2013/10/06 - 13 : 08 AM الدوحة في 6 اكتوبر / بنا / أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر أن التماسك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورغبتها في قيام الاتحاد الخليجي، هو السبيل للحفاظ على ما حققته دول المجلس من منجزات من أجل حاضر ومستقبل المنطقة. وقال سموه في حوار شامل أجراه السيد أحمد علي مدير عام صحيفة "الوطن" القطرية نشرته في عددها الصادر اليوم، "إن الاتحاد الخليجي هو هدف شعوب المنطقة، ويجب الاستفادة من النجاحات التي تحققت أكثر من صعيد، فالمتغيرات والتطورات الإقليمية والدولية تحتم الإسراع بدخول الاتحاد إلى حيز التنفيذ والتطبيق في أسرع وقت ممكن". وأشاد سموه بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة بالانتقال من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد، بأنها أحد أوجه مبادراته الخيرة لرص الصف وجمع الكلمة وتوحيد المواقف، وأكد سموه أن فرص الانتقال إلى الاتحاد الخليجي كبيرة ومتاحة، خاصة في ظل الاتفاق الخليجي على هذا الهدف المشترك. وشدد سموه على أهمية تكثيف الاجتماعات على مستوى القادة في فترات متقاربة وتدارس أي مستجدات، فالتحديات تتعاظم، مما يستلزم أن تكون خطواتنا متواكبة مع هذه المتغيرات، وقال سموه "إننا ننتظر من القمة الخليجية المقبلة أن تكون مفصلية في اتخاذ قرار بشأن الاتحاد وتحقيق حلم نتطلع إليه جميعا ونرجوه لشعوبنا وبلداننا". وحول الشأن البحريني، أكد سموه أن البحرين بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى تشهد طفرات تنموية في العديد من المجالات الصحية والتعليمية والخدمية وفي البنية التحتية، ولديها أنظمة وقوانين متطورة وسلطة تشريعية تتمتع بصلاحيات كبيرة في التعبير عن الإرادة الشعبية. واوضح سموه أن الأزمة التي مرت بها المملكة رغم مرارتها، إلا أنها أسهمت في زيادة الروح الوطنية بين أبناء الشعب الواحد، الذين خرجوا معلنين استنكارهم ورفضهم للإرهاب والمحرضين عليه، ورسموا بتجمعاتهم ومواقفهم لوحة مضيئة في تاريخ العمل الوطني البحرين، "فلهم كل التحية والشكر والتقدير". وشدد سموه على أن البحرين لا تشهد توترا طائفيا وأن ما يحدث هو محاولات إرهابية لا يتورع من يقوم بها عن ممارسة العنف والإرهاب واستهداف رجال الأمن وتهديد السلم الأهلي. وأكد سموه أن ما يحدث في البحرين لم يكن من أجل تحقيق مطالب معيشية أو صحية أو تعليمية أو إسكانية أو خدمية، وإنما محاولة لجر البلاد إلى الفوضى والخراب، ولكن مواقف شعب البحرين ووعيه أسهما في حماية الوطن. وقال سموه "نحن دولة تُعلي شأن القانون ويلتزم قضاؤنا بتطبيقه بما يحقق أمن واستقرار المجتمع، كل ذلك في ظل توافر كامل ضمانات استقلال القضاء، ولذلك فلا علاقة لما حصل بما تصفه أو يصفه آخرون بأنه توتر أو تأزيم. وشدد سموه على ضرورة أن يعتبر مجلس التعاون مما مرت به بعض الدول المحيطة من اضطرابات وتراجع في أمنها واستقرارها، وأن يغلق جميع المنافذ أمام التدخلات الخارجية، فنحن بلدان ناشئة وأي تأثير على الأمن والاستقرار سيكون له تداعيات سلبية على التنمية والتقدم. وجدد سموه القول :" نحن لا نريد عداء أحد، ولا نريد أن يعادينا أحد، ونمد يدنا لمن يمد يده، وبلدنا عزيز علينا، ولن نفرط في أي جزء من تراب هذا الوطن". وأشار سموه إلى أن هناك من يحاول تصوير الأمور في البحرين على غير حقيقتها، ولكن هؤلاء لا يعرفون طبيعة شعب البحرين، ولا يدركون أن كل هذه المحاولات اليائسة لن تنال من هذا الشعب وتماسكه، وعدم تفريطه في سيادته واستقلاله، ورفضه لكل محاولات الابتزاز أو الضغوط. ونوه سموه إلى أن ما يقوم به سفراء وممثلو الدول المعتمدون في أي دولة هو تنفيذ توجيهات بلادهم، ويجب أن تكون اجتماعاتهم مع أية أطراف داخل أي دولة واضحة وتتوافق مع اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية. وشدد سموه على أن حماية البحرين من مخاطر الإرهاب هي مسؤولية مجتمعية مشتركة وليست الحكومة وحدها، معربا سموه عن ثقته في أننا سننجح في استئصال هذه الظاهرة وحماية البحرين وشعبها من مخاطرها. وأكد سموه أن المجتمع البحريني بإدراكه ووطنيته أحبط كل ما يحاك ضد البحرين من مخططات تستهدف الأمن والاستقرار. وأعرب سموه عن اعتزازه بموافقة مجلس الجامعة العربية على أن تكون مملكة البحرين مقرا دائما لمحكمة حقوق الانسان العربية، وهو ما يؤكد ثقة مجلس الجامعة في ما تتمتع به البحرين من أرضية جيدة على صعيد احترام حقوق الانسان وما تطبقه من قوانين وتشريعات متطورة في هذا المجال. ولفت سموه إلى أن النظام السياسي البحريني يؤكد على الحرية والانفتاح واحترام حقوق الانسان التي كفلها ميثاق العمل الوطني عام 2001 ودستور عام 2002، وأن البحرين لديها عملية ديمقراطية متجددة ومتطورة باستمرار تقوم على تلبية الارادة الشعبية التي تعبر عنها السلطة التشريعية ممثلة في مجلسي الشورى والنواب. كما تطرق الحوار إلى العلاقات البحرينيةالقطرية، حيث أكد سموه أن ما يربط مملكة البحرين ودولة قطر الشقيقة علاقات أخوية وثيقة تستمد قوتها ومتانتها من الروابط التاريخية ووشائج القربى، التي تربط بين الشعبين الشقيقين. وأشار سموه إلى أن صاحب السمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، يسهم بدور بارز في تعزيز التعاون البحرينيالقطري منذ وقت مبكر من خلال ترؤسه للجانب القطري في اللجنة البحرينيةالقطرية المشتركة. وقال سموه "إن صاحب السمو الأمير تميم شاب اكتسب خبرة كبيرة خلال السنوات الماضية وهو حاكم ابن حاكم، ولديه حرص على تطوير علاقات بلاده مع جيرانها، ونتمنى له النجاح والتوفيق في كل خطواته". وأعرب سموه عن ثقته في أن العلاقات بين البلدين ستسير نحو المزيد من التقارب والتفاهم خلال السنوات المقبلة بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين. وأضاف سموه أن مشروع الجسر الرابط بين البحرينوقطر هو مشروع إستراتيجي من شأنه أن يحدث طفرة نوعية في مستوى العلاقات بين البلدين، ويزيد من روابط التعاون والتواصل ليس على مستوى البحرينوقطر فحسب، وإنما على المستوى الخليجي ككل. وحول دور قوات درع الجزيرة، أكد سموه إن لقوات درع الجزيرة المشتركة بين دول مجلس التعاون دورا هاما وحيويا في المشاركة في الدفاع عن أية دولة من دول المجلس، وقد تجلى هذا الدور في العديد من المواقف لعل أبرزها المشاركة في تحرير دولة الكويت الشقيقة عام 1991. وأشار إلى أن هذه القوات عندما جاءت إلى البحرين ساهمت في حماية المنشآت والأماكن الحيوية، ولم يخرج دورها عن ذلك، معربا سموه عن اعتزازه بدور قوات درع الجزيرة باعتبارها إحدى ثمار التعاون والتنسيق الرفيع بين دول مجلس التعاون. وتطرق الحوار إلى عدد من القضايا الاقليمية والدولية، ومنها العلاقات البحرينية الإيرانية، حيث أكد سموه أن البحرين ترحب دائما بعلاقات الصداقة مع أي طرف، في إطار الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والمعاملة بالمثل. وعلى صعيد العلاقات البحرينيةالأمريكية، أكد سموه أن العلاقات مع الولاياتالمتحدة تاريخية وقوية ويسودها التفاهم والتنسيق المشترك، ولدينا حرص على تطوير هذه العلاقات وتنمية التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات. وفي الشأن السوري، أكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن موقف البحرين الواضح والمعلن هو التأكيد على أهمية إنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق، والوقوف بجانب كل الخطوات والمبادرات التي تؤدي إلى الحفاظ على الدم السوري ووقف نزيفه. وفيما يتعلق بالشأن العراقي، أعرب سموه عن تطلعه إلى أن تزول الغمة وأن يعود العراق إلى ممارسة دوره الطبيعي داخل الأمة العربية، مؤكدا سموه أن الصراعات الطائفية تفتح الأبواب لتفتيت الدول والقضاء على هويتها. وفيما يتعلق بالوضع في مصر، أعرب سموه عن ثقته في أن مصر ستتجاوز كل الصعاب التي تواجهها، وأنها ستستعيد دورها الريادي في المنطقة والعالم، وأنها ستواصل مساندتها ونصرتها للقضايا العربية والاسلامية، وأنها ستتخطى العثرات التي تعرقل مسيرتها. ع ع بنا 0529 جمت 06/10/2013 عدد القراءات : 135 اخر تحديث : 2013/10/06 - 59 : 09 AM