بدأ خبراء نزع الأسلحة الكيميائية أمس الأربعاء، وضع قائمة بترسانة الأسلحة الكيميائية السورية والتحقق من لائحة المواقع التي قدمتها دمشق وإجراء فحوصات ميدانية، في مهمة تاريخية في دمشق، فيما أبدى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، استعداد بلاده للمساعدة في تطبيق اتفاق تم التوصل إليه بين روسيا والولايات المتحدة بشأن تدمير ترسانة سوريا الكيميائية، وقال ظريف فى تصريح نقلته قناة «برس تي في» الإيرانية أمس الأربعاء: «علينا أن نتحرك الآن لتنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية السورية»، مشددًا على أن الأمر سيكون صعبًا، وأن بلاده مستعدة للمساعدة من أجل التأكد من تطبيق الاتفاق بشكل صحيح وبسرعة، وأشار ظريف إلى التعاون «الإيجابى» بين إيرانوروسيا بشأن القضية السورية لتفادى النتائج الكارثية للحرب، مؤكدًا أن تفادي ذلك تم من خلال الجهود المتضافرة من جانب عدد من اللاعبين، بما في ذلك إيرانوروسيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى عدد لا بأس به من اللاعبين الآخرين، وفيما يتعلق بمؤتمر «جنيف 2»، أعرب ظريف عن استعداد بلاده حضور المؤتمر دون أي شروط، وذلك في حال دعوتها. إلى ذلك، بدأ الفريق المكلف بحل كيماوي الأسد عمله بعدما حذرت المعارضة السورية من «كارثة إنسانية» في ضاحية معضمية الشام جنوب غرب العاصمة السورية، متهمة النظام السوري بالقيام ب»حملة تجويع وتهجير ممنهجة» في هذه المنطقة، كما تبدأ المهمة غداة تأكيد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن الرئيس السوري بشار الأسد باقٍ في السلطة، من دون أن يحسم ما إذا كان سيترشح لولاية ثالثة بعد انتهاء ولايته الحالية صيف العام 2014. ويضم الفريق 19 مفتشًا من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية و14 من موظفي الأممالمتحدة، وقد وصل إلى الفندق في دمشق الثلاثاء في موكب من 20 سيارة تابعة للمنظمة الدولية قادمًا من العاصمة اللبنانية بيروت، وعند وصوله أقام الفريق قاعدة لوجستية. وجاء في بيان صادر عن الأممالمتحدةك «في الأيام المقبلة يتوقع أن تركز جهودهم على التحقق من المعلومات التي قدمتها السلطات السورية، ومرحلة التخطيط الأولية لمساعدة البلاد على التخلص من منشآت إنتاج الأسلحة الكيميائية»، وأضاف البيان: «إنه من المتوقع أن تنتهي هذه المرحلة بحلول 1 نوفمبر. وكانت السلطات السورية قدمت في 19 سبتمبر الماضي لائحة بمواقع الإنتاج والتخزين إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي تتخذ من لاهاي مقرًا، ومن المقرر أن يزور المفتشون هذه المواقع خلال الأيام ال30 المقبلة، في إطار اتفاق روسي/ أميركي بهدف التخلص من الترسانة السورية بحلول منتصف العام 2014. وتعد العملية المرتقبة من الأكثر تعقيدًا في تاريخ نزع هذا النوع من الأسلحة، ورغم أن عمليات مماثلة جرت في العراق وليبيا في أوقات سابقة، إلا أنها أول مرة تنزع الأسلحة الكيميائية من بلد غارق منذ 30 شهرًا في نزاع دامٍ أودى بحياة أكثر من 110 آلاف شخص، وبحسب تقديرات الخبراء، تمتلك سوريا أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيميائية، بينها نحو 300 طن من غاز الخردل والسارين، موزعة على نحو 45 موقعًًا في مختلف أنحاء البلاد، وكان مسؤول في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكد الأحد «حاليًا لا يوجد لدينا أي سبب للشك في المعلومات المقدمة من النظام السوري»، في إشارة إلى اللائحة التي قدمتها دمشق. وكان الرئيس السوري أكد في مقابلة تلفزيونية مع قناة إيطالية الأحد التزام دمشق تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2118 الذي تم التوصل إليه بالإجماع ليل الجمعة السبت، في توافق دبلوماسي غير مسبوق منذ اندلاع النزاع السوري منتصف مارس 2011، ومن المقرر أن يقدم الخبراء الستة تقريرًا شاملاً بنهاية أكتوبر، وسبق للفريق أن قدّم تقريرًا أوليًا أكد فيه استخدام غاز السارين على نطاق واسع في هجوم وقع قرب دمشق في 21 أغسطس. إلى ذلك، وتحت عنوان «معضمية الشام تشهد كارثة إنسانية»، أصدر الائتلاف بيانًا اتهم فيه النظام السوري بالقيام ب»حملة تجويع وتهجير ممنهجة يمارسها بحق مدينة المعضمية ويكثف أعمال تدمير وهدم البنى السكنية انطلاقًا من نقاط المواجهة مع الجيش الحر عند مداخل المدينة باتجاه مركزها»، وأضاف البيان: «إن الحصار المفروض على معضمية الشام في الغوطة الغربية تخطى يومه ال280، وفاق عدد الشهداء ال 700 شهيد، وتعطلت جميع المستشفيات، ويحظى كل 2400 شخص برعاية طبيب واحد فقط، والمدارس ال22 تعطلت بشكل تام، ولحق الدمار بالمساجد الثمانية في المدينة». المزيد من الصور :