استمرارًا لمسلسل الدم الذي تعيشه سيناء، وتزامنًا مع ذكرى أحداث 11 سبتمبر الإرهابية، لقي أمس الأربعاء 6 جنود عسكريين من قوات الجيش المصري مصرعهم، وأصيب 17 آخرون بإصابات خطيرة أغلبهم من الجنود، في سلسلة هجمات إرهابية بسيارة مفخخة وقذائف الآر بي جي، استهدفت مقر المخابرات الحربية، تبعه إطلاق 3 قذائف صاروخية، محدثًة دويًا هائلًاُ في رفح بشمال سيناء, فيما قال المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة المصرية، العقيد أحمد محمد علي، إن «عناصر إرهابية شنت عملية غادرة باستخدام سيارتين محملتين بكميات كبيرة من المتفجرات، استهدفت عناصر التأمين في مدينة رفح شمال سيناء».. وأوضح المتحدث العسكري في بيانه «أن العملية أسفرت عن مقتل 6 من الأفراد العسكريين وإصابة 17 آخرين، بينهم 10 من العسكريين و7 مدنيين بينهم 3 سيدات إلى جانب تدمير عدد من المنشآت المدنية المحيطة بمنطقة الحادث». من جهتها، بدأت القوات المصرية بالتعاون مع قوات الصاعقة وخبراء للمفرقعات وعشرات المدرعات في تطويق المنطقة لمطاردة العناصر، التي قامت بالحادث، والقيام بحملات تمشيط واسعة النطاق حول مقر المخابرات الحربية، الذي تم استهدافه، وأغلقت المحال التجارية بتعليماتٍ أمنيةٍ، كما أغلقت القوات معبر رفح البرى بتعليمات سيادية حتى إشعار آخر من الاتجاهين، وقطعت خدمات الإنترنت والهواتف بجميع أنواعها.. ونشرت قوات الجيش المصري أفرادها فوق أسطح العمارات بحي الصفا، الذي شهد الحادث، كما تمكنت أجهزة الأمن من العثور على أشلاء جثتين، قد يكونان هما من قاما بحادث التفجير، فيما تشهد مدينة رفح الآن استنفارًا أمنيًا غير مسبوق، حيث وصلت تعزيزات أمنية ومدرعات للجيش، وعدد من قوات الأمن المركزي للقيام بحملات تفتيش ومداهمات تقوم بها القوات على عدد من المناطق والبؤر الإجرامية. من جهته، قال مصدر أمني، إن «محتويات القنبلة، التي انفجرت بالقرب من مبنى المخابرات، تحتوي على كميات كبيرة من المواد المتفجرة، أكبر بكثير من القنبلة، التي استهدفت موكب وزير الداخلية اللواء إبراهيم الأسبوع الماضي».. وأضاف المصدر (فضل عدم كشف هويته) إن «انتحاريًا هو من قام بتفجير السيارة المفخخة، بعد أن اقتربت من المبنى، وبعد لحظات سُمع دوى انفجار هز حي الصفا الموجود به المبنى بشكل غير مسبوق».. وأشار إلى أن حاث تفجير مقر المخابرات تم بنفس الطريقة، التي تم بها تفجير قسم الشيخ زويد منذ نحو 3 أسابيع، كما أن الحادث يأتي بالتزامن مع الحملة الأمنية المكبرة، التي تشنها قوات الجيش والداخلية، بعد مرور 5 أيام على بدء ضبط العناصر الإرهابية والتكفيرية، التي تتخذ من أرض سيناء مسرحًا لممارسة أنشطتها الإرهابية». بدورها، اعترفت جماعة «أنصار بيت المقدس» بتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الجيش خلال الساعات الماضية، مؤكدًة أنه تم تدمير سيارة «لاند كروزر» تابعة للجيش، مما أدى لمقتل عدد من الضباط والجنود.. وقالت الجماعة في بيان رسمي لها أمس الأربعاء، حمل عنوان «بيان بخصوص الحملة العسكرية الموسعة على أهالي سيناء «إنه» تم تدمير هامر عسكري بعبوة ناسفة ما أدى لمقتل 6 من عناصر القوات الخاصة».. مضيفة «تم استهداف 3 مدرعات بعبوات ناسفة، ما أدى إلى إعطابها ولم نتمكن من معرفة عدد القتلى أو الجرحى». إلى ذلك، قررت النيابة العامة المصرية أمس، الأربعاء، إحالة عدد من قيادات الإخوان من بينهم الدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة، ومهدي عاكف مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق، والدكتور أسامة ياسين وزير الشباب السابق، والدكتور محمد البلتاجي القيادي بالجماعة، والمهندس أيمن هدهد المستشار الأمني للرئيس المعزول، والدكتور محمود أبو زيد القيادي بالجماعة وعبد الرحيم محمد عبد الرحيم وأحمد شوشة وأبو بكر الصديق، وآخرين، إلى الجنايات في أحداث قتل المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد.. ووجهت لهم النيابة تهم التحريض على القتل والشروع في القتل، تنفيذًا لغرض إرهابي، والانضمام لعصابة مسلحة كان الإرهاب أحد وسائلها لتنفيذ أغراضها، والتحريض على حرق وإتلاف وتخريب منشآت عمومية، والتحريض على مقاومة رجال الشرطة، والتحريض على حمل أسلحة نارية. المزيد من الصور :