كما هي عادة الأميركان في شن حرب إعلامية قبل البدء بعدوان عسكري، فمنذ اللحظات الاولى لإذاعة خبر الهجوم الكيمياوي المزعوم على ريف دمشق والفضائيات الخبرية والمواقع الالكترونية والنشطاء في شبكات التواصل الاجتماعية، شمروا عن سواعدهم لتهيئة الرأي العام لعدوان عسكري. طهران (فارس) واتخذت الحرب الإعلامية الغربية ثلاث مراحل تولى الإعلام الغربي وبعض وسائل الاعلام العربية في أولها تهييج المشاعر عبر إظهار مدى الظلامة بنشر صور القتل الجماعي (التي أكدت بعض المصادر أنها كانت معدة مسبقا قبل الضربة) بشكل مكثف لاسيما صور الأطفال وقال: "في بيئة كهذه يغيب المنطق ولا يتساءل أحد ما الذي يدفع الجيش السوري وهو المنتصر لاستخدام سلاح دمار شامل". أما في المرحلة الثانية فيتم تذكير اوباما وإدارته (حسب التحليل) بالخط الأحمر المحدد لسوريا، مشيرا إلى تصريح "جورج فريدمان" مدير معهد استراتفور حيث قال: "اوباما لم يضع الخط الأحمر إلا بضغط صهيوني عربي وهو يعلم أن الحكومة السورية لن تتخطاه". وشدد فريدمان على أن الإرهابيين هم الذين أوحوا بأن النظام هو الذي استخدم الكيمياوي ما حتم على اوباما دخول حرب لا رغبة له فيها وقال: "الإعلام وضع الإدارة الأميركية في موضع المجبر على الرد وأن عدم الرد سيفسَّر بالضعف وضياع الهيبة الدولية مضافا إلى التغطية الإعلامية المكثفة لتصريحات المسؤولين الغربيين حول ضرورة الرد". وبخصوص المرحلة الثالثة فقد بدأت وسائل الإعلام بالحرب الإعلامية قبل بدئها على الأرض ما جعل الرأي العام ينتظر انطلاق أول صاروخ في كل لحظة وأضاف: "بات الرأي العام وكأنه يطالب بالحرب بشكل غير مباشر بحيث حتى لو تراجعت أميركا عن موقفها فسيصعب عليها إعلان هذا التراجع". وفي ظروف كهذه لن تبدو الحرب اللامشروعة المفترضة على الشعب والحكومة السورية مشروعة فحسب بل ستغيّب خلف أعمدة دخانها جميع ما سيقترف فيها من جرائم. وحول ما ينبغي على الإعلام المقاوم صنعه في حرب إعلامية غير متكافئة قدم التحليل جملة توجيهات مثل: التأكيد على أدلة زيف مزاعم استخدام الحكومة السورية للكيمياوي. التذكير بزيف الادعاءات التي أدت لتجحفل القوات الأميركية والبريطانية في العراق. رفع معنويات كوادر المقاومة. التشديد على عدم السكوت على الضربات المحتملة على سوريا وتوضيح سبل الرد القاسي للجيش السوري والمقاومة الإسلامية. تبيين أبعاد الاتحاد الأميركي-التكفيري بعد مضي 12 سنة على ما يسمى ب"الحرب على الإرهاب". كشف التداعيات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية للحرب على الشعب السوري. كما ونصح التحليل الإعلام المقاوم بتبني المحاور التالية في حال وقوع الحرب: نشر ما يعكس مظلومية الشعب السوري لاسيما المدنيين من صور. مناقشة تاريخ أميركا العريق في تأجيج الحروب والإجرام. تغطية أبعاد رد المقاومة والخسائر التي تكبدها المعسكر المقابل. رفع معنويات المقاومين. ومشيرا إلى أن أهم انتصار إعلامي حققته كوادر المقاومة في حرب غزة الأخيرة كان عبر شبكات التواصل لاسيما تويتر، ذكر التحليل: "لا يتسنى في هذه الشبكات وضع الأخبار الواقعية في متناول المتلقين من جميع أنحاء العالم فحسب، بل يمكن عرض الصور والأفلام المتعلقة بالخبر أيضا". وأكد على أن الطرف المقابل يتمتع بإمكانيات أضخم في مجال الإعلام مضيفا: "لكن من الممكن نقل الواقع السوري عبر هذه الإمكانيات الطفيفة وهو ما يقع على عاتق كل من يعتبر نقل الحقيقة ضمن مهمته الصحافية".