أعلن السفير اليمني السابق في دمشق عبدالوهاب طواف تشكيل " الحراك الشمالي لتحقيق الانفصال " ، قائلا ان هذا الحراك سيتم الاعلان عنه في مؤتمر صحفي في 26 سبتمبر الحالي . السفير طواف وهو من أبرز المقربين من اللواء علي محسن الأحمر وقدم استقالته من منصبه كسفير لليمن في دمشق يوم انشقاق اللواء علي محسن في 21 مارس 2011 ، يتحدث في هذا الحوار مع "الأمناء" عن حراكه الجديد وأهدافه ومطالبه وعن رؤيته لواقع ومستقبل الحراك السلمي الجنوبي . أجرت "الأمناء" هذا الحوار مع السفير طواف لتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع ، وقد ضمنا له عدم حذف أي مقطع من كلامه قد يعتبر مسيئا بشأن الجنوب وحراكه السلمي انطلاقا من رسالتنا الاعلامية التي ترفض التعتيم على الاخر مهما كان الاختلاف معه في وجهات النظر . حاوره : عبدالرحمن انيس 1 – ما موقفكم في الحراك الشمالي من الحراك الجنوبي وهل جاء الحراك الشمالي لاجهاض حراك الجنوب ؟ تأسس الحراك الجنوبي على أسس صحيحة وقضايا مطلبية مشروعه، إلا انه سرعان ما أنحرف عن أهدافه وظهرت أهداف شخصية ومطالب غير واقعية لقضايا ليست صحيحة، وصار الحراك منصة لبث الفرقة والكراهية بين أبناء اليمن، كما تحول ليكون أداة إبتزاز وتكسب مالي وسياسي لخدمة قيادات محددة على حساب معاناة وآلام المواطن المغلوب على أمره. أما حراكنا الشمالي فخرج من رحم المعاناة والظلم ولي عنق الحقائق والكذب الممنهج والقتل والسحل ومصادرة حقوق المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية الذين أستقر بهم الحال في المحافظات الجنوبية، كما جاء الحراك لتوقيف عجلة الإبتزاز لأبناء الشمال بأسم الإنفصال، وتوقيف عبث العابثين والناهبين لخيرات الوطن، كما جاء الحراك كمطلب شعبي ملح، لتعريف المواطن في المحافظات الجنوبية أن هناك كذب ودجل وتدجيل عليه من قبل من يسمون أنفسهم أوصياء على الجنوب، كما أن الهدف الأسمى من ولادة الحراك، هو السعي لإيجاد وحدة بأسس عادلة بعيداً عن المزايدات والمناكفات السياسية والإبتزاز المالي والسياسي على أبناء الشمال، أو السعي لفصل الشمال المرهق من تلك الممارسات الغير مسئولة من قبل قيادات الإنفصال في الجنوب، وعدم القبول بتمديد الوضع الحالي لعدة سنوات أخرى كما تعمل على ذلك قيادات الحراك، لاستمرائهم الوضع الحالي، لأن الوضع الحالي أرهق وأفقر الشمال لصالح مجموعة صغيرة من المبتزين في الجنوب. 2 – الا ترون ان استقلال الجنوب سيخلق مشكلة اقتصادية في الشمال ؟ لا بالعكس، سيخلق استقرار ورخاء وبناء دولة بعيداً عن الإبتزاز والمتاجرة بآلام الناس، كما سيحقق نزع الظلم عن المواطن في الشمال من قبل المزايدين في الجنوب، فلا تنسى ان الوضع الاقتصادي في الشمال قبل الوحدة كان أفضل من الجنوب بعشرين ضعف، حسب تقديرات الأممالمتحدة عام 1990، كما أن الشمال يمتلك من الثروات الكثير ومن الموقع الجغرافي الذي يؤهله أن يكون أفضل من السابق، كما أن هناك من القيادات والنخب السياسية والعلمية ما يفوق حاجة الوطن. 3 – ما هي برأيكم الحلول العادلة للقضية الجنوبية ؟ عودة قادة الحراك والقيادات الجنوبية إلى جادة الصواب والبعد عن المزايدة وتزييف الحقائق في ما يخص الحقوق المطلبية للمواطن الجنوبي، لأن الكثير من تلك المطالب لا يوجد لها أساس. كما أن الحلول تستدعي النظر بجدية ومصداقية لأي مظالم تمت وكشفها للرأي العام ومعالجتها وتعويض المظلومين عن أي ظلم تم عليهم، ومن الحلول الأعتراف ان المحافظات الجنوبية تدار من قبل أبناء الجنوب أنفسهم، والدولة بيد الجنوبيون، وأبناء الشمال راضين بكل ذلك من أجل الوحدة، كما أن الحلول تكمن في توقيف الظلم الممنهج على أبناء الشمال في الجنوب وتوقيف مصادرة أملاكهم وطردهم من الجنوب والتوقف عن الممارسات الإبتزازية والمتاجرة والنهب لخيرات اليمن تحت مسميات كثيرة مثل الإنفصال وسرقة الثروات، فالكل يعلم أن الجنوب كان في حالة فقر مدقع في عام 1990، وكان خيرة أبناءه عايش في الشمال ومشرد في باقي دول العالم، نتيجة الإدارات السيئة التي حكمت الجنوب وأستباحت الإنسان والأرض والحجر والشجر، وكان تجار الجنوب يعيشون في الخليج ولا يقدرون دخول الجنوب لخوفهم على حياتهم، أما شركات البترول فلم تدخل الجنوب إلا بعد الوحدة، وبصريح العبارة كانت الوحدة طوق أمل ونجاة للجنوب من الإنهيار المالي وحدوث مجاعة تقضي على ما تبقى من أهله الكرام، نتيجة حكم الإشتراكي، كما لا تنسوا أن دولة الوحدة سددت 7 مليار دولار كانت ديون على الجنوب، وأوجدت نهضة عمرانية وتنموية على حساب الشمال، ولم يكن في الجنوب سواء ما أقامة الأستعمار البريطاني من مشاريع قليلة. 4 – تعتبرون من أبرز المقربين من اللواء علي محسن الأحمر ، هل له صلة بدعوتكم لانفصال الشمال ؟ لا. 5 – عملتم لسنين طويلة سفيرا لنظام صالح ، كيف تقيم الرئيس السابق من خلال عملك سفيرا لنظامه ؟ له كثير من الإيجابيات والسلبيات، ومن سلبياته إدارته السيئة لليمن ولملف الوحدة. 6 – إلى أي مدى ممكن ان نعتبر دعوتكم لانفصال الشمال واقعية وليست مناكفة سياسية ؟ إذا لم نجد وحدة عادلة تضمن حقوق أبناء الشمال في المحافظات الجنوبية، كما هي مضمونة لأبناء الجنوب في المحافظات الشمالية، ولم يتم توقيف الأستهداف الممنهج لأبناء الشمال في الجنوب، وتوقف الإبتزاز والعبث والإفقار الممنهج لمقدرات اليمن من قبل نهابة ومتفيدين وتجار حروب، فإن الإنفصال هو المخرج الآمن والضامن لكرامة أبناء الشمال ولمقدراتهم ومستقبل أولادهم، خصوصاً أننا نجد أن الوحدة جاءت بالخير للجنوب والإفقار والظلم والمهانة لأبناء الشمال. فنحن مع وحدة بأسس عادلة، أو إنفصال حالي وليس بعد سنوات. 7 – هل تقف وراء دعوتكم أياد محلية أو خارجية ؟ الظلم والإبتزاز والمتاجرة والنهب لخيرات اليمن، وتعميق الخلافات بين النخب السياسية في المحافظات الشمالية والقتل والتشريد ومصادرة حقوق ابناء الشمال في الجنوب، وطردهم من أملاكهم ووظائفهم وأستهدافهم في الجنوب، وأستمرار القيادات الجنوبية في حكم اليمن والتنعم بخيرات صنعاء وطرد أبناء الشمال وإهانتهم في عدن، وعدم الإعتراف بأي جميل وحق لأبناء الشمال، هذه بعض الأيادي التي تقف خلف حراكنا المقدس. 8 – باعتقادك ما الذي يمنع الجنوبيين في الوقت الراهن من استعادة دولتهم ؟ هم أنفسهم، فقيادات الإنفصال لا يريدوا وحدة ولا يريدوا إنفصال، بل يريدوا استمرار الوضع كما هو، من حيث الإبتزاز والتكسب المالي والمتاجرة بأسم الإنفصال والإثراء غير المشروع بأسم المواطنين في المحافظات الجنوبية، ونحن نرى أنه إذا كان كل المواطنين في المحافظات الجنوبية مع الإنفصال، فيامرحبا، ونرحب بذلك في أقرب وقت ممكن. 9 – كيف تقيم مسيرة الحراك الجنوبي منذ انطلاقته في 2007م ؟ فقد مصداقيته وتعاطف الداخل والخارج، نتيجة إنحراف أهدافه، وجعله منصة للظلم وبث الكراهية وتزييف الحقائق وإهانة أبناء الشمال والكذب والتدليس على الجيل الجديد في الجنوب، وعلى المجتمع الدولي. 10 – ما هي توقعاتك لمستقبل الجمهورية اليمنية ؟ حسب المعطيات الحالية، مستقبل قاتم وغير واضح المعالم. 11 – رسالتك للجهات التالية : – علي سالم البيض – علي عبدالله صالح – عبدربه منصور هادي – علي محسن الأحمر – محمد سالم باسندوة – د. ياسين سعيد نعمان – عبدالملك الحوثي – حميد الأحمر ؟ . أتقوا الله في الناس الغلابة في اليمن، شماله وجنوبه. . 12 – كلمة أخيرة تودون قولها ؟ إذا تم الإنفصال فسيدخل الجنوب في حروب طاحنة لا تبقي ولا تذر، وسيفتضح من يقدم الوعود البراقة للناس أن الجنوب سيكون الخليج الجديد، وستنفصل حضرموت والمهرة وشبوه وسقطرة، وستبقى عدن والمحافظات المجاورة في حروب وصراعات على السلطة. ونسأل الله أن يمن على اليمن بالخير والبركة والقيادة الصالحة، كما أسأل الله أن يهدئ الأمور في الشمال والجنوب ويحفظ كرامة كل يمني في شمال الوطن و جنوبه، وأن يحفظ الجنوب إن تم الإنفصال ويعز أهله الكرام.
