عبر التاريخ ولسنوات طويلة كانت مصر دائمًا وأبدًا مقبرة للغزاة، ولمعرفة هذه الحقيقة أدعو كل من ادّعى أنه فقد الذاكرة أو تجاهل رؤية الحق والصواب الرجوع إلى كتب التاريخ لمعرفة من هم أولئك الغزاة الذين قدموا إلى مصر عبر تلك السنوات الماضية سواء عن طريق حدودها البرية وبصفة خاصة الشرقية منها أو القادمين إليها عبر شواطئها البحرية وهم في كامل غطرستهم وعتادهم الحربي ظنًا منهم أن باستطاعتهم احتلالها أو زعزعة أمنها واستقرارها ولم يدرك أولئك الغزاة أنهم كانوا ذاهبين إلى قبورهم التي كانت في انتظارهم على أرض مصر. والآن يحاول بعض أحفاد أولئك الغزاة لعب دور آبائهم وأجدادهم ولكن بصورة حديثة مع عدم اختلاف الأهداف. وإذا استطاع في الماضي بعض الغزاة تدمير بعض القرى أو المدن أو المنشآت فإنهم في واقع الأمر قد فشلوا فشلًا ذريعًا في تدمير إرادة وصلابة المواطن المصري في الدفاع عن نفسه وأرضه بكل قوة وشجاعة وفي تمسكه بمبدأ الوسطية في فهمه وتعامله مع دينه السمح.ليعلم هؤلاء الغزاة الجدد أنه ليس أمامهم سوى اختيار الطريق الصحيح الذي يعتمد على مبدأ الشراكة والندية والمصالح المشتركة في التعامل بكل احترام وتقدير مع مصر الحضارة ومع شعبها العظيم. أما إذا اتخذوا طريقا عكس ذلك فلا بأس من قدومهم للحاق بآبائهم وأجدادهم في قبورهم. إن أحداث العنف الدامية والمؤلمة والمؤسفة حقًا والتي تجري على أرض الكنانة تشير بكل وضوح إلى أن التاريخ يعيد نفسه وهذا قدر مصر العظيمة وقدر أبنائها الشرفاء والمخلصين وسوف يسجل التاريخ الحديث بأن أرض المحروسة ستكون بإذن الله وبصمود ووحدة شعبها قبورًا للإرهابيين باختلاف جنسياتهم واتجاهاتهم وأهدافهم بعد أن ضاعت منهم تحقيق تلك الأحلام أو التطلعات التي يحملونها بين صدورهم لعشرات السنين والتي فقدوها من خلال ممارساتهم وسياساتهم الخاطئة طوال السنوات الماضية على أرض الكنانة. إن هؤلاء الإرهابيين وأولئك الذين يقفون معهم ودعمهم بكل الوسائل والطرق غير المشروعة يذكرونني بنيرون الطاغية الذي أحرق روما بعد أن استعبد شعبها وأخفق في حكمها ثم جلس يغني ويقول أنا وليكن من بعدي الطوفان!! إن هؤلاء الإرهابيين بكل تأكيد لا يقرأون التاريخ، ولا يعلمون أنه لن يكون لديهم الوقت الكافي للغناء كنيرون، ولن يكون أيضًا من بعدهم الطوفان بل سيكون من بعدهم بإذن الله الأمن والاستقرار وعودة الاقتصاد وعجلة الإنتاج والاستثمارات والسياحة أقوى وأفضل مما كانت عليه، وكذلك الحال بالنسبة لعلاقات مصر بجميع الدول التي تحترمها وتحترم إرادة شعبها، وسوف تعود الطمأنينة والابتسامة على وجه المواطن المصري بصفة خاصة والمواطن العربي بصفة عامة. لن يكون أمام هؤلاء الإرهابيين إذا ما استمر إصرارهم ومحاولاتهم اليائسة لإحراق -لا سمح الله- الأخضر واليابس على أرض مصر سوى اختيار طريق واحد فقط وهو العيش بأمن وسلام. أما إذا كان قرارهم عكس ذلك فإنني أقول لهم اتركوها لمن يستحق العيش فيها فإن أرض الله واسعة فهاجروا إليها لعلكم تجدون فيها من يرحب بكم. وأخيرًا أقول لهؤلاء الإرهابيين: إن ما تقومون به من قتل أو إشعال للحرائق أو ترويع للمواطنين مجرد فقاعات في الهواء أسقطت معها جميع الأقنعة عن وجوه الشر القبيحة. ليعلم الجميع في الداخل والخارج أن مصر لن تحترق أبدًا بإذن الله، بل ستكون مقبرة للإرهاب كما كانت في الماضي مقبرة للغزاة. حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.