د. إبراهيم عباس - الترجمة اعتبر جريج هندرسون أن افتتاحية الرأي التي كتبها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونشرت في صحيفة «نيويورك تايمز» بعد إلقاء الرئيس الامريكي باراك أوباما لخطابه الموجه للشعب الامريكي الثلاثاء الماضي بأنها ضربة معلم، وذكر هندرسون في موقع إن .بي .آر الإخباري الالكتروني بهذا الصدد أن بوتين وجه - من خلال مقاله هذا- نداءً إلى الشعب الأمريكي لرفض دعوات رئيسه بشأن استخدام القوة ضد سوريا معتبرًا ان توجيه مثل هذه الضربة لا يمكن أن يخدم المصالح الأمريكية بأي حال من الأحوال، إضافة إلى المعارضة القوية للضربة من قبل العديد من الدول، والقادة السياسيين والدينيين بما في ذلك بابا الفاتيكان، وذلك إلى جانب سقوط عدد كبير من الضحايا الأبرياء الذين سيسقطون نتيجة للضربة، مع احتمال تمدد الصراع إلى ما هو أبعد من الحدود السورية، وضرب بوتين في مقاله على الوتر الحساس الذي يهم الشعب الأمريكي من خلال إشارته في مقاله إلى الضرر الاكبر المتوقع من الضربة، وهو ما يمكن أن تؤدي إليه من موجة جديدة من الإرهاب، وتقويضها الجهود التي تهدف إلى حل المشكلة النووية الإيرانية والنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وأيضًا المزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإلى حد تهديد نظام القانون الدولي بأكمله. واستطرد هندرسون بأن بوتين في مواجهته حجج أوباما التاريخية لتبرير احتمال توجيه ضربة أمريكية «محدودة» لإتلاف أسلحة الأسد الكيميائية، أظهر رؤيته الخاصة لمجتمع دولي مهدد على الدوام من جراء استخدام القوة العسكرية الأمريكية، وأن ما يثير القلق بدرجة أكبر أن التدخل العسكري في الدول الأجنبية أصبح أمرًا مألوفًا بالنسبة للولايات المتحدة، وهو ما دفع الملايين من الناس حول العالم إلى رؤية أمريكا ليس كنموذج للديمقراطية، وإنما كدولة تعتمد على القوة الغاشمة، والسعي باستمرار لاستقطاب حلفاء لها تحت شعار «من ليس معنا فهو ضدنا»، واعتبر الكاتب أن بوتين يبدو بهذا الطرح متفقًا في الكثير من الجوانب مع منتقدي توجيه أوباما لهكذا ضربة، وخاصة السناتور الجمهوري راند بول (كنتاكي).