تحدث زميلنا الفاضل وأستاذنا الجميل داوود الشريان في برنامج الثامنة ليلة الاثنين عن شركات الطيران الأجنبية وعن هيئة الاستثمار وعن وزارة العمل وعن هيئة السياحة وعن كثير من الأحاديث التي كانت بكل أمانة تقول للناس عن أننا نحفظ حقوق الآخرين ونحافظ عليها، وننسى حقوقنا التي هي حقوق وطن ومواطن، وكعادة داوود في الدخول إلى التفاصيل الصغيرة؛ كانت الحقيقة الصادمة التي كشفت المستور، وبيّنت أننا للأسف (فاتحينها بحري) ومن يصدق أن كثير من الشركات التي تعمل هنا وتكسب مليارات تستخسر في الوطن ريال واحد؟!! أنا هنا لا أريد أن أتحدث عن برنامج جماهيري أجزم أن مشاهديه بالملايين، بل أتحدث عن عدم اكتراث بحقوق هذا الوطن ومواطنيه، مع أن الأمور لا تحتاج إلى ذكاء، بل تحتاج إلى عقول تحب هذا الوطن، وتُخلص له، وتعمل من أجله ولحماية مصالحه، لأنكم ببساطة رأيتم كيف تعمل الشركات الأجنبية في بلدنا وكيف يتعاملون معنا في بلدهم، والدليل أن الخطوط السعودية حينما تعمل في أي بلد أجنبي هي بالتأكيد تلتزم بقوانين البلد التي تعمل فيه، وتذعن تمامًا لكل الأوامر، والتي قد تكون قاسية أحيانًا على الخطوط السعودية، لدرجة أنها تفرض عليها قوانينهم أن تُوظّف مدير محطة ومساعده سعوديين فقط، بينما البقية هم من أبناء البلد التي تعمل فيه، وهو حق مشروع من حقهم، يُمارسونه لحماية مصالح بلدهم ومواطنيهم، والسؤال هو: كيف يحرص غيرنا على مصالحه، بينما نحن نتركها لهم؟! أنا هنا أيضًا أتحدَّث عن مليارات تُهاجر دون أن يستفيد منها لا الوطن ولا أبناؤه ولا بناته!! إذن هناك مسألة هامة وحكايات تختبئ خلف ما جرى ويجري، من حقنا أن نعرفها...!!! * تحية سلام وود للدكتور ناصر الطيار الذي أعرف عنه أن بدايات عمله كانت صغيرة، وكان اجتهاده فيها هو المُحرِّك الأوّل ليصل إلى ما وصل إليه، وكانت وطنيّته الدافع الأول الذي ساعده على صناعة هذا الاسم التجاري الرنَّان (الطيار)، والذي ظهر كضيف في برنامج الثامنة، وكان حديثه وبكل أمانة حديثًا مملوءًا بالحزن على بلده وعلى مصالحها، وكان حرصه نابعًا من وطنيته وعقليته التي تريد أن تُقدِّم للوطن كل شيء، وكلنا رأى كيف صنع لبنات الوطن وأبنائه مراكز تدريب لتأهيلهم للعمل في عالم الطيران، فكانوا ولله الحمد في محل الثقة، بل وأروع مما كُنَّا نتصور، وهنا عليَّ أن أعرّج على وزارة العمل ووزيرها الرائع معالي المهندس عادل فقيه لأسأله سؤالاً في غاية الأهمية ألا وهو: كيف غابت عن معاليه الشركات الأجنبية التي تعمل في بلدنا وتكسب دون أن تدفع شيئًا للوطن، لدرجة أن ما شاهدناه كان مؤلمًا، وأن لا موظف سعودي بين كل الذين كانوا يعملون!! وهذا ما رأيناه، ويا ليتنا لم نشاهده لكي لا نبكي على ما جرى!!! ومن ثم أيضًا سؤالي: كيف يُسمح بالاستثمار والعمل في بلدنا بدون مقابل، أنا هنا أتحدث عن واقع نقلته الصورة وضمّنه الصوت لأنتظر الإجابة من مسؤولي الجهات ذات العلاقة ليفسّروا لنا ما جرى، وليتهم يفعلون ويفعلون قبل الإيضاح، لأن حقوق بلدي أهم عندي من كل الكلمات...!!! * خاتمة الهمزة.. سلّموا لي على الخطوط الجوية العربية السعودية التي لم تكتفِ بسعودة وظائف الرجال، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، ذهبت للنساء وتوظيفهم وتمكينهم من العمل؛ بما يتوافق مع شريعتنا وديننا الذي منح المرأة مكانة وعناية ورعاية، ليصل عدد النساء السعوديات العاملات في الخطوط السعودية إلى هذا الرقم (86) موظفة سعودية، في المالية (37)، وفي تقنية المعلومات (30)، وفي علاقات العملاء (8)، وفي مبيعات الركاب (11)، والعدد في طريقه للزيادة، فشكراً لكل من يُقدِّم لوطني من خلاله شيئاً جميلاً.. وهي خاتمتي ودمتم. تويتر: @ibrahim__naseeb [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (48) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain