أوضح عضو جمعية الصيادين بالشرقية وعضو اللجنة الزراعية والثروة السمكية والحيوانية بغرفة الشرقية داوود سلمان اسعيد، أن غابة أشجار المانجروف في شمال جزيرة تاروت، تتعرض للتجريف والردم من قبل جهات مجهولة، وتقوم برمي الأنقاض والنفايات والمخلّفات في الغابة بشكل بطيء وممنهج، ما تسبب في دفن المناطق المغمورة بالمياه والقضاء على مئات الأشجار. وأبان اسعيد: أن هذه الأعمال تخالف القرار السامي رقم 12318 في 11/7/1403ه والمعتمد بموجب الأمر السامي 18618 في 27/8/1404ه. والقاضي بأن تبقى جزيرة تاروت بدون ردم للمياه المحيطة بعد تشجيرها، وإدخال مشروعات التجميل والتحسين عليها لتكون منطقة ترفيهية ومتنفسًا لسكان المنطقة الشرقية، ونقل ما صدر عليها من منح من المقام السامي إلى بلديات المنطقة الشرقية الأخرى. وأضاف: إن التعدّي على الغابة يخالف أيضًا توصيات الدراسة البيئية التي أجرتها بلدية محافظة القطيف حول الآثار البيئية لتطوير السواحل في مدينة سيهات وجزيرة تاروت، والتي أكدت على الإبقاء على غابة أشجار المانجروف شمال تاروت، ومانجروف سيهات، وبينت بأن هذه الأشجار نادرة جدّاً، ولها خصائص تميزها عن بقية الأشجار في العالم. واستغرب، استهداف الشريط الساحلي المحاذي لغابة مانجروف خليج تاروت من قبل الشاحنات التي ترمي المخلفات دون غيرها من بقية الأماكن، وهو الأمر الذي يثير الشكوك حول الهدف الحقيقي من وراء هذه الأعمال، مطالبًا بتحويل هذه الغابة لمحمية طبيعية يحرم الاقتراب منها والتعدي عليها، وتعويض أي متضرر من بقائها. ولفت اسعيد إلى أن أعمال الردم الجائرة التي تعرضت لها سواحل المنطقة الشرقية، ومحافظة القطيف بشكل خاص، بسبب التمدد العمراني باتجاه البحر، تسببت في القضاء على مساحة شاسعة جدًّا من الحوض الطيني الضحل الذي يشكل بيئة حاضنة للربيان ومئات الأنواع من الأسماك والكائنات البحرية، وكذلك القضاء على أكبر غابة أشجار مانجروف في المنطقة، والتي تحتضن دورة من دورات الحياة للكائنات البحرية. من جهتها أبدت جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية قلقها البالغ من تجريف وردم آخر ما تبقى من غابة أشجار المانجروف "القرم" في خليج جزيرة تاروت، مطالبةً الجميع بدعم الجهود الرامية إلى الحفاظ على البيئة البحرية من الردم والتجريف، ومهددة برفع قضيةٍ في إطار ما سمّته "التعدي الجائر وغير المشروع على البيئة" إلى الجهات المعنية. المزيد من الصور :