لا يزال الملف السوري يتصدر عناوين الصفحات الأولى للصحف الإسرائيلية، في ظل الحديث عن تراجع شبح الحرب في أعقاب المقترح الروسي، ومحاولات الخروج بصيغة متفق عليها في مجلس الأمن للتوصل إلى حل نهائي للأزمة. القدسالمحتلة (فارس) وعلى الرغم من حديث الرئيس الأميركي باراك أوباما عن كون المقترح الروسي قد يحمل تطورًا ايجابيًا، صرّح بأنه "ينبغي التعامل معه بتشكك"، وطلب في الوقت نفسه تأخير التصويت في الكونغرس على التصريح بضربات عسكرية ضد سوريا؛ بغية منح موسكو وقتًا لدفع دمشق على تطبيقه. على صعيدٍ ذي صلة، طالب السفير الأميركي في الكيان الإسرائيلي دان شابيرو، بلاده ب"عمل عسكري رادع ضد سوريا، في حال فشل الخيارات الدبلوماسية". وزعم شابيرو خلال كلمةٍ ألقاها له أمام معهد أبحاث الأمن القومي في "تل أبيب": إن "الهجوم الكيميائي في ال 21 من أغسطس/ آب ارتكبه النظام السوري، ومن المهم أن يقوم المجتمع الدولي بلجم استخدام الأسلحة الكيمائية". وأضاف: "إذا استطعنا القيام بذلك دون هجوم عسكري فهذا أمر مفضل، ولكن الردع بالقوة العسكرية ما زال مطروحًا على طاولة الكونغرس كخيار أمثل"، على حد تعبيره. ودعا شابيرو إلى عدم تخفيض الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، قائلًا: "لن نسمح للأمور التكتيكية بعرقلتنا، والرد يجب أن يكون بالقوة كي نمنع إمكانية عودة النظام السوري لاستخدام السلاح الكيماوي"، كما ادعى. بدورها، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية: إن "جزءً من الجمهور في "إسرائيل" غاضب على الرئيس الأميركي باراك أوباما لأنه يتلوى بخصوص الهجوم على سوريا، فيما يبدي جزءٌ آخر تفهماً لبواعثه، بينما يراقب البعض ما يجري في سخرية". وبحسب الصحيفة "يطلب كثيرون في "إسرائيل" أن يخرج أوباما فورًا في هجوم على – ما وصفته ب - "مجرم الحرب" الذي يرأس الدولة السورية". صحيفة "إسرائيل اليوم" من ناحيتها، نوهت إلى أن الحرب بين أوباما والأسد بدأت حتى وإن لم تسمع إلى الآن طلقة أميركية واحدة في سوريا"، موضحةً أن ما يجري حرب كلمات فأوباما يهدد بالهجوم، والأسد يعد في المقابلات الصحفية بالرد. ورأت في تقريرٍ مطول، أن "اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأسد نقل مخزون السلاح الكيمائي إلى أيدٍ دولية، سيكون هو الذي يخلص أوباما من الهجوم .."، مستدركةً: "لكن ينبغي ألا نتسرع، فما زالت رياح الحرب تهب نظريًا على الأقل". ولفت تقرير الصحيفة إلى أننا "ما زلنا بعيدين عن نهاية القصة، فليس واضحًا البتة ما الذي يريده أوباما، فهو كلما اقترب من اللحظة الفاصلة، ارتفعت الأصوات التي تدعوه إلى حل سياسي، رغم ما تبديه إدارته من تصميم على الاستمرار في الدفع قدمًا بالخيار العسكري في مواجهة سوريا". من جهتها، قالت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم:" إذا نجح الحل الروسي فسيكون هنالك من يزعمون أن خطط لكل شيء مسبقًا، وأن أوباما مضى حتى النهاية على عمد كي يعرض النتيجة التي يريدها، وليستخرج من الأسد تنازلًا كبيرًا دون أن يهاجم سوريا بالفعل". وعدّت الصحيفة الرد السوري الإيجابي على المقترح الروسي بأنه أمر غير مفاجئ، مضيفةً: "إذا تم إحراز تسوية آخر الأمر فإنه يحق للأسد أن يراها انجازًا، لا لأن أميركا لم تهاجمه فقط، بل لقوة التحالف الدولي الذي يدعمه والمتمثل في روسيا، الصين، إيران وحزب الله". /2336/