وزعت البعثة الدبلوماسية الفلسطينية لدى الأممالمتحدة، أمس، المشروع النهائي لطلب نيل صفة دولة غير عضو لدى الجمعية العامة للمنظمة الدولية، وفق ما هو مقرر غداً، وسط توقعات فلسطينية بالحصول على أغلبية مريحة في التصويت، فيما لفت خبراء الى ضرورة أن تنظر واشنطن بشكل جذري في سبل التوصل الى سلام دائم حتى لا تضيع فرصة تسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين على اساس حل الدولتين. وقال السفير الفلسطيني لدى الأممالمتحدة رياض منصور، للإذاعة الفلسطينية الرسمية، إن لدى البعثة ثقة بالحصول على أغلبية مريحة عند طرح مشروع الطلب للتصويت. وذكر منصور أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيصل لنيويورك لحضور جلسة التصويت التي ستصادف يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني. وأكد أن مشروع الطلب سيتم تقديمه بشكل نهائي بحيث يقدم رسمياً للأمم المتحدة، وسيتم التصويت على القرار الذي يبدو أنه سيحصل على الاغلبية المطلوبة كون الفلسطينيين يحظون بدعم واسع بين الدول ال193 الاعضاء في الجمعية العامة. وذكر منصور أن خطوة التوجه للجمعية العامة ستكون مكملة للخطوة الفلسطينية في تقديم طلب عضوية كاملة لمجلس الأمن الدولي في سبتمبر من العام الماضي. وشدد منصور على أهمية قبول عضوية فلسطين لدى الأممالمتحدة رغم أنها خطوة رمزية «لتثبيت حل الدولتين وإنقاذ ما تبقى من فرص عملية السلام بفعل الممارسات الإسرائيلية». في غضون ذلك، قال مدير شعبة «حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف» بإدارة الشؤون السياسية في الأممالمتحدة، الألماني وولف جانج جريجر، إنه يدعم التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن جريجر قوله، إنه يعمل بشكل متواصل في الوقت الراهن من أجل إنجاح المسعى الفلسطيني للحصول على دولة غير عضو في الأممالمتحدة. وأضاف أن شعبة دعم حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف عملت إلى جانب القيادة الفلسطينية في السابق لدى تقدمها بالحصول على عضوية كاملة العام الماضي، وراسلت منظمات غير حكومية في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى مجلس الأمن للضغط باتجاه قبول الاعتراف بدولة فلسطينية. وقال: نأمل أن يكون يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني يوما تظهر فيه الشعوب والدول تضامنها مع الدولة الفلسطينية، مبدياً أمله أن تحظى هذه الدولة بالاعتراف وأن يحتفل العالم به قريبا جدا. ودعمت حركة «حماس» رسمياً مسعى الرئيس الفلسطيني للحصول على وضع دولة مراقب لفلسطين في الاممالمتحدة، متخطية بشكل مؤقت الخلافات في وجهات النظر بين خالد مشعل وقادتها في غزة. من جهة أخرى، لفت خبراء الى ضرورة ان تعيد الادارة الاميركية النظر بشكل جذري في سبل التوصل الى سلام دائم حتى لا تضيع فرصة تسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين على أساس حل الدولتين. وقال خبراء في ندوة عقدت في واشنطن لإطلاق كتاب، ان الوقائع الجديدة في الشرق الاوسط ومن بينها التغييرات التي طرأت اثر الربيع العربي، باتت تفرض التخلي عن السبل القديمة في التعامل مع الازمة. وصرح وليام كوانت الذي شارك بصفته عضواً في مجلس الامن القومي في التوصل الى اتفاق كامب ديفيد التاريخي عام 1978 «ما لم نغتنم أي فرصة تتاح الآن فإن احتمالات التفاوض على حل في المستقبل القريب ستكون ضئيلة جداً». وحذر روبرت مالي الباحث في مجموعة الازمات الدولية، من أن المعارك الاخيرة في غزة «كانت بمثابة نموذج مصغر للتغييرات الجذرية التي سيتعين على الرئيس الاميركي باراك أوباما مواجهتها». وأضاف مالي ان الاسس الثلاثة الضرورية لإحلال السلام هي كيانان قويان فلسطيني واسرائيلي، واستعداد من قبل الدول العربية لدعم الولاياتالمتحدة وممارسة ضغوط على الفلسطينيين، وادارة أميركية تحظى بالصدقية «قد تآكلت كلها». وتابع مالي «لذلك بات على الولاياتالمتحدة ان تغير طريقتها في التعامل مع النزاع المستمر منذ عقود». واقترح عدد من الخبراء شاركوا في إعداد الكتاب سبلاً لأوباما من اجل بذل جهود جدية خلال ولايته الرئاسية الثانية من اجل تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. واعتبر وزير الخارجية الاردني السابق مروان المعشر، أن مهمة اوباما تراوح بين الصعب والمستحيل، خصوصاً أن حل الدولتين الذي أسهم في إطلاقه بات على شفير الزوال. من جهته، اعتبر السفير الأميركي السابق في اسرائيل ومصر دانيال كورتزر الذي يعمل استاذاً في جامعة برينستون وأشرف على الكتاب، أنه من الاساسي ترسيم حدود الدولتين.