فكري قاسم i ذات نشوة (قات) تخيلتُ نفسي ولا رئيس وزراء العالم! لدرجة نسيتُ كل مشاكلي ورحت أخطط وأبحث عن فكرة أستطيع من خلالها أن أكرِّم وأخلِّد أسماء عمالقة الإبداع في البلد. i خطرت على بالي أول الأمر فكرة (صك) صورة ولو واحد منهم على وجه العملة النقدية. وهو يعني الإنجليز- لما صكوا على وجه الجنيه الإسترليني صورة "تشارلز ديكنز" جنباً إلى صورة المكلة اليزابيت، أحسن مننا بأيش؟! على الأقل هم نصارى، أما نحن فمسلمون والجنة حقنا ..! كما وأن الفرنك السويسري المصكوك عليه صورة (لويس فافر) ليس أكثر وجاهة من الريال اليمني، وإذا كان تكريم فافر جاء كونه أول من حفر نفقاً ضخماً في جبال الألب، وربط سويسرا بالأراضي الإيطالية،فإن مبدعينا (ربطوا) على بطونهم وعيونهم وأفواههم، وعاشوا لسنوات مُربّطين مثل الجن ؟! i لقد تحمست لذلك المشروع المهم والخطير، ورُحت أسطر قائمة طويلة بأسماء أهم المبدعين والمبدعات، الذين سأصك-وبالقرعة- صور أهم اثنين منهم على العملة اليمنية، غير أنني أول ما تذكرت أن القات الذي يلوكه فمي يومها كان " سَلَفْ" كرهتُ الكل، واقتنعت أن أهم شيء أصك على وجهي العملة - الملعونة بنت الملعون- صورة ياسين المقوت ، واهجع. (سأحدثكم لاحقا عن ياسين المقوت) . المهم ، لم أزل منتشيا – وأنا ألعب في الديوان دور رئيس الوزراء – ومع إشعال السيجارة العاشرة نطت إلى ذهني فكرة جهنمية لتكريم مبدعينا في اليمن، وهمست في نفسي : نقاط التفتيش هي الحل. فهي على كثرتها على طول وعرض البلاد، ستتيح لي مجالا واسعا لتكريم الكل، دون استثناء . سأسمي كل نقطة تفتيش باسم واحد من المبدعين و" اتخارج" . وبدأت ادرس المشروع بشكل جاد .. لكن خسارة، يبدو أني كلما توصلت إلى فكرة، تنط سريعا إلى ذهني جملة من العراقيل، أهمها أنه ليس بوسعي إقناع العسكر أن حب الوطن لا يعني بالضرورة الوقوف انتباه أمام كل برميل ميري على الخط! إذ إن هناك قيادات عسكرية تستحق أن نقف لها انتباهاً، وأخرى تستحق أن نقول لها: كافي لصوصية ياسرق . (يتبع غدا................) *اليمن اليوم