(مدخل) كان نثارنا الأسبوع المنصرم عن المشهد (المروري) في طريق الحرمين شرق مدينة جدة مثارا لحديث طويل، ورسائل كثيرة، انهالت على بريدي و(هاتفي) من سكان أحياء الحمدانية، التي جاء الحديث عنها، ضمن سياق عام، يربطها بمشهد الغياب (المروري) في طريق الحرمين! وبجد، فإن ما رأيته وسمعته وقرأته، يؤكد على معاناة يعيشها سكان تلك الأحياء، مع عدة استحقاقات غائبة أو مغيبة على السواء! (1) يخرج سكان أحياء الحمدانية وهي اثنا عشر حيا من مخرج (وحيد)، هو المخرج الذي أسموه عرفاً بينهم "مخرج الشريف"، وهو المخرج الذي يضيق مديداً بأرتال الحديد وزحمة البشر من كل صوب وإلى كل غاية، في صباحات الحي المكتظة بالضجيج!.. يحدث هذا، مع عدم القدرة على الاستفادة من مخرج (قاعة) فرح -كما يقولون- إلا للذين سيتّجهون في اتجاه الشمال أو للراغبين في اتخاذ طريق المدينة (جنوبا)، وإغلاق المخرج الآخر (الفلاح) تماما..! وعندما كانت هذه الأحياء تجاور ملعب الملك عبدالله (الجديد) والمشاريع الأخرى التي أوصى بتنفيذها خادم الحرمين الشريفين تحقيقا لمنافع عامة لهذا الوطن ومواطنيه، فإن الجهة الموازية لتلك الأحياء من طريق الحرمين، تحولت إلى (ورشة عمل) كبرى، أقيمت خلالها شبكة من الجسور (الكباري) وما يرتبط بها من طرق ومسارات جديدة! ولكن تلك الشبكة (الهائلة)، عجز سكان الأحياء فك عقدها، وهم يتخيلون أنها سوف تقضي على معاناتهم في الدخول والخروج إلى مساكنهم صباحا ومساء، إلى أن استيقظوا ذات (معاناة مضاعفة) على حديث لأحد المهندسين في الموقع الصاخب بالجسور، وهو يؤكد لهم بأن كل ما يرونه بجوارهم، لا تربطه بهم أدنى علاقة، ولا أقرب استفادة، لتظل تلك الأحياء في بوتقتها الضيقة المغلقة من جديد! والعجيب أن امتداد كوبري مدينة الحجاج والذي رأوه بأم أعينهم يدخل إليهم، ويمد أحد (كتفيه) لمعاناتهم، ظل مغلقاً لعامين متتالين حتى الآن، لأسباب غامضة، ربما تكون أحد تجلياتها أخطاء في التخطيط أو في التنفيذ! (2) كما يعجب سكان هذه الأحياء من عزم الجهات القائمة على أمرها (مع تنفيذ المشاريع الجديدة) بإغلاق الشريان المهم المغذي لتلك الأحياء، والذي يزخر بالمحلات التجارية لكافة الأغراض الخدمية.. وهو الشارع الذي اتفقوا على تسميته ب(ش/52). هذا المشهد سيشل (المكان) تماما، ويتسبب في خسائر فادحة، لمن جعلوا مشاريعهم التجارية على أحد جانبي هذا الطريق! (3) وتمتد معاناة سكان تلك الأحياء إلى افتقار الخدمات الرئيسة الأخرى من مدارس ومركز للشرطة وللهلال الأحمر وماء وصرف صحي وإنارة للشوارع الرئيسة والداخلية، وهذا ما نقله مجموعة من سكان الحي مباشرة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، الذين اطمأنت نفوسهم لوعده لهم بالتوجيه العاجل لحل كل تلك الحاجات! (4) ويتساءل السكان -كذلك- إذا ما كان لتلك الأحياء ال(12) من يمثلها بالمجلس البلدي للمدينة، والذين سيكون لهم دور حاسم -بلاشك- في نقل حاجات هذه الأحياء للمشهد الجمعي العام؟! (5) وأخيرا، فإن ثمة (جامع) في حي الهدى، داخل تلك الأحياء، ظل السكان المجاورون له، يطالبون بتشييده ثم يتابعون إجراءات اعتماده وبنائه ما يقارب (الستة) أعوام، وها هم الآن يكادون يودعونه لوقوعه في طريق أحد الجسور الجديدة، المفرغة من طاقاتها المفيدة لسكان تلك الأحياء!! يتحسرون الآن على جامع (النور).. ولا يدرون كيف وأين ومتى يكون البديل؟! (هذا المشهد ينقله السكان إلى إدارة الأوقاف.. خاصة)! (عبث استثماري) تبلغ أسعار الأراضي في تلك الأحياء مليونا من الريالات كمتوسط مالي عام..! يحدث هذا في غياب كافة مخرجات المؤسسات الخدمية، التي تضمن للساكن حياة مستقرة (معقولة)! .. تزول دهشة ذلك المشهد، لأن (هوامير الأرض)، لهم حساباتهم الخاصة، التي لا ترتبط بمعطيات المؤسسات الخدمية ذات الصلة بسكنى تلك الأراضي (المستحيلة).. ولا (بجودة السلعة) المقدمة على (تراب) أبيض.. تماماً، (الأبيض) الذي يرمز للجدب والخواء في الأدب والثقافة والحياة!! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (14) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain