت صحيفة " الخليج " إن الدكتاتورية في التعريف السياسي هي شكل من أشكال الحكم المطلق حيث تكون السلطة محصورة في يد شخص واحد أو حزب واحد أو في يد نظام عسكري ..مضيفة أن هذا في المفهوم العام لكن في المفهوم الخاص و تحديدا في العلاقات الدولية فإن الدول العظمى تمارس من خلال الأممالمتحدة شكلا من أشكال الدكتاتورية على الدول الأخرى عبر تخصيصها بحق النقض " الفيتو " في مجلس الأمن بما يجعل أي قرار مهما كان عادلا ومحقا رهينة بموقف دولة واحدة من الدول الخمس. وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة عمدت منذ انهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية إلى التفرد في النظام العالمي والإمساك بخناق العالم وقضاياه وإزاحة الدول الأخرى الكبرى من مواقع القيادة ثم أن تفرض نفسها سيدة مطلقة على المجتمع الدولي لها وحدها حق القرار..وتحدد السياسات والاستراتيجيات و تتدخل في أي شأن متى تشاء. وبينت أن هذا السلوك الأحادي للولايات المتحدة من أجل بسط هيمنتها على العالم ووضع المنظمة الدولية رهن إشارتها ومصالحها هو شكل جديد من الدكتاتورية غير المسبوقة في العلاقات الدولية . ورأت أن الولاياتالمتحدة نجحت في تحقيق هذه السياسة لبعض الوقت باعتبار أنها تضع تحت جناحيها الدول الغربية و تحديدا بريطانيا وفرنسا..نظرا لعلاقات التحالف الاستراتيجي التي تربطها مع هذه الدول .. مضيفة أنها حاولت الأمر نفسه مع روسيا خلال حكم يلتسين وراهنت على تليين موقف الصين أيضا..إلا أن الأمر لم يدم طويلا إذ بدأت روسيا في عهد بوتين في استعادة موقعها بعدما خرج الدب من بياته الشتوي كذلك فعلت الصين التي تحولت إلى عملاق اقتصادي وعسكري. وأكدت " الخليج " في ختام افتتاحيتها أن الصراع الذي يدور الآن في منطقة الشرق الأوسط و في مناطق أخرى من العالم هو في معناه الحقيقي رفض للدكتاتورية الأميركية في العلاقات الدولية ومحاولة لاستعادة التوازن في النظام الدولي الذي لن يقوم إلا من خلال الاعتراف بمصالح الآخرين..ومن خلال شراكة متساوية في القرار الدولي وفي تسوية المشكلات العالمية وفقا لأسس القانون الدولي و ليس كما تقتضي مصالح الولاياتالمتحدة واعتمادا على ما تملكه من فائض قوة لا يستند إلى معايير العدالة والحق. من جانبها أكدت صحيفة " البيان " أن المرحلة الحرجة التي اجتازتها مصر كانت بفضل تكاتف الشعب والجيش والشرطة وإرسالهم رسالة لا لبس فيها..بأنه لا أحد يمكنه العبث بمصير بلد بحجم مصر خاصة أن ذلك التعاضد نجح في إحباط كل تلك المخططات التي كان من ضمنها جر البلاد نحو فتنة طائفية لا تبقي ولا تذر. وتحت عنوان " نموذج مصر " قالت إن الضربات التي تنفذها الأجهزة الأمنية في مصر تتوالى تجاه رؤوس الفتنة التي تسعى إلى إشاعة الدمار ونشر الفساد وسط حالة ارتباك واضح داخل صفوف التنظيمات الإرهابية..ما يبشر بتفتيت خلاياها سواء تلك الداخلية أو الخارجية في المستقبل القريب. وأضافت أنه لا يمكن وصف الضربات الأمنية المتتالية التي توجه إلى رموز التخريب..إلا بالنهاية التعيسة والنتيجة الطبيعية والمصير الحتمي لكل من باع وطنه لصالح أجندات مشبوهة لا تريد الخير لبلاده..فبدلا من أن يختار هؤلاء الصف الوطني امتهنوا معاداة الشارع والإرادة الشعبية واصطدموا بمؤسسات الدولة الشرعية ولجأوا إلى أعمال العنف والإرهاب غير عابئين بحساسية المرحلة التي مرت بها مصر. وأكدت أن المرحلة الحرجة التي مرت بها مصر منذ نحو شهرين..تصلح لأن تكون نموذجا في التكاتف بين مكونات الدولة من مجتمع وسلطة وباتت بحق مثلا يضرب للدلالة على الكيفية التي يمكن بواسطتها عبور أي بلد نحو شاطئ الأمان وتجاوز المحن وهو ما يجب أن تبنى عليه تجارب كثيرة حول العالم وبالتحديد في البلدان التي يخشى أن يجرها فصيل ما نحو مخطط يراد منه دفن مصطلحات الوطنية والإخاء والتعايش السلمي وإعلاء شأن التحالفات المريبة. وقالت " البيان " في ختام افتتاحيتها إنه على الرغم من تلك النجاحات الساحقة..فإن الحذر واجب من تصاعد أعمال إرهابية خلال الفترة المقبلة تشوش على المسار السياسي ومستقبل العلاقات بين الفرقاء في مصر..حيث إن قطع رؤوس الأفعى قد لا يعني بالضرورة طي صفحة النزعات الإجرامية للبعض لما يمتلكونه من أساليب المراوغة والغدر التي عرفوا بها على مدى عقود طويلة..ولكن الأمل في نهاية المطاف يبقى في تلك الوحدة الفريدة من نوعها التي ستتكسر على صخرتها المؤامرات الدموية لعقليات سوداء. وتحت عنوان / الإشارات المتناقضة وحبس الأنفاس / نبهت صحيفة " الوطن " إلى أنه مع مغادرة فريق المفتشين الدوليين الذين جابوا بعض مناطق سوريا بحثا عن الحقيقة وراء شن هجوم بالسلاح الكيماوي..أصبحت الضربة الأمريكية ضد مواقع منتقاة في سوريا أمرا يسابق الأنفاس المتصاعدة توقعا للضربة في أي وقت.. مضيفة أن العالم حبس العالم العربي أنفاسه بالفعل في انتظار ما تخبئه كل ساعة تأتي بعد مغادرة فريق المفتشين. وأشارت إلى أنه قد تكون الضربة وقعت قبل وصول الصحيفة إلى يد القارئ وقد تكون بعد ذلك بساعات أو أيام..ولكنها بالتأكيد لن تكون بعد أسبوع أو أكثر ما دام الوقت قد فات والخط الأحمر الذي حدده الرئيس الأميركي باراك أوباما قد تلاشت ملامحه..والضربة الأميركية أصبحت لزاما لأن واشنطن لن تستطيع التراجع عما أعلنته وعما مهدت إليه وعما دفعت العالم إلى تصوره. وتساءلت " الوطن " بأي مبرر ستكون الضربة إذا خرج تقرير الأممالمتحدة ليس مطابقا للتقرير الذي رفعته الاستخبارات الأميركية وحددت فيه حيثياتها والحقائق التي تراها من جانبها..كان على الولاياتالمتحدة أن تضع التقرير الاستخباراتي أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي ليقارنوا ويطابقوا ويستفهموا كي لا تكون الضربة غير عادلة..فالعدل هنا هو سيد الموقف خاصة وأن تقارير الاستخبارات الأميركية حول الأسلحة النووية والجرثومية العراقية قد أنكر مرارا بعد ذلك بعد التأكد من أنه اعتمد على معلومات كاذبة سوغت إلى إدارة بوش بإعلان الحرب على العراق وهو ما قاد إلى حالة " عدم عدالة " في الحكم على تقارير كاذبة ومضللة ومنحازة أو على الأقل معتمدة على معلومات مزيفة أو مختلقة وملفقة. وشددت الصحيفة على أن العالم لا يريد أن يعيش على الأكاذيب خاصة في شن حروب وقتل أبرياء وتفتيت دول وتقسيم بلدان وتمزيق شعوب..فكفى العراق وليبيا وأفغانستان والسودان..فإذا كان هناك عمل تجاه سوريا من المفترض أن تقوم به الدول الكبرى ومجلس الأمن الدولي .. فهو البحث عن كل الفرص والسبل لاستعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا مع فرض " تغيير ممكن" يستوعب القوى المختلفة والمتصارعة على أساس حل دولي يضمن وحدة البلاد ويعيد الاستقرار اليها ويمنع في الوقت نفسه استيلاء جماعات إرهابية على مقاليد الحكم والسلاح خشية من أن تصبح سوريا قاعدة رسمية للإرهاب. خلا / زا /. تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/ز ا