تسعى وزارة السياحة والآثار الفلسطينية في غزة، جاهدةً إلى دحض مزاعم الكيان الإسرائيلي بوجود تاريخ وحضارة له على أرض فلسطين؛ حيث تواصل رغم قلة الإمكانات عمليات التنقيب والحفريات. غزة (فارس) وأكد وكيل الوزارة محمد خلة، أن عمليات التنقيب التي تسعى لإثبات الهوية العربية لأرض فلسطين، ودحض ادعاءات الاحتلال بأحقيته في هذه الأرض، إضافةً إلى محاولة إنقاذ كثير من الآثار التي قام الإسرائيليون بتدمير جزء منها، والاستيلاء على الجزء الآخر. ولفت إلى أن الوزارة تعمل جاهدةً بكل ما لديها من إمكانات لجمع المقتنيات الأثرية وحفظها وتوثيقها، وعرضها لكافة شرائح المجتمع من أجل التوعية والتثقيف بحضارة وعراقة الشعب الفلسطيني"، مبيِّناً حرصهم على تطوير واقع القطاع الأثري وتشجيع الاستثمار فيه. وقال خلة: "رغم قلة الإمكانيات وبدائية المعدات المتوفرة في أماكن العمل، إلا أنه تم انجاز مشاريع عدة بنجاح، وتم اكتشاف عدد كبير من القطع الأثرية الثمينة التي تسهم في تطوير القطاع الأثري بغزة، إلى جانب خلق فرص عمل لعدد كبير من العاطلين عن العمل". وأشار إلى أن أكبر أعمال الحفريات والتنقيب التي تشرف عليها وزارة السياحة والآثار تتم في تل رفح الأثري جنوب قطاع غزة، موضحاً أن هذا المشروع هو الأهم على الإطلاق. وكان أبرز ما أُعلّن عنه من خلال عمليات التنقيب والحفريات في مشروع تل رفح الأثري، اكتشاف العديد من اللقى والقطع الأثرية والآثار الثابتة التي تعود إلى العصور التاريخية القديمة كالعصر الكنعاني والروماني. وبحسب مدير مشروع التنقيب في تل رفح الأثري أسعد عاشور، فإن المشروع الآن في الموسم الرابع من مراحل التنفيذ. واستعرض عاشور أهم المكتشفات التي توصل إليها المشروع، وتضمنت لقى أثرية وآثار ثابتة، حيث كانت أهم الآثار التي تم الكشف عنها فرن طابون من الفخار في إحدى الجدران، يعود إلى عصور تاريخية قديمة. أما اللقى الأثرية التي عثر عليها – بحسب مدير مشروع التنقيب - فقد كانت عبارة عن عدد من الجرار والأواني الفخارية والطينية القديمة، كما عثر على قطع عملات نقدية برونزية وصخور بازلتية، إضافةً إلى وجود بقايا من عظام وأسنان لحيوانات كان منها عظام فك لحيوان ضخم. تجدر الإشارة إلى أن مشروع التنقيب في تل رفح الأثري بدأ العمل به منذ عامين بعد اكتشاف العديد من القطع الأثرية الثمينة، ويعتبر الموقع من أهم التلال الأثرية الموجودة في قطاع غزة، والذي تعاقبت عليه العديد من الحضارات والعصور التاريخية العريقة. /2336/