في جناحها في المعرض الدولي الخامس للاختراعات في الشرق الاوسط في خيمة النادي العلمي بمنطقة الزهراء في الكويت، تقف نورة سعيد محمد الشحي بابتسامة ترحيب في استقبال عشرات من طلبة المدارس، والمخترعين الصغار والكبار، والمهتمين تشرح لهم فكرة اختراعها "شتاء بلا ضباب"، والذي نال الميدالية البرونزية في المعرض وأهدتها نورة إلى قيادةوشعب الإمارات، وهو عبارة عن دائرة الكترونية لتقليل نسبة الضباب في الشارع وتهدف الى تقليل المخاطر الناجمة عن الضباب، خاصة في ما يتعلق بالحوادث المرورية . وعن اختراعها الذي تنافس من خلاله عشرات المبتكرين الذين قدموا من أنحاء الوطن العربي والعالم تتحدث نورة بحماسة إلى رواد جناحها الذي يقع في موقع استراتيجي إلى اليمين من مدخل خيمة المعرض مباشرة لتكون أول من يستقبل رواد المعرض الدولي الذي يحظى باهتمام كبير . شتاء بلا ضباب وتعبر نورة مدرسة مادة الفيزياء في مدرسة نورة بن سلطان للتعليم الثانوي برأس الخيمة عن سعادتها البالغة بالوجود وسط هذا الكم من المبدعين من مختلف أنحاء العالم، من أمريكا واليابان وكوريا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا، فضلاً عن مختلف بلدان العالم العربي، ودول مجلس التعاون الخليجي، ويعد المعرض فرصة لتعريف العالم باختراعها، وتقول اعترف بأنني كنت مترددة في البداية عندما تلقيت الدعوة من مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بسبب ضيق الوقت وامتحانات الثانوية، الا أنني سرعان ما نفضت الكسل وتحمست للمشاركة، وبحق كان الافتتاح رائعاً، وحضور سفير الامارات لدى الكويت الذي أبدى اهتمامه الشديد واستعداد السفارة لتذليل اي عقبات تواجهنا، كما أبدى وزير الاعلام الكويتي اهتمامه واستفدت كثيراً من التجربة ومن الخبراء الموجودين . وقالت نورة إن هذه هي مشاركتها الاولى في معرض بهذا الحجم خارج الإمارات إلا أنها سبق وشاركت في مؤتمر للملكية الفكرية في الشارقة في إبريل/نيسان الماضي، مؤكدة أن مشاركتها في معرض الاختراعات الدولي الخامس منحها خبرة، وتجربة اكبر وحماسة للانطلاق بمشروعاتها نحو المستقبل . وأكدت أن أهمية المعرض تكمن في أنه يتيح في هذه الدورة اللقاء المباشر بين المخترعين والمستثمرين والشركات الكبرى ويتيح لهم فرصة عرض أفكارهم ومشروعاتهم المبتكرة وبحث إمكانات تنفيذها وفرص تمويلها، لافتة إلى أنها التقت بالفعل بالعديد من الجهات وتعرفت إلى العديد من المستثمرين ورجال الأعمال الذين عرضت عليهم أفكارها وكانت اللقاءات مثمرة للغاية . وعن اختراعها قالت نورة: إنه عبارة عن دائرة الكترونية وظيفتها تقليل نسبة الضباب الحاصل في الشوارع والمؤدي الى زيادة نسبة الحوادث المرورية، وتعمل هذه الدائرة بالطاقة الشمسية عبر خلايا شمسية حفاظاً على الطاقة الكهربائية، حيث تعمل الطاقة الشمسية على إدارة المروحة المتصلة بدائرة حساس يتحسس الرطوبة ويعمل كمفتاح للدائرة الكهربائية . وأضافت: عند وجود الضباب فإن الحساس الذي يعمل كمفتاح للدائرة الكهربائية يعمل على إغلاق الدائرة مؤدياً الى دوران المروحة بفعل الطاقة الشمسية المختزنة في الخلية الشمسية وبذلك تدور المروحة وتعمل بدورها على تحريك جزيئات الضباب منتجة طاقة حرارية، نتيجة تصادم جزيئات الضباب ببعضها بعضاً مما يؤدي الى تبخر وإبعاد الضباب عن الشوارع وتقليل حوادث المرور . ويمكن استبدال المروحة بمدفأة تبعث الطاقة الحرارية تكسبها لجزيئات الضباب حتى ترفع من درجة حرارتها، مؤدية الى تبخيرها ويتم تركيب المروحة أو المدفأة على أعمدة الإنارة نفسها الموجودة في الشوارع حتى نبعد الضباب وتتضح الرؤية لمرتادي الطريق . صراف البريد الآلي تركنا نورة تشرح فكرتها لرواد جناحها وتوجهنا إلى الجناح الملاصق، والذي لم يكن أقل حظاً في الإقبال الجماهيري من رواد المعرض، وهناك التقينا رجل الأعمال والمخترع الإماراتي عبدالله حمد سعيد الجنيبي الذي استقبلنا بالإشادة بالمعرض والتنظيم، مؤكداً انه ناجح بكل المقاييس، وأثنى الجنيبي على الاهتمام الذي وجدوه من سفير الامارات لدى الكويت والسفارة . وأكد الجنيبي أن مشاركته باختراعه صراف البريد الآلي جاءت بدعوة من مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، مثمناً الدور الذي يقوم به المكتب في دعم ومساندة المبتكرين الخليجيين اصحاب الأفكار البناءة، ومشيداً بالفرصة التي يتيحها المعرض الدولي الخامس للاختراعات في اللقاء المباشر بين المخترعين والمبتكرين والمستثمرين ورجال الاعمال والشركات الكبرى . واعتبر أن المشاركة كانت مفيدة للغاية في هذا المحفل الدولي المهم الذي يضم أصحاب الأفكار المبتكرة من جميع أنحاء العالم، مؤكداً أن المعرض أكثر من رائع، والتنظيم ممتاز من حيث حجم المشاركة وعدد ساعات العرض ونوعية الزوار والاهتمام الكبير بالمخترعين والمخترعات على السواء، شاكراً الدعوة الكريمة من مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون لدول الخليج العربية للمشاركين من الإمارات . وعن اختراعه المشارك "صراف البريد الآلي" أكد الجنيبي انه بالغ الأهمية وهو عبارة عن تطوير خدمة البريد العادي الحالي عبر استخدام أنظمة آلية، وتقنية متكاملة لتسليم الرسائل الواردة إلى الاشخاص والمؤسسات عن طريق صراف آلي بريدي مماثل للصراف الآلي للنقود "ATM" مرتبط بنظام تخزين آلي للرسائل ويمكن أن يخدم البريد المركزي أو المناطق البريدية حسب كل موقع على حدة . وقال الجنيبي إن النظام المبتكر متطور ومرن ويتماشى مع تقنية العصر من إرسال رسائل نصية بورود البريد أو أي معلومات خاصة بالمشاركين وكذلك يمكن للمشترك استخدام الانترنت للاشتراك في الخدمة أو إلغاء اشتراكه أو تغيير منطقة استلام البريد أو غير ذلك . ويمتاز النظام باستغلال المساحات البريدية حيث تكفي مساحة 2*2م لتخزين صناديق بريدية لعدد مائة الف مشترك، ومساحة غرفة 4*4م لتخزين صناديق بريدية لخمسة آلاف مشترك، وتصلح المساحة الاولى لنظام البريد المركزي الآلي والثانية لبريد المناطق . كما يمتاز النظام أيضاً بعدم احتكار صندوق بريد واحد لمشترك واحد طيلة العام كما هو الحال في النظام التقليدي الحالي حيث يكون مجرد فراغ ويمكن استغلال صندوق البريد لمشترك آخر، ويعتمد النظام كاملاً على أنظمة سوفتوير تدير النظام بالكامل وتتواصل مع المشترك بالهاتف النقال او البريد الالكتروني "الا يميل"، ويمكن للأفراد او المؤسسات التسجيل في خدمة البريد إلكترونياً وتغيير مكان استلام الرسائل، أو إلغائها إلكترونيا أيضاً .