تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة عدة موضوعات متعلقة بالمنطقة العربية منها ما نشرته جريدة الديلي تليغراف عن ليبيا تحت عنوان "ليبيا المسكينة سقطت في جنون الميليشيات". وتعتبر الجريدة أن الدولة الليبية لم تعد قادرة على فرض سيطرتها على الجماعات المسلحة أو حتى على فرض قراراتها في المجتمع نظرا لضعف قوتها العسكرية والأمنية ونقص السلاح. وتوضح الجريدة أنه لا يمكن توضيح هذا النموذج بأي مثال أفضل مما حدث مؤخرا مع رئيس الوزراء علي زيدان والذي تم خطفه من قبل ميليشيا متحالفة مع حكومته وبعد إطلاق سراحه قال "ربما كانت هناك أمور تحتاج أن نتعامل معها" ثم تعلق الجريدة بتعجب "بالطبع إنه كذلك". وتقول الجريدة إن خطف زيدان جاء بعد قيام قوات أمريكية بالتوغل في الأراضي الليبية واعتقال أبو أنس الليبي الذي تصفه بأحد "المتورطين في تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينياأوغندا عام 1998 وأحد عناصر تنظيم القاعدة". وتضيف الجريدة إن الحكومة الليبية كان عليها أن تتحمل عواقب هذا التصرف الأمريكي خاصة عندما قررت واشنطن أن تجعل الأمر أكثر صعوبة لطرابلس بإعلانها أن الحكومة الليبية كانت على علم بما فعلته القوات الأمريكية. لكن الجريدة توضح أن واشنطن لم يكن لديها خيار أخر غير ما فعلته لأنها ببساطة لم تعد قادرة على فرض سيطرتها على ليبيا لدرجة أنها لم تتمكن من منع الهجوم على قنصليتها في بنغازي كما أنها لا تستطيع مثلا أن تتقدم بطلب لجهة ما لاعتقال أبو أنس وتسليمه لأنه ليس في ليبيا من لديه القدرة على ذلك. وبعد استعراض قوة الميليشيات المسلحة في ليبيا تخلص الجريدة إلى أن الحكومة الليبية شديدة الضعف ولا تستطيع مواجهة هذه الميليشيات المسلحة وأي دعم أو مساعدة من الولاياتالمتحدة أو أوروبا سيشكل إدانة صريحة للحكومة الليبية في أعين الإسلاميين والليبيين عموما. وتضيف الجريدة إن الحكومة وصلت ذروة ضعفها وإذا لم يتمكن رئيس الوزراء علي زيدان من كبح جماح الميليشيات المسلحة وسلطتها المتزايدة فإن ليبيا ستنزلق إلى المزيد من التفكك وعدم الاستقرار. * بي بي سي