مِنْ يومياتِ عائدٍ و ذاكرة هذا ما وجدتُ عليه حال الناسِ أوَّلَ ما رجعتُ الى المدينةِ بعد أعوامٍ من السفرِ الذي تركَ الحياةَ هناكَ بينَ النارِ و البحرِ الكبيرِ و معبرٍ مع مِصْرَ ، جارتِنا القديمةِ و الجميلةِ، دائماً سيكونُ موتى حين ترجعُ باحثاً عمَّنْ تركتَ و دائماً سيكون من يروي غرائبَ لا تصدِّقُها كأنَّكَ لمْ تعشْ يوماً هناكَ و كان مما صارَ أنَّ رفاقَ دربِي لم أجدْهم مثلما كانوا معاً أيامَ كنَّا نقتفي أثرَ السنونوةِ الصغيرةِ في كرومٍ أشبَعَتْها الشمسُ بالدِّفَءِ النقيِّ و كان جيشُ الاحتلالِ قدِ اعتلى أبراجَهُ ببنادقٍ محشوَّةٍ بالموتِ لا أنسى الذين تشَتَّتوا هرباً بأسرارِ الَّذِينَ تنقَّلوا من ليلِ مُعْتَقَلٍ لمُعَتَقَلٍ و حين رجعتُ كانت أمنياتُ الانتفاضةِ أنْ تعودَ الشمسُ أدفأَ دون موتٍ آخرٍ و الموتُ كان هناكَ أول أغنياتٍ في رسائلَ طارَ في كلماتِها عَلَمٌ و أمنيةٌ. الاثنين 7/10/2013