في الآونة الأخيرة درج بعض مديري المدارس في مراحل التعليم العام المختلفة الى وضع شروط من عند انفسهم لقبول الطلاب في المدارس لديهم.. فمنهم من يحدد نسبة معينة لا يقبل طالبا في المدرسة التي يديرها الا اذا حقق الطالب تلك النسبة، مع ملاحظة أن هذه الشروط التي قد يشترطها هؤلاء لم توضع من قِبَل إدارات التعليم وإلا كانت المسؤولية تقع على كاهل هذه الإدارات. نسي هؤلاء المديرون الفروق الفردية بين الطلاب، والتي لو لم توجد لانعدم التنافس بينهم، ولأصبحوا قادرين على التعلم في منازلهم بدلا من الذهاب إلى المدارس. في الأعوام السابقة وحتى عهد قريب لم نكن نسمع عن أن التقديرات توضع في شهادات المتخرجين في التعليم العام، حيث أصبح الطالب توضع له درجة نجاحه من «مقبول أو جيد أو جيد جدا أو ممتاز» وكان الكل يتلقى تعليمه ويلتحق بالجامعات وفق رغبته ولا غضاضة في ذلك، وإذا كنا قد وصلنا في الوقت الحاضر الى قصر قبول الطلاب وفق نسب معينة تحددها الجامعة ومن ثم ظهرت افواج هائلة من غير الملتحقين بهذه الجامعات مما نشأ عنه تسرب أعداد كبيرة من خريجي الثانويات «التعليم العام». قد يقبل هذا الوضع لظروف معينة بأن يتسرب الطلاب بعد أن يكونوا قد اكملوا التعليم العام، ولكن الطامة الكبرى هي انه بتصرف هؤلاء المديرين بعدم قبول ابنائنا ووضع شروط لقبولهم بمدارس التعليم العام قد نشأت الكراهية لدى بعض الأبناء للتعليم مما أدى إلى إتاحة الفرصة لهم في التسرب منه. بقي أن هؤلاء المديرين الذين يضعوا العراقيل أمام الطلاب ويحرموهم بها من القبول نسوا أن المدارس أنشئت من أجل تعليم كل أبناء الوطن، الجيد والضعيف، المهذب وغير ذلك، وعلى مدارسنا تهذيب سلوك المنحرف وإعداد هذا الضعيف الإعداد الملائم. ثم ان افراد هذه العينة تناسوا أنهم مروا بهذه المراحل، فالطالب قد يكون في فترة ضعيفا علميا وفي فترة اخرى نراه وقد تفوق وحسّن من مستواه. من هنا اقول لهؤلاء المديرين فلتتقوا الله في فلذات الأكباد ولتفرحوا اذا تلقيتم طالبا ضعيفا علميا ونقلتموه من الضعف الى القوة في علمه، أو جاءكم طالب غير محبوب السلوك وتلقيتموه بالتعليم حتى نقلتموه من تلك الحالة الى السلوك السوي، فهذا هو دوركم تجاه هؤلاء الابناء، وتجاه أمتكم ووطنكم. محمد المختار الشنقيطي - المدينة المنورة