الجمعة 13 سبتمبر 2013 01:15 صباحاً ((عدن الغد)) متابعات: يوجه الفنلنديون اصابع الاتهام هذه الايام الى الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا لصناعة الهواتف النقالة الكندي ستيفن ايلوب، لانهائه مصير فخر اقتصاد بلادهم ورائدة قطاع الاتصالات الى حد قريب، فيما يرى آخرون انه وضع علاجاً لاوضاع ميؤوس منها ولو كان "الكي". وتأسست نوكيا في العام 1865 من قبل مهندس التعدين فريدريك إدستام لتصنيع الورق في جنوب غرب فنلندا، لكنها تصدرت قطاع الهواتف النقالة في العالم طيلة عقد ونيف من الزمان الى ان بيعت الى مايكروسوفت الاميركية بسعر 5.44 مليارات يورو. وتراكمت الخسائر مؤخرا على نوكيا ما ادى الى تدهور الشركة في وقت لم تواكب النهضة في سوق الهواتف الذكية والصراع المحتدم بين شركتي آبل الاميركية وسامسونغ الكورية الجنوبية. وفي هلسنكي، يعتبر النقاد بيع نوكيا إلى مايكروسوفت الحلقة الأخيرة في رواية من الفاعل، وبالنسبة إليهم، المتسبب في هذا الجرم ضد كبرياء الصناعية الوطنية هو إيلوب. واتهمت تعليقات فنلندية نشرت على الإنترنت الرئيس التنفيذي للشركة بعدة أشياء، منها أنه جاسوس لمايكروسوفت، مذنب بتهمة التخريب، وأنه مارس عملا داخليا سريا لتسليم نوكيا إلى الشركة الأمريكية التي كان يعمل فيها سابقاً، والتي سيعود إليها الآن. وتسري في الاوساط الاقتصادية شائعات مفادها إن ايلوب قد يخلف ستيف بالمر في منصب الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت. ويواجه ايلوب بسهام النقد، جراء محاولته تحقيق عمل غير عادي في استراتيجية الشركة عبر احداث انقلاب جذري في أوضاع شركة تاريخية للمرة الثانية خلال أقل من عقدين، وأن نوكيا لا تزال بعيدة تماماً عن كونها شركة منقرضة. وغيّرت نوكيا جلدها من شركة تصنع الأخشاب والإطارات إلى شركة للهاتف الجوال في منتصف التسعينيات. وكان هذا على الأرجح أكثر طموحاً من المهمة التي كلف بها إيلوب عام 2010. غير ان نقاد إيلوب يستهينون بالمشاكل التي ورثها التي أوضحها في مذكرته عن المنصة المحترقة في أوائل 2011 فضلاً عن التغيرات السريعة في الصناعة التي كانت تواجهها نوكيا. ومنذ تولي ايلوب المسؤولية في نوكيا تغيرت بيئة انتاج الهاتف النقال لدرجة أنها جردت شركات راسخة مثل بلاكبيري وموتورولا، وشركات جديدة نسبياً مثل إتش تي سي التايوانية، من كبار موظفيها وتركتها هائمة. وضمن مساعيه لاعادة الانطلاق اختار ايلوب الارتباط مع مايكروسوفت من أجل تطوير برنامج ويندوز للهواتف الذكية، وفي الوقت نفسه التخلص من البرامج البديلة التي كانت تنتجها نوكيا. أخفق ايلوب في تغيير حظوظ الشركة إلى الأفضل ولم تستطع هواتف نوكيا العاملة ببرنامج ويندوز اقتناص حصة معقولة من السوق، بل تخلفت وراء الهواتف التي تعمل بأنظمة تشغيل من أبل، وأندرويد من غوغل. لكن الرؤساء السابقين، بمن فيهم أولي بيكا كالاسفو، سلف إيلوب، ويورما أوليلا رئيس مجلس الإدارة لا بد أن يحملوا بعض اللوم على الإخفاق في التعرف على التهديد الذي يشكله الآيفون، وليس إيلوب. ومن الممكن أن تختفي علامة نوكيا التجارية على الهاتف الجوال حين تنتهي رخصة مايكروسوفت التي تسمح باستخدامها لمدة عشر سنوات على موديلاتها الحالية. ويرى نقاد أن الخطأ الذي ارتكبه مسؤولو نوكيا أنهم صدقوا أن تشخيص العالم حول صحتها الجيدة سيكون دائماً. فقد سمحوا بإصابتها بالتيبس في المجالين التنظيمي والتكنولوجي، والإضرار بمستقبلها في الهواتف النقالة. وقالوا "حاول إيلوب، لكن متأخرا، أن يعيد إنعاش الشركة. وقد أخفق. ويمكن أن يتبين الآن أن التخلي عن قسم أجهزة الهاتف الذي أعطى نوكيا هويتها هو أفضل شيء لمصلحتها".