صحف الإمارات / افتتاحيات. أبوظبي في 2 سبتمبر/ وام / اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بالأزمة السورية وموقف المجتمع الدولي المنقسم تجاه التدخل الأميركي في سوريا..إضافة إلى تصاعد العمليات الإرهابية ضد القوات المسلحة في سيناء التي كانت على مر التاريخ البوابة الشرقية للأمن المصري و خط الدفاع عن دول المشرق العربي. وتحت عنوان " في انتظار الكونغرس " قالت صحيفة " البيان " إنه لا تزال أنظار العالم تتجه نحو سوريا و تترقب قرارا وتحركا دوليا ينهي حكم الأسد أو يروضه أو ربما يترك له العنان في الساحة السورية..لكن لا شيء واضح أو صريح حتى اللحظة و تبقى التصريحات الغربية في خانة " البروباغندا " الإعلامية حتى تصبح أمرا واقعا. وأضافت أن مجلس النواب الأميركي أعلن مساء أول من أمس أنه سيدرس الاثنين المقبل مشروع قانون بشأن تدخل عسكري في سوريا بعدما أعلن الرئيس باراك أوباما أنه ينتظر الضوء الأخضر من الكونغرس لاتخاذ إجراء عسكري ضد نظام الأسد في ظل انقسام الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب بين فريقين أحدهما يؤيد التدخل و الآخر يطالب بوضع استراتيجية طويلة الأمد لتجنب التورط ..ما يقلل آمال المعولين على تلك الضربة الأميركية المرتقبة التي اعتقد البعض أنها كانت وشيكة خلال الأيام القليلة الماضية ولكنها لا تزال حتى اللحظة طي المشاورات والتصويت. وأشارت إلى أن بريطانيا بدورها أعلنت تأييدها لموقف أوباما فيما أعلنت فرنسا أنها لا يمكنها التحرك وحدها و أنها يجب أن تنتظر القرار الأميركي ما يجعل التحرك الدولي رهن القرار الأميركي المرتقب و الذي بدوره أرجئ حتى الأسبوع المقبل. ولفتت إلى أن المعارضة السورية من جانبها أصيبت ب" خيمة أمل " من موقف الرئيس الأميركي لكنها رجحت موافقة الكونغرس على الضربة التي لم تتضح معالمها بعد..أما منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فأعلنت أن تحليل العينات التي استخرجها مفتشو الأممالمتحدة في سوريا قد يستغرق ثلاثة أسابيع ووعدت بتسريع عملية تحليل العينات وإعلان النتائج التي تتوقف عليها قرارات مصيرية ودولية مهمة يترقبها السوريون. وقالت " البيان " في ختام افتتاحيتها إنها تصريحات و مشاورات..وقرارات مرتقبة وآمال معلقة عليها يقابلها شجب ورفض صريح للتدخل الخارجي في سوريا..جميعها تبقى في خانة التكهنات التي لا تخلو من الجدل في انتظار قرار يحسمها..إما بإنقاذ السوريين من ظلم واستبداد النظام و هذا أمر يستبعده البعض أو بإدخال سوريا في دوامة جديدة من العنف والدمار كما حدث في العراق سابقا. من جانبها رأت صحيفة " الوطن " أن الخطاب الموجز الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما من حديقة البيت الأبيض حمل مشاعر متناقضة تجاه توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا خاصة وأن الولاياتالمتحدة تولت بنفسها قيادة فكرة معاقبة دمشق على اتهام بأنها وراء هجوم بالأسلحة الكيماوية على الغوطة في ريف العاصمة السورية.. موضحة أن أوباما أكد مرارا في خطابه الموجز أن الولاياتالمتحدة جاهزة لتوجيه ضربة عسكرية وفي أي وقت بعد ساعة أو ساعتين أو أسبوع أو شهر وهو ما يعني أن الأمد مفتوح لصالح الوقت ولكنه في الوقت نفسه يعتبر مخرجا لتأكيد أوباما أن بلاده ستقود تحالفا دوليا لتوجيه هذه الضربة. وتحت عنوان / التفويض مخرجا / أضافت أن الولاياتالمتحدة وجدت نفسها وحيدة إلا من موقف فرنسي مؤيد.. فقد خذل البرلمان البريطاني أوباما بأكثر مما كان يتوقع وهو ما جعل الأمر دراماتيكيا إذ أن القادة في بريطانياوالولاياتالمتحدة لا يعرفون اتجاهات الرأي العام بل واتجاهات المؤسسات البرلمانية.. وهو ما يؤكد نوعا من الانفصام بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في كلا البلدين بما جعل استشفاف الموقف البريطاني صعبا وقرار البرلمان مفاجئا. وبينت أن أهم ما خرجت به الأيام القليلة الماضية أن بريطانيا قدمت نموذجا راسخا للديمقراطية التي أعادت للشعب حقه في اتخاذ القرار في المسائل التي تحتاج إلى تفويض شعبي أو برلماني. ونوهت بأن أوباما تشبه بالفريق أول عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة المصرية..عندما دعا إلى تفويض شعبي لمحاربة الإرهاب ثم كانت الخطوة الثانية عندما جعل التوقيت مفتوحا لصالح الحلول السياسية .. مبينة أن السيسي قدم نموذجا للتشاور بين القيادة والشعب في أمر يهم الوطن مثل الحرب في مختلف درجاتها ومع مختلف الخصوم..وقد فعل أوباما ذلك عندما طلب التفويض لشن ضربة عسكرية على سوريا وأعقب ذلك بأن جعل الباب مفتوحا أمام التكهنات والاحتمالات والتراجعات أو التقدم نحو قرار بتوجيه ضربة عسكرية. وأوضحت أن الحكمة من ذلك هي أن الديمقراطية تسمح بالتراجع أو بالتكيف مع ما يستجد من أمور أو ما تتطلبه المواقف التي تبنى على متغيرات في مواقف القوى المختلفة..ويراهن الرئيس أوباما على أن الكونجرس سيعطيه التفويض ولكنه سيكون قد ذهب إلى العملية بمفرده دون وجود بريطانيا التي يتكئ عليها دائما في مثل هذه ا لحروب. وأضافت أن بريطانيا حسمت موقفها بناء على حيثيات عقلانية وموضوعية أهمها تداعيات العملية العسكرية وانعكاساتها على الوضع الداخلي في بريطانيا وعلى المنطقة خاصة وأن الوضع يحمل تعقيدات كثيرة أخطرها أن العملية قد تدخل سوريا إلى مرحلة جديدة من الحرب الأهلية يصعب السيطرة عليها. ورأت " الوطن " في ختام مقالها الافتتاحي أنه قد يحذو أعضاء الكونجرس حذو أعضاء مجلس النواب البريطاني وهو ما يضع الإدارة الأميركية في موقف حرج ولذلك كان التفويض والديمقراطية المصاحبة له مخرجا سلسا من المأزق الحالي. وحول موضوع مختلف وتحت عنوان " دفرسوار سيناء " أكدت صحيفة " الخليج " أنه منذ تولي " الإخوان " السلطة في مصر قبل أكثر من عام..تحولت سيناء إلى بؤرة للإرهاب تزايد خطرها بشكل ملحوظ ما يعني أن هناك علاقة بين الجانبين في ما يتعلق بتنامي واتساع وجود المجموعات الإرهابية وتزايد أعمالها. ورأت أنه ليس صدفة أن تتصاعد العمليات الإرهابية ضد القوات المسلحة في سيناء مع وصول " الإخوان " إلى السلطة رغم أن الجماعات الإرهابية كانت موجودة هناك ولكن نشاطاتها كانت محدودة ولم تتركز على المؤسسة العسكرية والأمنية المصرية بشكل أساسي . وأشارت إلى أن سيناء تحولت إلى ساحة لتجمع الإرهابيين من مختلف قوى التطرف وباتت تمثل تهديدا للأمن القومي المصري بل للأمن القومي العربي الذي بات هو أيضا مهددا في أكثر من موقع من الجماعات إياها. ونوهت بأن سيناء كانت على مر التاريخ البوابة الشرقية للأمن المصري وخط الدفاع عن دول المشرق العربي..أما الآن فقد تحولت إلى " دفرسوار " يستخدمه طابور خامس من المسلحين المتطرفين الخارجين على القانون و موئل لشذاذ الآفاق من المرتزقة واللصوص وقطاع الطرق والمهربين الذين تصب أعمالهم في مصلحة إسرائيل. وقالت..لابد أن نعترف أن أخطاء قاتلة ارتكبت على مدى الثلاثين عاما الماضية بحق سيناء أسهمت في تحولها إلى خنجر في ظهر مصر.. لافتة إلى تجاهل مشاريع و خطط فتح سيناء أمام الاصلاح الزراعي والتنمية والعمران وهي مؤهلة لذلك و نقل الملايين إليها من بر مصر لتصبح مساحة حية ترفد مصر بالقوة و تتحول إلى قلعة متقدمة تحمي الأمن المصري. ونبهت " الخليج " في ختام افتتاحيتها إلى أن سيناء تحولت إلى بيئة حاضنة للتطرف ما يستدعي إعادة نظر شاملة ووضع خطط عملية سياسية واقتصادية وأمنية لاستعادة سيناء وتحريرها من " دفرسوار " الإرهاب. خلا / زا /. تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/ز ا