أكد "محمد مهدي تقوي" المحلل السياسي الإيراني أن النظام الإسلامي في إيران وانطلاقا من موقع القوة وذروة الاقتدار السياسي قرر استخدام تكتيك "المرونة البطولية" ليعطي فرصة أخيرة للولايات المتحدة لتصحيح أخطائها. طهران (فارس) وحسب المحلل فبعد أيام من تصريحات قائد الثورة الإسلامية باستخدام تكتيك "المرونة من منطلق البطولة" غادر الدكتور روحاني رئيس جمهورية إيران إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع قمة الجمعية العامة للامم المتحدة مضيفا: "رغم عدم تحقق التوقعات باتخاذ الطرفين الإيراني والأميركي خطوات تقارب لكن الاتصال الهاتفي الأخير للرئيس الأميركي والذي لم يستغرق أكثر من 15 دقيقة قرب هذه الحقيقة إلى الواقع". وإشارة إلى انقسام الساحة الأميركية بين اللوبي الصهيوني "الآيبك" المعارض للتقارب والمعتدلين المؤيدين له أوضح تقوي: إن "أصل التقارب في حال وقوعه لن يحدث من دون موافقة النظام الإسلامي وتنسيق كامل معه ولن يحصل بتصرف شخصي من قبل رئيس الجمهورية أو الحكومة". ونبه المحلل لاستقبال زعماء العالم المنقطع النظير للكلمة المنطقية والمسالمة والرصينة للرئيس روحاني في اجتماع الجمعية العامة قائلا: "هذا الاستقبال حث ساسة البيت الأبيض للإصرار على تأمين اتصال بروحاني ما دفع اوباما لعدم تفويت الفرصة وإجراء الاتصال قبل دقائق من مغادرة روحاني لنيويورك للتحدث حول الملف النووي ورفع بعض العقبات بين الجانبين". وتساءل المحلل عن التغيير الذي حصل ليدفع ليس فقط وزراء خارجية البلدين لاجتماع ثنائي بل ورئيس دولة متكبرة كالولاياتالمتحدة لإجراء اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني قائلا في جوابه: "أميركا لم تتغير، لكن الجمهورية الإسلامية اليوم لم تعد إيران سابقا فقد أصبحت دولة مستقلة مؤثرة والقوة الأعظم في غرب آسيا وشمال أفريقيا كما وأمست من حيث القوة العسكرية والتقدم الطبي والنووي (السلمي) والعلمي والفضائي...الخ من أهم دول العالم ناهيك عن الرصيد الشعبي والداخلي الذي يجعلها أقوى حكومة". وشدد تقوي على أن مشاركة 73% من الشعب الإيراني في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أعطت رئيس الجمهورية زخما أوسع في مشاركته في اجتماع الجمعية ما دفع اوباما، وبأي ثمن وخلافا لرغبة المحافظين الجدد، لإجراء الاتصال الهاتفي معه. كما ولفت الباحث "تقوي" إلى أن على المسؤولين الإيرانيين الالتفات جيدا إلى روح الاستكبار والمراوغة التي تتمتع بها أميركا وأن يسدوا امام زعمائها أي باب للتلاعب (كتصريحات سوزان رايس حول البادئ بالمكالمة أو تصريحات اوباما المتضاربة لاسيما بعد زيارة نتانياهو لواشنطن) مضيفا: "إذن على الإيرانيين أن يتوخوا الحذر فيما إذا تلقوا طلبا مماثلا من الأميركيين إذ قد يعمد اوباما ثانية تحت الضغوط لعدم ترجمة أقواله إلى أفعال". ونبه المحلل إلى أن تصور حل جميع المشاكل الاقتصادية بعودة العلاقات مع الولاياتالمتحدة هو تصور ساذج وغير منطقي مردفا: "في الحقيقة إن بلدنا يرزح تحت وطأة الحظر الاقتصادي منذ أكثر من ثلاثين عاما وما حصل في السنوات الأخيرة هو تشديد للحظر ليس إلا؛ إذن علينا النظر إلى المسائل الدبلوماسية بمنظار واقعي غير خيالي". كما وأكد تقوي على أن أي اجتماع ثنائي بين الجانبين لا يمكن أن يحصل من دون تنسيق داخلي في النظام الإسلامي مضيفا: "من ناحية اخرى فإن على دبلوماسيي البلاد أن يكونوا اذنا صاغية لتوصيات قائد الثورة وتعالميه حول الموضوع وأن يضعوا تحذيراته وإنذاراته نصب أعينهم".