وجاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى الحوار لتبرز وتؤكد مسعاه النبيل - حفظه الله - في هذا الاتجاه حين استقبل في قصره بالرياض المشاركين في المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي الذي عقد في الرياض خلال الفترة من 15 إلى 17 / 3 / 1429 ه . وقال خادم الحرمين الشريفين أيده الله : لقد سنحت لي هذه الفرصة لأطلعكم على ما يجول في خاطري وأرجو منكم أن تصغوا لهذه الكلمات القصيرة لأقتبس منكم المشورة , فأنا أتأمل منذ سنتين الأزمة التي تعيشها البشرية جمعاء في وقتنا الحاضر أزمة أخلت بموازين العقل والأخلاق وجوهر الإنسانية فقد افتقدنا الصدق افتقدنا الأخلاق افتقدنا الوفاء افتقدنا الإخلاص لأدياننا وللإنسانية , كما أن الإلحاد بالرب عز وجل قد كثر وتفشى وهو أمر لا تجيزه الأديان السماوية لا يجيزه القرآن ولا التوراة والإنجيل , كذلك لمست من أصدقائنا في كثير من الدول أن الأسرة و ( الأسرية ) تفككت في أيامنا هذه , وأنتم أعلم بأهمية وخطر تفككها فأعز ما عند الإنسان هم أبناؤه فكيف إذا انصرف الشاب أو الشابة عن أبيه وأمه وانغمس في مسائل لا تتقبلها الأخلاق ولا العقيدة ، ولا يرضاها قبل ذلك كله الرب عز وجل . وأضاف الملك المفدى : تبلور في ذهني أن أطلب من ممثلي أتباع الأديان السماوية الاجتماع كإخوة يشتركون في إيمانهم وإخلاصهم لكل الأديان ، وتوجههم إلى رب واحد للنظر في إنقاذ البشرية مما هي فيه. وعرضت الأمر على علمائنا في المملكة العربية السعودية ؛ ورحبوا بها ولله الحمد . واعتمد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقد في مكةالمكرمة الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الرسالات الإلهية والحضارات والثقافات , وقال خادم الحرمين الشريفين في كلمته مخاطباً المشاركين في المؤتمر" إنكم تجتمعون اليوم لتقولوا للعالم من حولنا ، وباعتزاز أكرمنا الله به ، إننا صوت عدل ، وقيم إنسانية أخلاقية ، وأننا صوت تعايش وحوار عاقل وعادل ، صوت حكمة وموعظة وجدال بالتي هي أحسن تلبية لقوله تعالى " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " . وأضاف الملك عبدالله يقول : ما أعظم قدر هذه الأمة ، وما أصعب تحدياتها في زمن تداعى الأعداء من أهل الغلو والتطرف من أبنائها وغيرهم على عدل منهجها تداعوا بعدوانية سافرة ، استهدفت سماحة الإسلام وعدله وغاياته السامية , ولهذا جاءت دعوة أخيكم لمواجهة تحديات الانغلاق ، والجهل ، وضيق الأفق ، ليستوعب العالم مفاهيم وآفاق رسالة الإسلام الخيرة دون عداوة واستعداء قال تعالى (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )). // يتبع // 08:49 ت م NNNN فتح سريع